الدرس 45 الحديث المعروف والحديث المُعَلَّل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

المعروف لغة : هو اسم مفعول من " عَرَفَ " .

واصطلاحا : ما رواه الثقة مخالفا لما رواه الضعيف .

فهو بهذا المعنى مقابل لتعريف المنكر الذي اعتمده الحافظ ابن حجر .

الحديث المُعَلَّل

إذا كان سبب الطعن في الراوي هو الوهم فحديثه يسمى المعلل .

والمعلل لغة : اسم مفعول من أَعَلَّه بكذا فهو مُعَلٌ .

واصطلاحا : هو الحديث الذي اطُّلِعَ فيه على علة تقدح في صحته مع أن الظاهر السلامة منها .

والعلة هي سبب غامض خفيٌ قادح في صحة الحديث .

ولابد أن يتحقق فيها شرطان :-

أ- الغموض والخفاء

ب- القدح في صحة الحديث

فإن اختل واحد منهما كأن تكون العلة ظاهرة أو غير قادحة فلا تسمى عندئذ علة اصطلاحا .

وقد أطلق بعض المحدثين لفظ العلة على أي طعن موجه للحديث وإن لم يكن هذا الطعن خفيا أو قادحا ومن ذلك :-

أ- التعليل بكذب الراوي أو غفلته أو سوء حفظه .

ب- التعليل بمخالفة لا تقدح في صحة الحديث كإرسال ما وصله الثقة .

ومعرفة علل الحديث من أجلِّ علوم الحديث وأدقها لأنه يحتاج إلى كشف العلل الغامضة الخفية التي لا تظهر إلا للجهابذة في علوم الحديث والذي يتمكن منه ويقوى على معرفته أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب ولهذا لم يخض غماره إلا القليل من الأئمة كابن المديني وأحمد والبخاري وأبي حاتم والدارقطني .

ويتطرق التعليل إلى الإسناد الجامع شروط الصحة ظاهرا لأن الحديث الضعيف لا يحتاج إلى البحث عن علله إذ أنه مردود لا يعمل به .

ويُستعان على إدراك العلة بأمور منها :-

أ- تفرد الراوي

ب- مخالفة غيره له

والطريق إلى معرفة المعلل هو جمع طرق الحديث والنظر في اختلاف رواته والموازنة بين ضبطهم وإتقانهم ثم الحكم على الرواية المعلولة .

وتقع العلة في الإسناد وهو الأكثر كالتعليل بالوقف والإرسال .

كما تقع أيضا في المتن وهو الأقل مثل حديث نفي قراءة البسملة في الصلاة وهو حديث معلول .

وأشهر المصنفات في الحديث المعلل :

أ- كتاب العلل لابن المديني

ب- علل الحديث لابن أبي حاتم

ج- العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل

د- العلل الكبير والعلل الصغير للترمذي

هـ- العلل الواردة في الأحاديث النبوية للدارقطني وهو أجمعها وأوسعها

وبالله التوفيق

12 - 8 - 1441هـ