الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
قول المصنف: في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله  عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "... وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ." 
قوله :"وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ،" يعني مما تكره بعد ما تحرص على ما ينفعك وتستعين بالله وتترك العجز، 
قوله :"فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا،"لا ترجع هذا إلى تقصيرك.
قوله :"وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ "هذا هو شأن المؤمن الذي يؤمن بالقضاء والقدر، أما المنافق وضعيف الإيمان فإنه إذا أصابه شيء يكرهه جزع وتسخط، وقال : هذا بسبب كذا وكذا .
قوله:"فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ." أي تفتح على العبد عمل الشيطان، أي وساوسه وتشكيكه، فينبغي للمؤمن أن يتجنبها حتى لا يقع في حبائل الشيطان وإملائه عليه مالا ينبغي ؛ لأن هذه أمور الله هو الذي قدرها ، أما إذا كانت (لو) لبيان ما ينبغي كقوله صلى الله عليه وسلم "لوِ استَقبَلْتُ مِن أمْري ما استَدبَرْتُ ..." أخرجه أحمد وصححه شعيب الأرناؤوط ، فهذا ليس اعتراضا بل هو لبيان الأفضل ، فهذا ليس داخلاً في الباب ، وإنما الممنوع الاعتراض على القدر.  
وبالله التوفيق
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 
1434/6/8 هـ