الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
المقلوب لغة : هو اسم مفعول من ( القَلْب ) وهو تحويل الشيء عن وجهه
واصطلاحا : إبدال لفظ بآخر في سند الحديث أو متنه بتقديم أو تأخير
وينقسم المقلوب إلى قسمين رئييسيين هما :
أولا : مقلوب السند
وهو ما وقع الإبدال في سنده وله صورتان :
أ- أن يُقدِّم الراوي ويؤخر في اسم أحد الرواة واسم أبيه كحديث مروي عن ( كعب بن مُرَّة ) فيرويه الراوي عن ( مُرَّة بن كعب )
ب- أن يُبدل الراوي شخصا بآخر بقصد الإغراب كحديث مشهور ( عن سالم ) فيجعله الراوي عن ( نافع )
وهذا النوع من القلب هو الذي يطلق على راويه أنه يسرق الحديث .
ثانيا : مقلوب المتن
وهو ما وقع الإبدال في متنه وله صورتان أيضا :
أ- أن يُقدِّم الراوي ويؤخر في بعض متن الحديث
مثاله : حديث أبي هريرة عند مسلم " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ، وفيه ( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ) فهذا مما انقلب على بعض الرواة وإنما هو ( حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) .
ب- أن يجعل الراوي متن هذا الحديث على إسناد آخر ويجعل إسناده لمتن آخر وذلك بقصد الامتحان وغيره
مثاله : ما فعل أهل بغداد مع البخاري إذ قلبوا له مائة حديث سألوه عنها امتحانا لحفظه فردَّها على ما كانت عليه قبل القلب ولم يخطىء في واحد منها
الأسباب الحاملة على القلب
أ- قصد الإغراب ليرغب الناس في رواية حديثه والأخذ عنه
ب- قصد الامتحان والتأكد من حفظ المحدث وتمام ضبطه
ج- الوقوع في الخطأ والغلط من غير قصد
حكم القلب
إذا كان بقصد الإغراب فلا شك أنه لا يجوز لأن فيه تغييرا للحديث وهذا من عمل الوضاعين .
وإذا كان بقصد الامتحان فهو جائز للتثبت من حفظ المحدث وضبطه .
وإذا كان عن خطأ وسهو فلا شك أن فاعله معذور في خطأه .
والحديث المقلوب هو من أنواع الضعيف المردود كما هو معلوم
أشهر المصنفات فيه
كتاب ( رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والألقاب ) للخطيب البغدادي .
وبالله التوفيق
13 - 8 - 1441هـ