التحذير من الفرقة

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 29 جمادى الآخرة 1441هـ | عدد الزيارات: 1221 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله أمر عباده بالاجتماع ونهاهم عن الفرقة لتقوى شوكتهم ويظهروا على عدوهم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هو الناصر المعين والهادي من شاء إلى صراطه المستقيم وأشهد أن نبينا محمداً رسول رب العالمين وخير البشر أجمعين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه .

أما بعد عباد الله :

اتقوا الله واعلموا أنَّ أوامر الشرع المطهر صلاحٌ للبلاد والعباد فمن تمسَّك بشريعة الإسلام أصلح الله له كلَّ شأن وأفلح وفاز في دار الممر ودار المستقر فاستمسكوا بدينكم وكونوا كما أمر ربكم قال تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة256

فالعروة الوثقى هي كلمة " لا إله إلا الله وهي أصل الدين ، وأساس الملة " .

وقال تعالى مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم : " فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " الزخرف43 .

معاشر المسلمين :

إنَّ من التمسك بدين الله اعتصام المسلمين بحبل الله جميعًا وعدم تفرقهم جماعات مختلفة قال تعالى : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا " آل عمران103 .

مَعْنَاهُ تَمَسَّكُوا بِدِينِ اللَّهِ .

أيها الأحبة :

إنَّ اجتماع المسلمين لا يكون إلا بالجماعة الواحدة ، والجماعة الواحدة هي التي تهتدي بهدي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وتنبذ ما خالف أمر الله وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا تقدِّم كلام أحد كائنًا من كان على الوحيين .

وأنتم ترون يا عباد الله كيف حال الأمة الإسلامية اليوم ، ترون التفرق إلا من عصم الله ، قال تعالى : " وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ * فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " المؤمنون52 ، 53 ، يوصي الحق تبارك وتعالى أهل الإيمان بجملة مبادئ في الحياة وهي : العمل بصالح الأعمال ، ووحدة الأمة ، ولا يسمح شرع الله بالفرقة والتمزق ، فذلك سبيل الشيطان ، والطريق إلى الخسارة والضياع " .

أيها الأحبة :

سيروا على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم من بعده ثم السلف الصالح من بعدهم على منهج أهل السنة والجماعة

حفظ الله بلادنا من الفتن التي تورث الفرقة والشتات وجمع قيادتنا على كلمة التوحيد دائما وأبدا .

وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم

هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي له الحمد كله وإليه يُرجع الأمر كله ، نحمده ونشكره ونتوب إليه ونستغفره ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، خلقنا من العدم وجعلنا في أمة هي خير الأمم ، ونشهدُ أنَّ محمداً رسول الله بلَّغ البلاغ المبين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

أما بعد عباد الله :

اتقوا الله وكونوا يدا واحدة مع قادتكم وولاة أمركم فإن يد الله مع الجماعة وأكثروا من الدعاء لولاة أمركم بالتوفيق والسداد ، يقول أحد السلف : لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان .

هذا وصلوا وسلموا علي نبيكم كما أمركم الله تعالى بذلك في كتابه فقال : " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " الأحزاب56 .

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة والتابعين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل بلدنا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين ، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين .

اللهم وفق ولي أمرنا وولي عهده لما تحب وترضى وخذ بناصيتهما للبر والتقوى ، وأعز بهما دينك وأعل بهما كلمتك وأمدهما بعونك وتوفيقك .

اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين في كل مكان ، واجعل بلاد المسلمين آمنة مطمئنة ، اللهم عليك بمن يحارب دينك وجندك وأولياءك وعبادك الصالحين .

اللهم احفظ رجال أمننا وجنودنا على حدود بلادنا ، اللهم ثبت أقدامهم وانصرهم وزدهم قوة واجزهم عنا خير الجزاء .

اللهم أصلح قلوبنا وأولادنا ونساءنا واغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين .

" رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " البقرة201 .

عباد الله: " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " النحل90 ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم " ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون " العنكبوت 45 .

29 - 6 - 1441هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 2 =

/500
جديد الخطب الكتابية