الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:
1 - " ويحك يا ثعلبة! قليل تؤدي شكره، خير من كثير لا تطيقه، أما ترضى أن تكون مثل نبي الله، فو الذي نفسي بيده لوشئت أن تسيل معي الجبال فضة وذهبا لسالت ".
ضعيف جدا.
أخرجه الواحدي وغيره من طريق معان بن رفاعة السلامي عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي: " أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ادع الله أن يرزقني مالا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فذكره).
وهذا حديث منكر على شهرته، وآفته علي بن يزيد هذا، وهو الألهاني متروك.
2 - " كان يكثر من أكل الدباء، فقلت: يا رسول الله! إنك تكثر من أكل الدباء، قال: إنه يكثر الدماغ، ويزيد في العقل ".
موضوع.
رواه أبو الشيخ عن نصر بن حماد: أخبرنا يحيى بن العلاء عن محمد بن عبد الله قال: سمعت أنسًا قال: فذكره.
وهذا سند موضوع، آفته نصر بن حماد ويحيى بن العلاء ، وهما كذابان.
3 - " لها ما في بطونها، وما بقي فهو لنا طَهور ".
ضعيف.
أخرجه ابن ماجه والطحاوي والبيهقي من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الحياض التي تكون بين مكة والمدينة، فقالوا: يا رسول الله؛ يردها السباع والكلاب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قال الطحاوي: " هذا الحديث لا يحتج به؛ لأنه إنما دار على عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وحديثه عند أهل العلم بالحديث في النهاية من الضعف ". وهو كما قال رحمه الله تعالى.
4 - " تعلموا العلم، وتعلموا للعلم الوقار ".
ضعيف جدا.
أخرجه أبو نعيم من طريق حبوش بن رزق الله: حدثنا عبد المنعم بن بشير عن مالك وعبد الرحمن بن زيد كلاهما عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال: " غريب من حديث مالك عن زيد، لم نكتبه إلا من حديث حبوش عن عبد المنعم ".
حبوش لم أعرفه، وعبد المنعم جرحه ابن معين واتهمه، وقال ابن حبان: " منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج به ".
5 - " إذا خطب أحدكم المرأة، فليسأل عن شعرها، كما يسأل عن جمالها، فإن الشعر أحد الجمالين ".
موضوع.
رواه الديلمي من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي عن عبد الله بن إدريس المديني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه مرفوعا.
وهذا إسناد موضوع، آفته إسحاق هذا، قال الدارقطني: " يضع الحديث ". وعبد الله بن إدريس المديني لم أعرفه.
6 - " إذا خفيت الخطيئة لم يضر إلا صاحبها، فإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة ".
موضوع.
رواه ابن أبي الدنيا عن مروان بن سالم عن عبد الرحمن بن عمرو عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا. ومن هذا الوجه رواه الطبراني ، ورمز له بالحسن! وقلده صاحب " التاج " فتعقبه المناوي بقوله: " رمز لحسنه وهو غير صواب، فقد أعله الهيثمي وغيره بأن فيه مروان بن سالم الغفاري متروك ".
7 - " اتخذوا مع الفقراء أيادي، فإن لهم في غد دولة، وأي دولة ".
كذب.
قال ابن تيمية في " الفتاوى " : " كذب لا يعرف في شيء من كتب المسلمين المعروفة ".
8 - " كان يلعن القاشرة، والمقشورة ".
ضعيف.
أخرجه الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد قال: حدثتني أمُّ نهار بنت رفاع قالت: حدثتني آمنةُ بنتُ عبد الله أنها شهدت عائشةَ، فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم … فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، قال الهيثمي : " وفيه من لم أعرفه من النساء ".
9 - " أحبُّ الأعمال إلى الله حفظُ اللسان ".
ضعيف.
رواه أبو عبد الله القطان : حدثنا علي بن إشكاب قال: حدثنا عمر بن محمد البصري قال: حدثنا زكريا بن سلام عن المنذر بن بلال عن أبي جحيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال: فسكتوا، فلم يجبه أحد. فقال: هو حفظ اللسان ".
المنذر بن بلال هذا، لم أجد من ترجمه.
10 - " انتهاء الإيمان إلى الورع، من قنع بما رزقه الله عز وجل دخل الجنة، ومن أراد الجنة لا شك، فلا يخاف في الله لومة لائم ".
موضوع.
أخرجه الدارقطني من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عن المعلى بن عرفان عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال: " حديث غريب من حديث أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود، تفرد به المعلى بن عرفان عنه، وتفرد به عنبسة بن عبد الرحمن عن المعلى ".
وهما متروكان، والآخر أشد ضعفا من الأول، فالمعلى قال فيه البخاري: " منكر الحديث ". وقال النسائي: " متروك الحديث ".وأما الآخر، فقال فيه أبو حاتم: " متروك الحديث، كان يضع الحديث ".
والله المستعان
1444/2/21 هـ