الحمدُ لله والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ.
وبعد
الألقابُ جمعُ لقبٍ ، واللقبُ كلُّ وصفٍ أُشْعَر بِرِفْعَةٍ أو ضَعَةٍ أو ما دَلَّ على مدحٍ أو ذم .
والمرادُ بهذا هوالتنقيبُ عن ألقاب المحدثين ورواةِ الحديث لمعرفتِها وضبطِها .
وفائدةُ معرفةِ الألقابِ أمران وهما :
1- عدمُ ظَنِّ الألقابِ أسماءً ، واعتبارُ الشخصِ الذي يُذكر تارةً بلقبه وتارةً باسمه شخصين ، وهو في الحقيقة شخصٌ واحدٌ .
2- معرفةُ السببِ الذي من أجله لُقِّبَ هذا الراوي بذاك اللقب فيُعرف عندئذ المرادُ الحقيقي من اللقب الذي يخالف في كثير من الأحيان معناه الظاهرَ .
والألقاب قسمان وهما :
1- ما لا يجوز التعريف بها : وهو ما يكرهُهُ المُلَقَّبُ به.
2- ما يجوز التعريف بها : وهو ما لا يكرهُهُ المُلَقَّبُ به.
وأمثلتُهُ :
1- الضَّالُ : لقبٌ لمعاويةَ بنِ عبد الكريم الضالِ ، لُقِّب به لأنه ضلَّ في طريق مكة .
2- الضعيف : لقبُ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ الضعيف ، لُقِّب به لأنه كان ضعيفا في جسمه لا في حديثه ، قال عبد الغني بن سعيد : " رجلان جليلان لزمهما لقَبَان قبيحان ، الضَّال والضعيف " .
3- غُنْدَر : ومعناه المُشَغِّب في لغة أهلِ الحجاز ، وهو لقبُ محمدِ بنِ جعفرِ البصريِّ صاحبِ شعبة ، وسببُ تلقيبه بهذا اللقبِ أنَّ ابنَ جريج قَدِمَ البصرة فحدَّث بحديث عن الحسن البصري فأنكروه عليه وشَغَّبوا وأَكْثَرَ محمدُ بنُ جعفر من الشغب عليه فقال له " اسكت يا غُنْدَر ".
4- غُنْجَار : لقب عيسى بنِ موسى التيمي ، لُقب بــ " غُنْجَار " لحُمْرَةِ وَجْنتيه .
5- صاعقة : لقبُ محمدِ بنِ إبراهيمَ الحافظِ ، روى عنه البخاري ، ولُقب بذلك لحفظه وشدة مذاكرته .
6- مُشْكُدَانة : لقب عبدِ الله بنِ عمرَ الأُمَوي ، ومعناه بالفارسية " حبَّةُ المسك أو وعاءُ المسك " .
7- مُطَيَّن : لقبُ أبي جعفر الحضرمي ، ولُقب به لأنه كان وهو صغير يلعب مع الصبيان في الماء فيُطينون ظهرَه ، فقال له أبو نعيم : يا مُطَيَّن لِمَ لا تحضرُ مجلسَ العلم ؟
أشهرُ المصنفات فيه
صنَّفَ في هذا النوع جماعةٌ من العلماء المتقدمين والمتأخرين ، وأحسنُ هذه الكتبِ كتابُ " نزهة الألباب " للحافظ ابن حجر.
وبالله التوفيق.
13 - 11 - 1441هـ