الدرس 113تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها

1- " إن أحبَّ الناس إلى الله يومَ القيامة ، وأدناهم منه مجلساً إمامٌ عادلٌ ، وأبغضَ الناس إلى الله وأبعدَهم منه مجلساً إمامٌ جائر.

ضعيف، أخرجه الترمذي وأحمد عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره

وأخرجه الطبراني وعنه أبو نعيم من طريق محمد بن جُحَادة عن عطية مختصراً بلفظ : " أشد الناس عذاباً يوم القيامة إمامٌ جائر "

وقال الترمذي : " حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه "

وعطية هو ابن سعد العوفي ضعيف مدلس .

2- "أفضل الناس عند الله منزلة يوم القيامة إمامٌ عدلٌ رفيق، وشر عباد الله منزلة يوم القيامة إمامٌ جائرٌ خرقٌ "

ضعيف

أخرجه الطبراني أنبأنا أحمد بن رِشدين حدثنا يحيى ابن بكير حدثنا ابن لهيعة حدثني محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ عن أبيه عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره

وقال : " لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به ابن لهيعة "

وهو ضعيف ، لكن ابن رِشدين أشد ضعفاً منه وهو أحمد بن محمد بن الحجاج بن رِشدين بن سعد أبو جعفر المصري ، قال الذهبي في الميزان : " قال ابن عدي : كذبوه " .

3- " يجاء بالأمير الجائر يوم القيامة فتخاصمه الرَّعية ، يتفلَّجون عليه ، فيقال له : سُدَّ عنَّا ركناً من أركان جهنم "

منكر ، أخرجه البزار وابن عدي وأبو نعيم عن حبان بن أغلب بن تميم حدثنا أبي عن ثابت عن أنس مرفوعاً

أورده ابن عدي في ترجمة الأغلب هذا مع أحاديث أخرى وقال : " عامتها غير محفوظة ، إلا أنه من جملة من يكتب حديثه " ، وروى عن ابن معين أنه قال فيه : " ليس بشيء "، وعن البخاري أنه قال: " منكر الحديث ".

4- " إنَّ أشدَّ أهلِ النَّار عذاباً يوم القيامة مَنْ قتل نبياً أو قتله نبيٌ ، وإمامٌ جائرٌ ، وهؤلاء المصورون ".

ضعيف ، رواه الطبراني عن عمر بن خالد المخزومي أنبأنا أبو نباتة يونس بن يحيى عن عباد بن كثير عن ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف عن خيثمة ابن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً

وهذا إسناد ضعيف، وله علتان :-

الأولى: ليث بن أبي سليم ، ضعيف لاختلاطه .

والأخرى: عَبَّاد بنُ كثير ، فإن كان الثقفي البصري فهو متهم ، قال الحافظ في التقريب : " متروك ، وقال أحمد: روى أحاديث كذب " .

وإن كان الرملي الفلسطيني فهو ضعيف ، قال الحافظ : " ضعيف " .

5- " لا يقبل الله صلاة إمامٍ حكم بغير ما أنزل الله عز وجل "

ضعيف جداً ، رواه العقيلي في الضعفاء عن يونس ابن موسى : كُديم قال: حدثنا الحسن بن حماد الكوفي قال : حدثنا عبد الله بن محمد العدوي قال : سمعت عمر بن عبد العزيز يقول على المنبر : حدثني عبادة بن عبادة بن عبد الله عن طلحة بن عبد الله مرفوعاً

وقال العقيلي : " حديث غير محفوظ ، والعدوي لا يصح حديثه "

قال البخاري في الضعفاء الصغير : " منكر الحديث " ، وقال وكيع : " يضع الحديث " ، وقال ابن حبان : " لا يجوز الاحتجاج بخبره " .

ويونس بن موسى هو والد محمد الكديمي الكذاب ، ولم أجد له ترجمة .

6- " لا يولد بعدَ سنةِ مائةٍ مولودٌ لله فيه حاجة "

موضوع ، أخرجه الطبراني حدثنا أحمد بن القاسم بن مُساور الجوهري ومحمد بن جعفر بن أعين قالا : حدثنا خالد بن خداش حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن عن صخر بن قدامة قال : فذكره مرفوعاً

وهذا إسناد ضعيف ، ومتن موضوع ، وعلته صخر بن قدامة هذا ، فإنه لا يعرف إلا في هذا الحديث ، وثمة علة أخرى وهي عنعنة البصري ، فإنه كان مدلساً .

7- " إذا أُقرضَ أحدُكُم قرضاً فأُهدي له ، أو حمله على الدابة ، فلا يركبها ، ولا يقبله إلا أن يكون جرى بينه وبينه قبل ذلك "

ضعيف، أخرجه ابن ماجه حدثنا هشام بن عمار حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني عتبة بن حميد الضبي عن يحيى بن أبي إسحاق الهنائي قال : سألت أنس بن مالك: الرجل منا يقرض أخاه المال فيهدي له ؟ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فذكره.

وهذا إسناد ضعيف ظاهر الضعف ، فإن إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين وهذه منها لأن عتبة هذا بصري ، وهو صدوق له أوهام كما في التقريب ، وله علة أخرى فقد قال في الزوائد : " في إسناده عتبة بن حميد الضبي ضعفه أحمد وأبو حاتم ، ويحيى بن أبي إسحاق لا يعرف " .

8- " اذهبوا فأنتم الطلقاء"

ضعيف ، رواه ابن إسحاق وعنه الطبري قال : فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب الكعبة فقال : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدَّعى فهو موضوع تحت قدمي هاتين ، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ، ألا وقتيل الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا ففيه الدية مغلظة مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولادها ، يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء ، الناس من آدم ، وآدم من تراب ، ثم تلا هذا الآية : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ) الآية كلها ، ثم قال : يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم ؟ قالوا : خيراً أخ كريم وابن أخ كريم ، قال : " اذهبوا فأنتم الطلقاء " ، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة في يده فقال : يا رسول الله ، اجمع لنا الحجاجة مع السقاية صلى الله عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين عثمان بن طلحة ؟ فدُعي له فقال : هاك مفتاحك يا عثمان اليومُ يومُ بِرٍّ ووفاء " .

وهذا سند ضعيف مرسل ، لأن شيخ ابن إسحاق فيه لم يسم ، فهو مجهول ، ثم هو ليس صحابياً ، لأن ابن إسحاق لم يدرك أحداً من الصحابة ، بل هو يروي عن التابعين وأقرانه ، فهو مرسل أو معضل .

9- " أعدى عدوِّكَ نفسُك التي بين جنبيك "

موضوع ، رواه البيهقي عن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان حدثنا إسماعيل بن عياش عن حنش السرجي عن عكرمة عن ابن عباس موقوفاً.

هذا إسناد موضوع ، ابن غزوان كذاب معروف ، قال الذهبي : " حدَّث بوقاحة عن مالك وشريك وضمام بن إسماعيل ببلايا "، وقال الدارقطني وغيره: " كان يضع الحديث " ، وقال ابن عدي : "له عن ثقات الناس بواطيل "، وإسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين وهذا منه، وحنش واسمه الحسين متروك.

10- " أنت على ثَغْرةٍ من ثُغَر الإسلام ، فلا يؤتين من قِبَلك "

لم أجده بهذا اللفظ ، وجاء في كتاب السنة للمروزي بسند صحيح عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد مرفوعاً بلفظ : " كل رجلٍ من المسلمين على ثغرة من ثغر الإسلام ، الله الله ، لا يُؤتى الإسلام من قِبَلك " . فهذا بمعناه ، لكن فيه علتان :-

الأولى : الإرسال ، فإنَّ ابنَ مرثد هذا تابعيٌ له مراسيل كما في التقريب .

والأخرى : الوضين بن عطاء ، فإنه مختلف فيه ، وقد جزم الحافظ بأنه سيء الحفظ ، فيخشى أن يكون أخطأ في رفعه .

والله المستعان

22 - 3 - 1443هـ