الدرس 101 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " كان يركع قبل الجمعة أربعا، وبعدها أربعا لا يفصل بينهن ".
باطل.
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " عن بقية بن الوليد، عن مبشر بن عبيد عن الحجاج بن أرطاة عن عطية العوفي عن ابن عباس مرفوعا.
قال البوصيري في " الزوائد " : هذا إسناد مسلسل بالضعفاء، عطية متفق على تضعيفه، وحجاج مدلس، ومبشر بن عبيد كذاب، وبقية بن الوليد يدلس.

2- " كان يسبح بالحصى ".
موضوع.
رواه أبو القاسم الجرجاني في " تاريخ جرجان " من طريق صالح بن علي النوفلي: حدثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي: حدثنا ابن المبارك عن سفيان الثوري عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.
وهذا موضوع، آفته القدامي - نسبة إلى قدامة بن مظعون - وهو متهم، قال الذهبي في " الميزان ": أحد الضعفاء، أتى عن مالك بمصائب. ثم ذكر بعض مصائبه!

3- " بل لنا خاصة. يعني فسخ الحج إلى العمرة ".
ضعيف.
أخرجه أصحاب " السنن " إلا الترمذي والدارمي والدارقطني والبيهقي وأحمد عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن الحارث بن بلال بن الحارث عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله! فسخ الحج لنا خاصة؟ أم للناس عامة؟ قال: فذكره.
وهذا سند ضعيف، فإن الحارث هذا لم يوثقه أحد، بل أشار الإمام أحمد إلى أنه ليس بمعروف، وضعف حديثه هذا.

4- " إذا دخلت على مريض فمره أن يدعولك، فإن دعاءه كدعاء الملائكة ".
ضعيف جدا.
رواه ابن ماجه : حدثنا جعفر بن مسافر: حدثني كثير ابن هشام: حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن عمر بن الخطاب قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم. فذكره.
وهذا سند ضعيف جدا، وله علتان:
الأولى: الانقطاع بين ميمون وعمر، وبه أعلوه.

الثانية: وهي أن راويه عن جعفر بن برقان ليس هو كثير بن هشام كما هو ظاهر هذا الإسناد، بل بينهما رجل متهم، بين ذلك الحسن بن عرفة فقال: حدثنا كثير بن هشام الجزري عن عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران ، أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " . وعيسى هذا قال فيه البخاري والنسائي: منكر الحديث.

5- " اكشف الباس، رب الناس! عن ثابت بن قيس بن شماس ".
ضعيف.
أخرجه أبو داود وابن حبان عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.

وهذا سند ضعيف علته يوسف بن محمد، وقلبه بعضُ الرواة فقال: محمد بن يوسف، وهو مجهول العين، أورده ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

6- " نعم العبد صهيب، لولم يخف الله لم يعصه ".
لا أصل له.
قال السخاوي في " الفتاوي الحديثية " : قد اشتهر في كلام الأولين وأصحاب المعاني والعربية من حديث عمر بن الخطاب وذكر الشيخ بهاء الدين السبكي أنه لم يظفر به في شيء من الكتب، وكذا قال جمع من أهل اللغة.

7- أيما امرأة نكحت على صداق أوحباء أوعدة قبل عصمة النكاح، فهو لها، وما كان بعد عصمة النكاح، فهو لمن أعطيه، وأحق ما أكرم عليه الرجل ابنته أوأخته ".
ضعيف.
أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي وأحمد عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف؛ لأن ابن جريج مدلس وقد عنعنه.

8- " لواجتمعتما في مشورة ما خالفتكما، يعني أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ".
ضعيف.
رواه أحمد عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر: فذكره.
وهذا سند ضعيف، شهر ضعيف لسوء حفظه.

9- " الشريك شفيع، والشفعة في كل شيء ".
منكر.
أخرجه الترمذي والطحاوي والدارقطني والطبراني في " الكبير " وعنه الضياء في " المختارة " والبيهقي من طريق أبي حمزة السكري عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره .

قال الترمذي: هذا حديث غريب " ، واسم أبي حمزة محمد بن ميمون، فيه كلام يسير، وذكره ابن القطان الفاسي فيمن اختلط كما في " التهذيب "، وقال أبو حاتم: " لا يحتج به "

10- " الشفعة في العبيد، وفي كل شيء ".
ضعيف جدا.
رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " وعنه ابن عساكر وابن عدي في " الكامل " والبيهقي من طرق، عن عمر ابن هارون البلخي عن شعبة عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا.

قال البيهقي:"تفرد به عمر بن هارون البلخي عن شعبة وهو ضعيف لا يحتج به". بل هو متروك شديد الضعف، قال الذهبي في " الضعفاء ": تركوه. وقال الحافظ في " التقريب ": متروك

والله المستعان

27 - 11 - 1442هـ