الدرس 102 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 1 ذو الحجة 1442هـ | عدد الزيارات: 431 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " من كذب علي متعمدا،{ ليضل به الناس}، فليتبوأ مقعده من النار ".
منكر بهذه الزيادة.
قد صح عن ابن مسعود من طرق ليس في شيء منها تلك الزيادة، فأخرجه الترمذي والطحاوي والطيالسي وأحمد والطبراني كلهم عن زر، والطيالسي وأحمد والطبراني عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، والطبراني أيضا عن أبي وائل ومسروق، كلهم عن ابن مسعود مرفوعا دون الزيادة.

2- " تحية البيت الطواف ".
لا أعلم له أصلا. وإن اشتهر على الألسنة، ولا أعلم في السنة القولية أوالعملية ما يشهد لمعناه.

3- " إذا رميتم وذبحتم وحلقتم حل لكم كل شيء إلا النساء ".
منكر.
رواه الطبري في " تفسيره " ، والدارقطني في " سننه " عن عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة قالت: " سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: متى يحل المحرم؟ فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.... " فذكره، ثم قال: قال (يعني الحجاج) : وذكر الزهري عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وهذا إسناد كما قال الحافظ ، فيه ضعف، وعلته الحجاج وهو ابن أرطاة وهو مدلس وقد عنعنه.

4- " ليتقه الصائم، يعني الكحل ".
منكر.
أخرجه أبو داود والبيهقي عن عبد الرحمن بن النعمان ابن معبد بن هوذة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالإثمد المروح عند النوم، وقال: فذكره،
وله علتان:
الأولى: ضعف عبد الرحمن بن النعمان، وبه أعله المنذري،

الثانية: جهالة أبيه النعمان بن معبد.

5- " من سنة الحج أن يصلي الإمام الظهر والعصر، والمغرب والعشاء الآخرة والصبح بمنى، ثم يغدوا إلى عرفة فيقيل حيث قضي له، حتى إذا زالت الشمس خطب الناس، ثم صلى الظهر والعصر جميعا، ثم وقف بعرفات حتى تغرب الشمس فإذا رمى الجمرة الكبرى حل له كل شيء حرم عليه إلا النساء والطيب حتى يزور "

ضعيف. أخرجه الحاكم ، وعنه البيهقي عن إبراهيم ابن عبد الله، وإبراهيم بن عبد الله الراوي للحديث غير معروف، بل لم أجد له ترجمة تذكر.

6- ‌‌ " كان يصلي قبل الجمعة أربعا، وبعدها أربعا ".
منكر.
رواه الطبراني في " معجمه الأوسط " : حدثنا علي بن سعيد الرازي: حدثنا سليمان بن عمرو بن خالد الرقي: حدثنا عتاب بن بشير عن خصيف عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن خصيف إلا عتاب بن بشير.

وفيه خمس علل:
الأولى : الانقطاع بين ابن مسعود وابنه أبي عبيدة؛ فإنه لم يسمع منه،

الثانية: ضعف خصيف، وهو ابن عبد الرحمن الجزري الحراني، قال الحافظ في " التقريب ":
صدوق سيء الحفظ، خلط بآخره.
الثالثة: عتاب بن بشير، مختلف فيه، قال ابن معين: ثقة، وقال مرة: ضعيف،

الرابعة: سليمان بن عمرو لم أجد من وثقه،
الخامسة: وهي العلة الحقيقية، وهي خطأ عتاب بن بشير في رفعه، فإنه مع الضعف الذي في حفظه قد خالفه محمد بن فضيل فقال: عن خصيف به موقوفا على ابن مسعود .

7- " كان يصلي قبل الجمعة ركعتين، وبعدها ركعتين ".
ضعيف جدا.
أخرجه الخطيب من طريق الطبراني عن البزار: حدثنا إسحاق بن سليمان البغدادي: حدثنا الحسن بن قتيبة: حدثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي....

قال الطبراني:" لم يروه عن سفيان إلا الحسن بن قتيبة". قال الدارقطني:" متروك الحديث"، وقال أبو حاتم: "ضعيف"، وقال الأزدي: "واهي الحديث"، وقال العقيلي: "كثير الوهم " وفي الحديث علة أخرى وهي جهالة إسحاق بن سليمان.

8- " تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم، فإنه من كانت الدنيا أكبر همه، أفشى الله عليه ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله له أموره، وجعل غناه قلبه، وما أقبل عبد بقلبه، إلى الله تعالى إلا جعل الله عز وجل قلوب المؤمنين تفد عليه بالود والرحمة، وكان الله إليه بكل خير أسرع ".
موضوع.
رواه ابن الأعرابي في " معجمه " وعنه القضاعي في " مسند الشهاب " والطبراني في " المعجم الأوسط " والبيهقي في " الزهد " والسمعاني في " الفوائد المنتقاة " وكذا أبو نعيم في " الحلية " عن جنيد بن العلاء بن أبي وهرة عن محمد بن سعيد عن إسماعيل ابن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا.

قال أبو نعيم :" تفرد به جنيد بن العلاء عن محمد بن سعيد". وآفة الحديث من محمد بن سعيد وهو ابن حسان المصلوب، وهو كذاب، صلب في الزندقة.

9- " من كشف خمار امرأة ونظر إليها فقد وجب الصداق، دخل بها أولم يدخل بها ".
ضعيف.
أخرجه الدارقطني في " سننه " من طريق ابن لهيعة: أخبرنا أبو الأسود عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا سند ضعيف، لإرساله، ولضعف ابن لهيعة.

10- " أيما امرأة خرجت من غير أمر زوجها كانت في سخط الله حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها ".
موضوع.
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " من طريق أبي نعيم الحافظ بسنده عن إبراهيم بن هدبة: حدثنا أنس مرفوعا.
ذكره في ترجمة إبراهيم هذا وقال: حدث عن أنس بالأباطيل، ثم ساق له أحاديث هذا أحدها، ثم روى عن ابن معين أنه قال فيه:كذاب خبيث، وعن علي بن ثابت أنه قال: هو أكذب من حماري هذا، وقال الذهبي: حدث ببغداد وغيرها بالبواطيل، قال أبو حاتم وغيره: كذاب

والله المستعان

30 – 11 – 1442هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 9 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر