الدرس 159 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

‌‌الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1-" آخر أربعاء من الشهر يوم نحس مستمر ".
موضوع.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" من طريق مسلمة ابن الصلت: حدثنا أبو الوزير صاحب ديوان المهدي حدثنا المهدي أمير المؤمنين عن أبيه عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف جدا، مسلمة هذا متروك الحديث

2- " آل القرآن آل الله ".
باطل.
أخرجه الخطيب في "رواة مالك" من طريق محمد بن بزيع المدني عن مالك عن الزهري عن أنس رضي الله عنه. وقال: "ابن بزيع مجهول". وقال في "الميزان": "هو خبر باطل". كذا في "الجامع الكبير".وكذلك قال العسقلاني في "اللسان"

3- "خشية الله رأس كل حكمة، والورع سيد العمل، ومن لم يكن له ورع يحجزه عن معصية الله عز وجل إذا خلا بها، لم يعبإ الله بسائر عمله شيئا ".
ضعيف.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الورع" وأبو نعيم في "الحلية" والقضاعي في "مسند الشهاب" وابن الجوزي في "ذم الهوى" عن القاسم بن هاشم السمسار قال: حدثتنا سعيدة بنت حكامة قالت: حدثتني أمي حكامة بنت عثمان بن دينار عن أبيها عن أخيه مالك ابن دينار عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسناد ضعيف، عثمان بن دينار، قال العقيلي في "الضعفاء" : "تروي عنه حكامة ابنته أحاديث بواطيل، ليس لها أصل ".

4- " إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء، فإذا زنى العبد نزع منه سربال الإيمان، فإذا تاب رد عليه ".
ضعيف جدا.
أخرجه ابن الجوزي في "ذم الهوى" من طريق يحيى ابن أبي طالب قال: حدثنا عمر وابن عبد الغفار قال: حدثنا العوام بن حوشب قال: حدثنا علي بن مدرك عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره

وهذا إسناد ضعيف جدا، رجاله ثقات، على كلام في يحيى لا يضر، غير عمرو بن عبد الغفار وهو الفقيمي. قال أبو حاتم: "متروك الحديث". وقال ابن عدي: "اتهم بوضع الحديث". وقال العقيلي وغيره: "منكر الحديث "

5- " ابتغوا الخير عند حسان الوجوه ".
كذب.
روي عن أبي هريرة وغيره من الصحابة وله عنه طرق:
1 - عن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن عمران بن أبي أنس عنه مرفوعا .

وهذا إسناد ضعيف جدا، وله علتان:

الأولى: الانقطاع بين عمران وأبي هريرة، فإن بين وفاتيهما نحوثمان وخمسين سنة. والأخرى: ضعف النوفلي، قال الذهبي في "الضعفاء والمتروكين": "ضعفوه".
2 -عن محمد بن الأزهر البلخي قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم عن العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عنه مرفوعا بلفظ: "اطلبوا الخير … ". أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية العقيلي، وقال: " عبد الرحمن ليس بشيء، ومحمد بن الأزهر يحدث عن الكذابين ".

3 - عن طلحة بن عمرو: سمعت عطاء عن أبي هريرة مرفوعا.

قال الهيثمي : " وطلحة بن عمرو متروك ".

6-"أعطوا أعينكم حظها من العبادة: النظر في المصحف والتفكر فيه والاعتبار عند عجائبه ".
موضوع.
رواه ابن عبد الهادي في " هداية الإنسان " من طريق ابن رجب بسنده عن حفص بن عمرو بن ميمون عن عنبسة بن عبد الرحمن الكوفي عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري مرفوعا. قال الحافظ ابن رجب: " هذا لا يثبت رفعه ". وآفته عنبسة ابن عبد الرحمن.
‌‌7 - " أبردوا بالطعام، فإن الطعام الحار غير ذي بركة ".
ضعيف.
وقد عزاه في " الجامع الصغير " للديلمي عن ابن عمر والحاكم عن جابر وعن أسماء ومسدد عن أبي يحيى والطبراني في " الأوسط " عن أبي هريرة وأبو نعيم في " الحلية " عن أنس وفي هذا التخريج ملاحظات:
أولا: أن حديث أسماء لفظه: " إنه أعظم للبركة "، وهذا خلاف قوله في حديث الترجمة: " غير ذي بركة "،

ثانيا: أنه لم يرد في الطعام الحار، وإنما في الطعام الذي لم يذهب فوره ودخانه، وبينهما فرق، فإن الذي ذهب فوره لا يزال حارا.
ثالثا: حديث أنس، لم أقف عليه في " فهرس الحلية " لأنظر في إسناده،

رابعا: أن أبا يحيى هذا الذي رواه عنه مسدد لم أعرفه، ولم يذكره في " الجامع الكبير " من حديثه أصلا
8 - " أبشركم بالمهدي، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحا، فقال له رجل: ما صحاحا؟ قال: بالسوية بين الناس، قال: ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى، ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادي، فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول: ائت السدان - يعني الخازن - فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا، فيقول له: احث، حتى إذا جعله في حجره وأحرزه ندم، فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفسا، أوعجز عني ما وسعهم، قال: فيرده، فلا يقبل منه، فيقال له: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أوثمان سنين أوتسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده، أوقال: لا خير في الحياة بعده ".
ضعيف.
أخرجه أحمد من طريق المعلى بن زياد: حدثنا العلاء ابن بشير عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسناد ضعيف، العلاء بن بشير مجهول، كما قال ابن المديني، وتبعه الحافظ وغيره، لم يروعنه سوى المعلى بن زياد كما في " الميزان ".
9 -"أبشروا يا أصحاب الصفة! فمن بقي من أمتي على النعت الذي أنتم عليه اليوم راضيا بما فيه، فإنه من رفقائي يوم القيامة ".
ضعيف جدا.
رواه أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي في "الأربعين في أخلاق الصوفية" وعنه الديلمي: أخبرنا محمد بن سعيد الأنماطي أخبرنا الحسن بن علي بن يحيى بن سلام أخبرنا محمد بن علي الترمذي أخبرنا سعيد بن حاتم البلخي أخبرنا سهل بن أسلم عن خلاد بن محمد عن أبي حمزة السكري عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال: ...

وهذا إسناد ضعيف جدا، مظلم، فإن مخرجه السلمي نفسه متهم بأنه كان يضع الأحاديث للصوفية، وما بينه وبين أبي حمزة السكري لم أعرفهم، غير محمد بن علي الترمذي، وهو صوفي مشهور، صاحب كتاب " نوادر الأصول في معرفة أخبار الرسول "، وهو مطعون فيه من حيث عقيدته، فأنكروا عليه أشياء، منها أنه كان يفضل الولاية على النبوة، وقد تبعه في هذا ابن عربي صاحب " الفصوص" وغيرها

10-" الأمانة تجر الرزق، والخيانة تجر الفقر ".
ضعيف.
رواه القضاعي في "مسند الشهاب" عن إسماعيل بن الحسن البخاري الزاهد قال: أنبأنا أبو حاتم محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو ذر أحمد بن عبيد الله بن مالك الترمذي قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الشامي قال: أخبرنا علي بن حرب قال: أخبرنا موسى بن داود الهاشمي قال: أخبرنا ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عامر عن عبد الله ابن الزبير عن أبيه عن علي عليه السلام مرفوعا.

وهذا سند ضعيف، ابن لهيعة ضعيف، ومن دون إسحاق بن إبراهيم الشامي لم أجد لهم ترجمة. والحديث، كتب بعض المحدثين - وأظنه ابن المحب - على هامش الحديث: " موضوع "

والله المستعان

1444/2/21 هـ