الدرس 157 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

‌‌الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1-" الرضاع يغير الطباع ".
منكر جدا.
رواه ابن الأعرابي في "المعجم": أخبرنا أبو بكر محمد ابن صالح الأنطاكي - كتابة -: أخبرنا أبو مروان عبد الملك بن مسلمة أخبرنا صالح بن عبد الجبار عن ابن جريج عن عكرمة عن ابن عباس مرفو عا. ومن طريق ابن الأعرابي رواه القضاعي .
وهذا إسناد ضعيف، فيه علل:
- عنعنة ابن جريج، فإنه كان يدلس.
- صالح بن عبد الجبار، مجهول لا يعرف.
- " وعبد الملك مدني ضعيف "

2- " كل عين باكية يوم القيامة، إلا عين غضت عن محارم الله عز وجل وعين سهرت في سبيل الله وعين خرج منها مثل رأس الذباب دمعة من خشية الله عز وجل ".
ضعيف جدا.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" وابن الجوزي في "ذم الهو ى" من طريقين عن عمر بن صهبان عن صفوان عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال أبو نعيم: "غريب من حديث صفوان وأبي سلمة، تفرد به عمر بن صهبان ". وهو ضعيف جدا، قال الذهبي في " الضعفاء والمتروكين ": " تركوه "

3- " أفضل الدعاء دعاء المرء لنفسه ".
ضعيف.
أخرجه الحاكم من طريق المبارك بن حسان عن عطاء عن عائشة رضى الله عنها قالت: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الدعاء أفضل؟ قال: "دعاء المرء لنفسه". وقال: "صحيح الإسناد "! ورده الذهبي بقوله: " قلت: مبارك واه" وفي " التقريب": " لين الحديث "

4-" قال إبليس لربه عز وجل: يا رب! قد أهبط آدم، وقد علمت أنه سيكون له كتاب ورسل، فما كتابهم ورسلهم؟ قال الله عز وجل: رسلهم الملائكة، والنبيون منهم، وكتبهم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان. قال: فما كتابي؟ قال: كتابك الوشم وقرآنك الشعر ورسلك الكهنة [وطعامك ما لم يذكر اسم الله عز وجل عليه،] وشرابك من كل مسكر وصدقك الكذب وبيتك الحمام ومصائدك النساء ومؤذنك المزمار ومسجدك الأسواق ".
منكر.
أخرجه ابن الجوزي في "ذم الهوى" من طريق الطبراني، وهذا في "المعجم الكبير" قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثني يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية عن عبيد بن عمير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال: "تفرد به يحيى بن صالح ". قال العقيلي: " روى عن إسماعيل عن عطاء مناكير". وقال ابن عدي: "أحاديثه غير محفوظة ". وقد ثبت من الحديث قوله: " وطعامك ما لم يذكر اسم الله عليه ". صح ذلك من طريق أخرى عن ابن عباس.

5- " أيما مؤمن استرسل إلى مؤمن، فغبنه، كان غبنه ذلك ربا ".
ضعيف جدا.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" من طريق موسى بن عمير عن مكحول عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا سند ضعيف جدا، موسى بن عمير هو القرشي الجعدي مولاهم أبو هارون الأعمى، متفق على تضعيفه، وقال أبو حاتم: " ذاهب الحديث كذاب ". وقال النسائي: " ليس بثقة ".

‌‌6 - " كان يستفتح دعاءه بـ " سبحان ربي الأعلى الوهاب ".
ضعيف.
أخرجه الحاكم وابن أبي شيبة في "المصنف" وأحمد من طريق عمر بن راشد اليمامي قال: حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمي عن أبيه قال: "ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح دعاء إلا استفتحه بـ … ". هكذا الحديث عندهم جميعا، وإنما أوردته باللفظ المذكورأعلاه تبعا للسيوطي في "الجامع". ثم قال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي. قلت: وهو مردود بقوله في " الضعفاء والمتروكين " عن عمر هذا: "ضعفوه". وكذا قال في "الميزان"، وساق له مما أنكر عليه أحاديث هذا أحدها، وقال الحافظ في " التقريب ": "ضعيف".

7- " كرامة الكتاب ختمه ".
موضوع.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"، وأبو الحسين محمد بن الحسن الأصفهاني في " المنتقى من الجزء الثاني من (الفوائد) " والقضاعي في "مسند الشهاب" والثعلبي في " تفسيره" من طريق محمد بن مروان السدي قال: أخبرنا محمد بن السائب عن أبي صالح، عن ابن عباس مرفوعا.

وهذا إسناد موضوع، آفته السدي هذا، وهو متهم بالكذب. وقد سبق له غير ما حديث. وقال الهيثمي: "وفيه محمد بن مروان السدي الصغير، وهو متروك "

8- " من أدى زكاة ماله، فقد أدى الحق الذي عليه، ومن زاد فهو أفضل ".
ضعيف جدا.
أخرجه أبو داود في "المراسيل" ومن طريقه البيهقي عن عذافر البصري عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

وهذا إسناد ضعيف، عذافر هذا قال الذهبي: "لا يدرى من هو؟ ذكره أحمد بن علي السليماني فيمن يضع الحديث".

9- " أول شهر رمضان رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ".
منكر.
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " وابن عدي والخطيب في " الموضح " والديلمي وابن عساكر عن سلام بن سوار عن مسلمة بن الصلت عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال العقيلي: " لا أصل له من حديث الزهري ". وقال ابن عدي: "وسلام (ابن سليمان بن سوار) هو عندي منكر الحديث، ومسلمة ليس بالمعروف". وكذا قال الذهبي. ومسلمة قد قال فيه أبو حاتم: " متروك الحديث ".

10- " إن الله بعثني ملحمة ومرحمة ولم يبعثني تاجرا ولا زارعا، وإن شرار الناس يوم القيامة التجار والزراعون إلا من شح على دينه ".
منكر.
أخرجه ابن المظفر في "حديث حاجب بن أركين" وابن السماك في " حديثه " وتمام في " الفوائد " وأبو محمد القاري في " الفوائد " وابن عدي وابن عساكر ومحمد بن عبد الواحد المقدسي في " المنتقى من حديثه" كلهم من طريق سلام بن سليمان قال: حدثنا حمزة الزيات قال: حدثنا الأجلح بن عبد الله الكندي عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وأقول: هذا إسناد ضعيف جدا، وله ثلاث علل:
- الانقطاع، فإن الضحاك - وهو ابن مزاحم الهلالي - لم يثبت له سماع من أحد من الصحابة كما قال الحافظ المزي.
- الأجلح بن عبد الله فيه ضعف، وفي " التقريب ": " صدوق ".
- سلام بن سليمان ضعيف كما سبق عن ابن عدي. والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات "

والله المستعان

1444/2/13 هـ