الدرس 160 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

‌‌الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- "الأمانة في الأزد، والحياء في قريش".
ضعيف.
رواه منده في "المعرفة" والحافظ العراقي في "محجة القرب إلى محبة العرب" من طريق الطبراني قال: حدثنا موسى بن جمهور التنيسي حدثنا ... عن أبي معاوية بن عبد اللات من يمن الأزد، قال: فذكره مرفوعا.

قال الحافظ العراقي: "هذا حديث في إسناده جهالة، ولم أر لبعضهم ذكرا في مظان وجودهم". وقال تلميذه الهيثمي : رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم "

2- " العلم في قريش، والأمانة في الأنصار ".
ضعيف.
رواه الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " من طريق الطبراني قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثني أبي حدثنا ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب عن ابن جزء الزبيدي وهو عبد الله ابن الحارث بن جزء مرفوعا.

قال الحافظ: "تفرد به ابن لهيعة " وهو ضعيف لاختلاطه، وقد قال الحافظ في " التقريب": "صدوق، خلط بعد احتراق كتبه"

3- "العمائم تيجان العرب والاحتباء حيطانها وجلوس المؤمن في المسجد رباطه ".
منكر.
رواه القضاعي في "مسند الشهاب" عن موسى بن إبراهيم المروزي قال: أخبرنا موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي مرفوعا.
قلت: وكتب أحد المحدثين على هامش الحديث - وأظنه ابن المحب -: " ساقط ". وذلك لأن المروزي هذا كذبه يحيى، وقال الدارقطني وغيره: " متروك "

4- " أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته، فمن أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة ".
ضعيف.
رواه أبو علي ابن الصواف في "حديثه"عن إسماعيل بن يزيد الأصبهاني: أخبرنا علي بن جعفر بن محمد حدثني معتب - مولى جعفر بن محمد - عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن الحسن بن علي عن الحسين ابن علي عن علي مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف جدا، معتب هذا، قال الذهبي في " الضعفاء والمتروكين ": " كذبه الأزدي ". وعلي بن جعفر بن محمد، مجهول الحال، لم يوثقه أحد

5- "يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة، وحد يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين عاما ".
ضعيف.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" من طريق سعد أبي غيلان الشيباني قال: سمعت عفان بن جبير الطائي عن أبي حريز الأزدي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .

وهو ضعيف عندي لأن مداره على أبي حريز الأزدي واسمه عبد الله بن حسين، قال الحافظ: "صدوق يخطىء". وعفان بن جبير الطائي، أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل "

6- " فضل العالم على غيره، كفضل النبي على أمته ".
موضوع.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن علي - من لفظه - قال: حدثني أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ - بانتقاء ابن المظفر -: حدثني أبو طلحة الوساوسي حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سلمة عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسناد مظلم موضوع، وفيه آفات:

الأولى: سليمان هذا، قال الذهبي: " لا يكاد يعرف، روى عنه العوام بن حوشب وحده " الثانية: أبو طلحة الوساوسي، لم أعرفه.
الثالثة: أبو الفتح الأزدي، متكلم فيه على حفظه.
الرابعة: أبوعبد الله الحسينبن محمد، هو الصيرفي المعروف بابن البزري.قال الصوري: "وقد اشتهر بمصر بالتهتك في الدين، والدخول في الفساد". وقال الذهبي: "كذاب"

7- " فضلت على الناس بأربع: بالسخاء والشجاعة وكثرة الجماع وشدة البطش ".
باطل.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" من طريق الإسماعيلي، وهذا في "معجمه": أخبرني الحسين بن علي بن محمد بن مصعب النخعي أبو علي - ببغداد، وكان قد غلب عليه البلغم، شيخ كبير -: ...قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أورده في ترجمة الحسين هذا، ولم يذكر فيها أكثر مما جاء في هذا الحديث. وقال الذهبي: " عمَّرَ، وتغيَّرَ، لا يعتمد عليه، وأتى بخبر باطل

8- " كان يكره الكي، والطعام الحار، ويقول: عليكم بالبارد فإنه ذوبركة، ألا وإن الحار لا بركة فيه، وكانت له مكحلة يكتحل منها عند النوم ثلاثا ثلاثا ".
ضعيف جدا.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" من طريق عبد الله بن خبيق: حدثنا يوسف بن أسباط عن العرزمي عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك قال: فذكره مرفوعا. وقال: " غريب من حديث صفوان، لم نكتبه إلا من حديث يوسف "وهو ضعيف لسوء حفظه، لكن شيخه العرزمي أشد ضعفا منه، واسمه محمد بن عبيد الله العرزمي، قال الحافظ: "متروك". وعبد الله ابن خبيق، ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
‌‌9 - "لوكان جريج الراهب فقيها عالما، لعلم أن إجابة أمه أفضل من عبادة ربه ".
ضعيف.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" عن أبي العباس محمد بن يونس بن موسى القرشي: حدثنا الحكم بن الريان اليشكري قال:...: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

قال ابن منده: "غريب، تفرد به الحكم بن الريان". ومن الغريب أن كتب الجرح والتعديل لم تتعرض للحكم هذا بذكر، حتى كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم، ومثله يزيد بن حوشب، وكذلك أبوهـ، فإنهم لا يعرفون إلا في هذا الحديث، ولهذا قال المناوي: " قال البيهقي: هذا إسناد مجهول. اهـ. وقال الذهبي في " الصحابة ": هو مجهول. اهـ. وفيه محمد بن يونس القرشي الكديمي، قال ابن عدي: متهم بالوضع ". قلت: لم ينفرد به، بل تابعه اثنان كما تقدم نقله عن الخطيب، فالعلة من شيخه، أوشيخ الليث المجهولين.

10- " ليس في الأرض من الجنة إلا ثلاثة أشياء: غرس العجوة وأواق تنزل في الفرات كل يوم من بركة الجنة، والحجر ".
ضعيف.
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " : أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة - قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الختلي قال: حدثني عبد الله بن محمد بن علي البلخي قال: أخبرنا محمد بن أبان قال: أخبرنا أبو معاوية عن الحسن بن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسناد غريب، رجاله ثقات، ليس فيهم من ينظر في حاله غير اثنين:
الأول: الحسن بن سالم، فلم أر من ذكره غير ابن أبي حاتم من رواية جمع عنه، وروى عن ابن معين أنه قال: " صالح ".
والآخر: محمد بن أبان، وهو بلخي، وهما اثنان من هذه الطبقة: الأول: محمد بن أبان بن وزير البلخي، وهو ثقة من رجال البخاري.
والآخر: محمد بن أبان بن علي البلخي، وهو مستور كما قال الحافظ، ولعله هو علة هذا الحديث الغريب

والله المستعان