ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 49 الحديث المُدَلَّس

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 22 رجب 1441هـ | عدد الزيارات: 2091 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

المُدَلَّس اسم مفعول من التدليس والتدليس في اللغة كتمان عيب السلعة عن المشتري وأصل التدليس مشتق من الدَّلس وهو الظلمة أو اختلاط الظلام كما في القاموس فكأن المُدَلِّس على الحديث أظلم أمره فصار الحديث مُدلَّسا .

واصطلاحا : إخفاء عيب في الإسناد لتحسين ظاهره .

أقسام التدليس

أولا : تدليس الإسناد : وهو أن يروي الراوي عمن قد سمع منه ما لم يسمع منه من غير أن يذكر أنه سمعه منه .

بمعنى أن يروي الراوي عن شيخ قد سمع منه بعض الأحاديث لكن هذا الحديث الذي دلَّسه لم يسمعه منه وإنما سمعه من شيخ آخر فيُسْقط ذلك الشيخ ويرويه عنه بلفظ محتمل للسماع وغيره كـ : قال أو عن ، ليوهم غيره أنه سمعه منه ، لكن لا يصرح أنه سمع منه هذا الحديث ، وقد يكون الذي أسقطه واحدا أو أكثر .

مثاله

ما أخرجه الحاكم بسنده إلى علي بن خَشْرَم قال : قال لنا ابن عيينة عن الزهري ، فقيل له : سمعتَه من الزهري ؟ فقال : لا ، ولا ممن سمعه من الزهري ، حدثني عبد الرزاق عن مَعْمَر عن الزهري .

ففي هذا المثال أسقط ابن عيينة اثنين بينه وبين الزهري .

ثانيا : تدليس التسوية

وهو في الحقيقة نوع من أنواع تدليس الإسناد وتعريفه هو رواية الراوي عن شيخه ثم إسقاط راوٍ ضعيف بين ثقتين لقي أحدهما الآخر .

وهذا النوع من التدليس شر أنواع التدليس لأن الثقة الأول قد لا يكون معروفا بالتدليس ويجده الواقف على السند كذلك بعد التسوية قد رواه عن ثقة آخر فيحكم له بالصحة وفيه غرر شديد .

أشهر من كان يفعله

أ- بَقِيَّة بن الوليد ، قال أبو مُسْهِر : أحاديث بقيَّة ليست نقيَّة فكن منها على تقيَّة .

ب- الوليد بن مسلم

ثالثا : تدليس الشيوخ

هو أن يروي الراوي عن شيخ حديثا سمعه منه فيسميه أو يكنيه أو ينسبه أو يصفه بما لا يُعْرف به كي لا يُعرف .

مثاله

قول أبي بكر بن مجاهد أحد أئمة القراء : حدثنا عبد الله بن أبي عبد الله ، يريد به أبا بكر بن أبي داود السجستاني .

حكم التدليس

أ- تدليس الإسناد : محرم ذمَّه أكثر العلماء وكان شعبة من أشدهم ذمَّا له وقال فيه " التدليس أخو الكذب " .

ب- تدليس التسوية : أشد تحريما من تدليس الإسناد حتى قال العراقي : إنه قادح فيمن تعمد فعله .

ج- تدليس الشيوخ : محرم لكنه أخف من تدليس الإسناد لأن المدلِس لم يُسقط أحدا وإنما التحريم بسبب تضييع المروي عنه وتوعير طريق معرفته على السامع .

الأغراض الحاملة على تدليس الشيوخ أربعة وهي :

أ- ضعف الشيخ أو كونه غير ثقة

ب- تأخر وفاته بحيث شاركه في السماع منه جماعة دونه

ج- صغر سنه بحيث يكون أصغر من الراوي عنه

د- كثرة الرواة عنه فلا يحب الإكثار من ذكر اسمه على صورة واحدة

الأغراض الحاملة على تدليس الإسناد

أ- توهيم عُلو الإسناد

ب- فوات شيء من الحديث عن شيخ سمع منه الكثير

أسباب ذم المدلِس : اثنان وهما :

أ- إيهام الغير أنه سمع ممن لم يسمع منه

ب- علمه بأنه لو ذكر الذي دلَّس لم يكن السند مُرضيا

حكم رواية المدلَّس

أ- إن صرَّح بالسماع قُبلت روايته أي إن قال " سمعتُ " أو نحوها قُبِلَ حديثُه .

ب- إن لم يصرح بالسماع لم تُقبل روايته ، أي إن قال " عن " ونحوها لم يُقبل حديثُه

بِمَ يُعرف التدليس .

يعرف التدليس بأحد أمرين :

أ- إخبار المدلِّس نفسه إذا سئل مثلا كما جرى لابن عيينة .

ب- نصُّ إمام من أئمة هذا الشأن بناء على معرفته ذلك من البحث والتتبع .

أشهر المصنفات في التدليس والمُدلِّسين

أ- ثلاثة مصنفات للخطيب البغدادي ، واحد في أسماء المدلِّسين واسمه " التبيين لأسماء المدلسين " والآخران أفردَ كلاً منهما لبيان نوع من أنواع التدليس .

ب- التبيين لأسماء المدلسين ، لبرهان الدين بن الحلبي .

ج- تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس للحافظ ابن حجر .

وبالله التوفيق

21 - 7 - 1441هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 9 =

/500