التحذير من تعليق التمائم

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 24 محرم 1443هـ | عدد الزيارات: 764 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1].

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70 ، 71].

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، وعظموا أمره، واحذروا سخطه، وتحببوا إليه بالطاعة، والأعمال الصالحة.

أيها المسلمون:

الدين مبني على التناصح، والتعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قال صلى الله عليه وسلم : «الدين النصيحة» رواه مسلم.

فإذا رأى المسلم أن غيره قد علق تميمة فأزالها كان له من الأجر مثل أجر من أعتق رقبة، فقد ثبت عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه قال: " من قطع تميمة من إنسان، كان كعدل رقبة ". . (الدرر السنية في الأجوبة النجدية 118/5)

قال إبراهيم النخعي: كان أصحاب عبد لله بن مسعود يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن.

فقد حرص السلف على سد أبواب الشرك، فمنعوا تعليق التمائم حتى ولو كانت مكتوبة من القرآن حمايةً للتوحيد، وسدًا لأبواب الشرك، وحفظًا للقرآن من الامتهان، فإن الله - سبحانه وتعالى - لم ينزل القرآن لتعليقه في البيوت، أو السيارات، أو على الصدور للتبرك به أو للزينة، وإنما أنزله - سبحانه - لتدبره والعمل به؛ قال - تعالى-: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾ [ص: 29].

فعلى المسلم أن يُحصِّن نفسه من الشرور والآفات بالأذكار الواردة التي تنفع من يقولها بصدق وإخلاص، وقوة توكل ويقين، ومن ذلك:

قراءة سورة الإِخلاص والمعوذتين ثلاثًا بعد صلاتي الصبح والمغرب ، ومرة واحدة بعد صلاة الظهر والعصر والعشاء، وكذلك قراءة آية الكرسي بعد كل فريضة وعند النوم.

ومن الأذكار المشروعة قول: «باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم» ثلاث مرات في الصباح والمساء،(صحيح أبي داود للألباني ) وكذلك قول: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» ، ثلاثًا في الصباح والمساء.(رواه مسلم)

والواجب على المسلم أن يُعلق قلبه بالله وحده، ويجتنب الأسباب الواهية للشفاء، كالخيط، والحلقة، والرقى والتمائم الشركية؛ فإنها لا تنفع بل تضر.

أيها المسلمون:

الإِيمان هو ما تحقق بكمال اليقين وصدق الإِخلاص وصحة الطَّويَّة، والمؤمن هو من انبعثت نفسه بالأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة والأقوال المرضية؛ المؤمن من امتلأ قلبه بمحبة الرسول فقدم قوله على كل أحد، واتبعه واقتدى به، ونصر ما جاء به، فصار بذلك من أنصاره ؛المؤمن من التجأ إلى ربه واعتصم بمولاه، المؤمن يفوض أمره إلى الله ويرضى بحكمه وقضائه وعدله. المؤمن من أحبَّ للمؤمنين من الخير ما يحبه لنفسه، وكره لهم من الشر ما يكرهه لنفسه؛ ومن تواضع وخفض جناحه للمؤمنين، فجعل كبيرهم بمنزلة أبيه، وصغيرهم بمنـزلة بنيه، والنظير بمرتبة أخيه؛ ومن أمنه الناس على دمائهم وأعراضهم، واحتمل ما يلقاه من أذيتهم وجفوتهم وإعراضهم؛ والذي يسلم المسلمون من لسانه ويده لصحة إيمانه وأمانته، وهو التائب من الإِثم والعصيان والفسوق، واجتهد في برِّ القريب والجار والصاحب ؛ ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان، ولا بالفاحش ولا بذيء اللسان، وليس المؤمن من لا يأمن جاره بوائقه، ولا يأمن من غائلته وغشه، المؤمن بريء من الكذب وإخلاف الوعد والمخاصمة والفجور، ومعرض عن السباب واللغو وقول الزور؛ فطوبى لعبد صدق إيمانه بالقول والعمل، وويل لمن ادَّعى الإِيمان فخالف ظاهره باطنه فخاب وانقطع منه الأمل.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .

الخطبة الثانية

الحمد لله حمد الشاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله رب العالمين، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.

أما بعد:

فإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة، وعليكم بلزوم التقوى في سركم وعلانيتكم، فعظموا الله واتقوه، فإنه - سبحانه - عليم بأحوالكم، ناظر إليكم، ثم يجازيكم على أعمالكم، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر.

عباد الله:

لا يتم التوحيد حتى يكمل العبد جميع مراتبه، فكما أن على العبد أن يقوم بتوحيد الله، فعليه أن يدعو العباد إلى الله بالتي هي أحسن، وكل من اهتدى على يديه فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء.

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم الله بذلك في محكم كتابه بقوله :"يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا" (الأحزاب - 56)، وقال صلى الله عليه وسلم :"من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا" رواه مسلم ،

اللهم صل وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وصحبه وسلم ، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وانصر جنودنا في الحد الجنوبي "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"(البقرة 111).

وقوموا إلى صلاتكم يرحمْكُمْ الله.

1443/1/24هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

7 + 3 =

/500
جديد الخطب الكتابية