الدرس 161 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

‌‌الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " سحاق النساء زنا بينهن ".
ضعيف.
أخرجه الهيثم بن خلف في "ذم اللواط" وابن عدي وابن الجوزي في "ذم الهوى" من طريق عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن العلاء عن مكحول عن واثلة ابن الأسقع مرفوعا .
وهذا إسناد واه بمرة، عنبسة هذا متهم بالوضع

2- "لا تذهب الدنيا حتى يستغني النساء بالنساء، والرجال بالرجال، والسحاق زنا النساء فيما بينهن ".
ضعيف جدا.
أخرجه تمام في "الفوائد" وأبوالقاسم الهمداني في "الفوائد" وابن عساكر في " التاريخ " من طريق أيوب بن مدرك عن مكحول عن واثلة بن الأسقع مرفوعا . وأيوب هذا متفق على تضعيفه، بل قال ابن معين: "كذاب"

3- " لومرت الصدقة على يدي مائة لكان لهم من الأجر مثل أجر المبتدىء، من غير أن ينقص من أجره شيء ".
ضعيف جدا.
أخرجه الخطيب عن بشير بن زياد قال: حدثنا عبد الله ابن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد الله بن سعيد المقبري، قال الذهبي: " تركوه. وبشير بن زياد منكر الحديث، ولم يترك "

4-"لمعالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف".
ضعيف جدا.
أخرجه الخطيب من طريق أبي بكر محمد بن قاسم البلخي: حدثنا أبو عمرو الأبلي عن كثير عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا إسناد موضوع، آفته محمد بن قاسم هذا وهو الطالقاني، كان يضع الحديث كما قال الحاكم وغيره. وكثير هو ابن عبد الله الأبلي وهو متروك. وأما أبو عمرو الأبلي فلم أعرفه.

5- "اتخذ الله إبراهيم خليلا وموسى نجيا واتخذني حبيبا، ثم قال: وعزتي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيِّي ".
موضوع.
أخرجه الواحدي في " أسباب النزول" والديلمي من طريق مسلمة قال: حدثني زيد بن واقد عن القاسم ابن نجيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد واه جدا، القاسم بن نجيد لم أجد له ترجمة، ولعل (نجيدا) قد تحرف على الناسخ أو الطابع. ومسلمة، هو ابن علي الخشني، وهو ضعيف اتفاقا، وتركه جماعة، وقال الحاكم: " روى عن الأوزاعي والزبيدي المناكير والموضوعات "

6- " كان إذا استجد ثوبا لبسه يوم الجمعة ".
موضوع.
رواه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" وفي " الطبقات" وأبو عثمان النجيرمي في "الفوائد" والبغوي في "شرح السنة" عن أبي بكر عبد القدوس بن محمد: أخبرنا محمد بن عبد الله الخزاعي حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي الأسود عن أنس بن مالك رفعه، وقال البغوي: "عنبسة هذا ضعيف ". بل هو كذاب يضع الحديث .

7- "ويحك يا ثعلبة! قليل تؤدي شكره، خير من كثير لا تطيقه، أما ترضى أن تكون مثل نبي الله، فوالذي نفسي بيده لوشئت أن تسيل معي الجبال فضة وذهبًا لسالتْ ".
ضعيف جدا.
أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" وغيره من طريق معان بن رفاعة السلامي عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي: "
وهذا حديث منكر على شهرته، وآفته علي بن يزيد هذا، وهو الألهاني متروك، ومعان لين الحديث، وقال الحافظ في "تخريج الكشاف": "إسناده ضعيف جدا".
8 - "كان يكثر من أكل الدباء، فقلت: يا رسول الله! إنك تكثر من أكل الدباء، قال: إنه يكثر الدماغ، ويزيد في العقل".
موضوع.
رواه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" عن نصر بن حماد: أخبرنا يحيى بن العلاء عن محمد بن عبد الله قال: سمعت أنسا قال: فذكره.

وهذا سند موضوع، آفته نصر بن حماد ويحيى بن العلاء ، وهما كذابان.

9- " لها ما في بطونها، وما بقي فهو لنا طهور ".
ضعيف.
أخرجه ابن ماجة والطحاوي في "مشكل الآثار" والبيهقي من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الحياض التي تكون بين مكة والمدينة، فقالوا: يا رسول الله! يردها السباع والكلاب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال الطحاوي: "هذا الحديث لا يحتج به، لأنه إنما دار على عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وحديثه عند أهل العلم بالحديث في النهاية من الضعف".
‌‌10 - " تعلموا العلم، وتعلموا للعلم الوقار ".
ضعيف جدا.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" من طريق حبوش بن رزق الله: حدثنا عبد المنعم بن بشير عن مالك وعبد الرحمن بن زيد كلاهما عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال: " غريب من حديث مالك عن زيد، لم نكتبه إلا من حديث حبوش عن عبد المنعم ". قلت: حبوش لم أعرفه، وعبد المنعم جرحه ابن معين واتهمه، وقال ابن حبان: " منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج به "

والله المستعان

٢٨ صفر ١٤٤٤ هـ