الدرس 162 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 6 ربيع الأول 1444هـ | عدد الزيارات: 280 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

‌‌الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- "إذا خطب أحدكم المرأة، فليسأل عن شعرها، كما يسأل عن جمالها، فإن الشعر أحد الجمالين".
موضوع.
رواه الديلمي في "مسند الفردوس" من طريق إسحاق ابن بشر الكاهلي عن عبد الله بن إدريس المديني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه مرفوعا. وهذا إسناد موضوع، آفته إسحاق هذا، قال الدارقطني: "يضع الحديث". وعبد الله بن إدريس المديني لم أعرفه.

2- " إذا خفيت الخطيئة لم يضر إلا صاحبها، فإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة ".
موضوع.
رواه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" عن مروان بن سالم عن عبد الرحمن بن عمرو عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا. ومن هذا الوجه رواه الطبراني في " الأوسط " كما في "المجمع" و"الجامع"، ورمز له بالحسن! وقلده صاحب "التاج" فتعقبه المناوي بقوله: "رمز لحسنه وهو غير صواب، فقد أعله الهيثمي وغيره بأن فيه مروان بن سالم الغفاري متروك "

3- " اتخذوا مع الفقراء أيادي، فإن لهم في غد دولة، وأي دولة ".
كذب.
قال ابن تيمية في "الفتاوى": "كذب لا يعرف في شيء من كتب المسلمين المعروفة "

4- " كان يلعن القاشرة، والمقشورة ".
ضعيف.
أخرجه الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد قال: حدثتني أم نهار بنت رفاع قالت: حدثتني آمنة بنت عبد الله أنها شهدت عائشة، فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم … فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، قال الهيثمي في "المجمع": "وفيه من لم أعرفه من النساء ". يعني آمنة، وأم نهار.

5- " أحب الأعمال إلى الله حفظ اللسان ".
ضعيف.
رواه أبو عبد الله القطان في "حديثه" : حدثنا علي بن إشكاب قال: حدثنا عمر بن محمد البصري قال: حدثنا زكريا بن سلام عن المنذر بن بلال عن أبي جحيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال: فسكتوا، فلم يجبه أحد. فقال: هو حفظ اللسان ". ومن طريق القطان رواه الحافظ ابن حجر في " الأربعين العوالي " وقال: "هذا حديث حسن غريب، أخرجه البيهقي في "الشعب" من هذا الوجه ". هو في "شعب الإيمان"من طريق آخر عن ابن إشكاب به إلا أنه قال: "عمرو بن محمد البصري" بفتح العين، ولعله الصواب. فإني لم أجد في الرواة البصريين " عمر بن محمد "، وأما عمرو بن محمد، فهو الخزاعي مولاهم البصري، وهو صدوق ربما أخطأ، كما في "التقريب". وكذا أخرجه الثقفي في "الثقفيات" . ولكن المنذر بن بلال هذا، لم أجد من ترجمه

6- " انتهاء الإيمان إلى الورع، من قنع بما رزقه الله عز وجل دخل الجنة، ومن أراد الجنة لا شك، فلا يخاف في الله لومة لائم ".
موضوع.
أخرجه الدارقطني في "الأفراد" من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عن المعلى بن عرفان عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال: "حديث غريب من حديث أبي وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود، تفرد به المعلى بن عرفان عنه، وتفرد به عنبسة بن عبد الرحمن عن المعلى ". وهما متروكان، والآخر أشد ضعفا من الأول، فالمعلى قال فيه البخاري: " منكر الحديث ". وقال النسائي: " متروك الحديث ".
وأما الآخر، فقال فيه أبو حاتم: " متروك الحديث، كان يضع الحديث "

7- " أشد الناس - يعني عذابا - يوم القيامة، من قتل نبيا، أوقتله نبي، أوقتل أحد والديه، والمصورون، وعالم لم ينتفع بعلمه ".
ضعيف جدا.
رواه أبو القاسم الهمداني في "الفوائد" عن أبي غسان مالك بن الخليل: حدثنا عبد الرحيم أبو الهيثم عن الأعمش عن الشعبي عن ابن عباس مرفوعا.

وهذا إسناد واه، آفته عبد الرحيم هذا، وهو ابن حماد الثقفي، قال العقيلي في "الضعفاء "، " حدث عن الأعمش مناكير، وما لا أصل له من حديث الأعمش "

8- " أحد هذا جبل يحبنا ونحبه، إنه على باب من أبواب الجنة، وهذا عير جبل يبغضنا ونبغضه، إنه على باب من أبواب النار ".
ضعيف.
رواه الطبراني في "الأوسط" وابن بشران في "الأمالي" عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك: حدثني عثمان ابن إسحاق عن عبد المجيد بن أبي عبس الحارثي عن أبيه عن جده مرفوعا. وقال الطبراني : "لا يروى عن أبي عبس إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي فديك". وهو صدوق، لكن عبد المجيد بن أبي عبس نسب في هذه الرواية لجده، واسم أبيه محمد، قال الذهبي: " لينه أبو حاتم ". ثم ساق له هذا الحديث. وأبوه محمد بن أبي عبس لم أجد له ترجمة

9- أحسنها (يعني: الطيرة) الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك ".
ضعيف الإسناد.
أخرجه أبو داود من طريق سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن عامر قال: ذكرت الطيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره. وأخرجه ابن السني من طريق الأعمش عن حبيب به، إلا أنه قال: "عقبة بن عامر الجهني" بدل: "عروة بن عامر". وأظنه تصحيفا من بعض الرواة. وهذا إسناد ضعيف، وإن كان رجاله ثقات، فإن حبيب بن أبي ثابت كثير التدليس، ولم يصرح بالتحديث، وعروة بن عامر ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، فالحديث مرسل

10- " إذا أحببتم أن تعلموا ما للعبد عند الله، فانظروا ما يتبعه من الثناء ".
ضعيف جدا.
رواه ابن عساكر عن عبد الله بن سلمة بن أسلم عن أبيه عن حسن بن محمد بن علي قال: قال أبي - وكان حسن بن محمد من أوثق الناس عند الناس - عن أبيه محمد بن علي عن جده علي بن أبي طالب مرفوعا.

وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد الله بن سلمة بن أسلم، ضعفه الدارقطني وغيره. وقال أبو نعيم: " متروك"

والله المستعان

٥ ربيع الأول ١٤٤٤ هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر