السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
في عام 1416هـ كان سفري إلى لبنان وقد تركزت الزيارة على مدينة طرابلس حيث يقطنها أهل السنة المحافظين وشعرت بالإرتياح حيث أن مدينة طرابلس مدينة محافظة
والجمهوريّة اللبنانيّة هي إحدى الدول العربية الواقعة في العالم
الإسلامي في جنوب غرب الدول الآسيوية
تحدها سوريا من الشمال والشرق، وفلسطين المحتلة - من الجنوب
وتطل من جهة الغرب على البحر الأبيض المتوسط. هو
بلد ديمقراطي جمهوري طوائفي غني بتعدد ثقافاته وتنوع حضاراته
.معظم سكانه من العرب المسلمين والنصارى وبخلاف بقية الدول العربية
هاجر وإنتشر أبناؤه حول العالم منذ أيام الفينيقيين، وحالياً فإن عدد
اللبنانيين المهاجرين يقدر بضعف عدد اللبنانيين المقيمين
واجه لبنان منذ القدم تعدد الحضارات التي عبرت فيه أو احتلت أراضيه
وذلك لموقعه الوسطي بين
الشمال الأوروبي والجنوب العربي والشرق الآسيوي والغرب الأفريقي
،وكانت هذه الوسطية سبباً لتنوعه وفرادته مع محيطه وفي الوقت ذاته
سبباً للحروب والنزاعات على مر العصور تجلت بحروب أهلية ونزاع
مصيري مع الصهاينة ويعود أقدم دليل على استيطان الإنسان في
لبنان ونشوء حضارة على أرضه إلى أكثر من 7000 سنة
في القدم، سكن الفينيقيون أرض لبنان الحالية مع جزء من
أرض سوريا وفلسطين، وهؤلاء قوم ساميون اتخذوا من الملاحة
والتجارة مهنة لهم، وازدهرت حضارتهم طيلة 2500 سنة تقريبًا (من
حوالي سنة 3000 حتى سنة 539 ق.م). وقد مرّت على لبنان عدّة
حضارات وشعوب استقرت فيه منذ عهد الفينيقين، مثل المصريين
القدماء، الآشوريين، الفرس،الإغريق، الرومان، الروم
البيزنطيين، العرب، الصليبيين، الأتراك العثمانيين، فالفرنسيين
وطبيعة أرض لبنان الجبلية الممانعة كمعظم جبال بلاد الشام كانت ملاذًا
للمضطهدين في المنطقة منذ القدم، وفي الوقت ذاته صبغت مناخه
وجمال طبيعته التي تجذب السياح من البلاد المحيطة به مما
أنعش اقتصاده حتى في أحلك الأزمات، فاقتصاده يعتمد على الخدمات
السياحية والمصرفية التي تشكّل معاً أكثر من 65% من مجموع الناتج
المحلي
يعتبر لبنان أحد أكثر المراكز المصرفية أهمية في آسيا الغربية، ولمّا
بلغ ذروة ازدهاره أصبح يُعرف "بسويسرا الشرق"، لقوة وثبات
مركزه المالي آنذاك وتنوعه، كما استقطب أعدادا هائلة من السياح
لدرجة أصبحت معها بيروت تعرف بباريس الشرق. بعد نهاية الحرب
الأهلية جرت محاولات عديدة ولا تزال لإعادة بناء الاقتصاد الوطني
والنهوض به من جديد وتطوير جميع البنى التحتية، وقد نجح
البعض منها، فقد تفادت معظم المصارف اللبنانية الوقوع في متاهة
الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة1428 التي أثرت في معظم الشركات
والمصارف حول العالم، وفي سنة 1430 شهد لبنان نموًا اقتصاديًا
بنسبة 9% على الرغم من الركود الاقتصادي العالمي، واستقبل أكبر
عدد من السياح العرب والأوروبيين في تاريخه
ويشتهر لبنان بنظامه التربوي الرائد والعريق في القدم الذي يسمح
بإنشاء مؤسسات تعليمية من مختلف الثقافات ويشجع التعليم بلغات
مختلفة بالإضافة للعربية. وكان لأبنائه دورٌ كبير في إثراء الثقافات
العربية والعالمية في مجالات العلوم والفنون والآداب وكانوا من
رواد الصحافة و الإعلام في الوطن العربي
التعليم العالي
بعد الحصول على شهادة الثانوية يمكن لأي طالب أن يكمل تعليمه في
الجامعة أو الكلية أو أي مؤسسة تعليم عالي. واليوم هناك 41 جامعة في
لبنان، وبعضها هي من الجامعات المعروفة عالمياً
.
كانت الجامعة الأميركية في بيروت أول جامعة تلقن مناهجها
باللغة الإنجليزية في البلد، وجامعة القديس يوسف الجامعة الأولى التي
لقنت مناهجها باللغة الفرنسية. كما هناك الجامعة اللبنانية التي
تديرها الحكومة، الجامعة الأنطونية للرهبان الأنطونيين وجامعة بيروت
العربية المدعومة من مصر وبالتحديد من جامعة الإسكندرية. وفي
الربع الأول من القرن العشرين تأسست الكلية الأميركية للبنات وهي ما
يعرف اليوم بالجامعة اللبنانية الأميركية وهي تماما مثل الجامعة
الأميركية في بيروت كانت نتيجة جهود بعض المرسلين من الطائفة
الإنجيلية للمشيخية الأميركية
تعتبر الفترة الممتدة من سنة 1422 -1426 هي فترة نشاط
استحداث الجامعات في لبنان. فلقد كثرت وأخذت أسماء مختلفة فمنها ما
هو وطني ومنها ما هو أميركي ومنها ما هو دولي ومنها ما هو شرق
أوسطي أو عربي. ويعتبر اللبناني الحكم الأول على هذه الجامعات
. فالجامعة التي لا تلبي طموحه وتمنحه العلم بالصورة الصيحة غالبًا ما
تتلاشى وتذهب ريحها سريعًا. حصل لبنان على المركز الثامن
والثمانون في قائمة أعدتها الأمم المتحدة حول نسبة الأمية في العالم وفقا
لنسبة إجمالي الالتحاق بالمؤسسات التعليمية لعام 1429، من بين177 دولة مشاركة
وبالله التوفيق
1433-9-26