الدرس الرابع عشر فضل التوحيد 4

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 13 صفر 1434هـ | عدد الزيارات: 2572 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم " وأن عيسى عبد الله ورسوله " ، الكلام فيه كالكلام في شهادة أن محمداً رسول الله إلا أننا نؤمن برسالة عيسى ولا يلزمنا إتباعه إذا خالفت شريعته شريعتنا فشريعة مَنْ قبلَنا لها ثلاثُ حالاتٍ :

الأولى : أن تكون مخالفة لشريعتنا ، فالعمل على شريعتنا .

الثانية : أن تكون موافقة لشريعتنا فنحن متبعون لشريعتنا .

الثالثة : أن يكون مسكوتاً عنها في شريعتنا فهي شرع لنا ودليل ذلك قوله تعالى " أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " الأنعام 90 ، وقوله تعالى " لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب " يوسف 111 .

قوله: (عبد الله) رد على النصارى الذين قالوا أنه ابن الله ، وفي قوله (ورسوله ) رد على اليهود الذين كذبوه وقالوا أنه ولد زنا ،ولا نقول فيه إلا ما قال عن نفسه كما قال تعالى:"قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ "( مريم 30 -34).

قوله: "وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ " (النساء 171)، ألقاها إلى مريم وجهها إليها بقوله كن فيكون، ومريم ابنة عمران ليست أخت موسى وهارون ، عليهما السلام ، كما يظنه بعض الناس ، ولكنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين منهم ، فعن المغيرة بن شعبة قال " لَمَّا قَدِمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِي، فَقالوا: إنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ يا أُخْتَ هَارُونَ، وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بكَذَا وَكَذَا، فَلَمَّا قَدِمْتُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سَأَلْتُهُ عن ذلكَ، فَقالَ: إنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ. " رواه مسلم ،

فهَارُونَ الْمَذْكُورَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهَا مَشْهُورٌ بِالصَّلَاحِ، وَعَلَى هَذَا فَالْمُرَادُ بِكَوْنِهَا أُخْتَهُ أَنَّهَا تُشْبِهُهُ فِي الْعِبَادَةِ وَالتَّقْوَى، وَإِطْلَاقُ اسْمِ الْأَخِ عَلَى النَّظِيرِ الْمُشَابِهِ مَعْرُوفٌ فِي الْقُرْآنِ وَفِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، وكذلك عمران سمي باسم أبي موسى " وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" أي صار جسده عليه السلام بالكلمة فنفخت فيه هذه الروح التي هي من الله أي خلق من مخلوقاته أضيف إليه تعالى للتشريف والتكريم وعيسى عليه السلام ليس روحاً بل جسد ذو روح، فبالنفخ صار جسداً وبالروح صار جسداً وروحاَ " .

وبالله التوفيق

13 - 2 - 1434هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 1 =

/500
جديد الدروس الكتابية
 الدرس 168 الجزء الرابع المثل الأعلى - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 167 الجزء الرابع  حكم من قُتِل في سبيل مكافحة المخدرات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 166 الجزء الرابع  العلاج الشرعي - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 165 الجزء الرابع  السكن مع العوائل في الخارج - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 164 الجزء الرابع تفسير آيات كريمات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 163 الجزء الرابع   الإحسان للبنات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر