الدرس 112 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا، خير له من أن يمتلىء شعرا هجيت به ".
باطل بزيادة هجيت به.
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" وابن عساكر في "تاريخ دمشق" عن النضر بن محرز عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال العقيلي: " النضر بن محرز لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به، وإنما يعرف هذا الحديث بالكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ". ثم ساق إسناده من طريق محمد بن مروان السدي عن الكلبي به.و الكلبي هو محمد بن السائب أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال: " كذبه زائدة وابن معين وجماعة ".

2- " كان يقلم أظفاره ويقص شاربه يوم الجمعة قبل أن يخرج إلى الصلاة ".
ضعيف.
رواه الطبراني في " الأوسط " عن عتيق بن يعقوب الزبيري: حدثنا إبراهيم بن قدامة عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة مرفوعا. وقال: " لم يروه عن الأغر إلا إبراهيم ". ومن طريقه رواه البزار أيضا من رواية عتيق بن يعقوب وقال: " إبراهيم ليس بحجة ". ذكره في " الميزان " وقال:" وهو خبر منكر ".

3- " احضروا الجمعة، وادنوا من الإمام، فإن الرجل ليكون من أهل الجنة فيتأخر عن الجمعة، فيؤخر عن الجنة وإنه لمن أهلها ".
منكر بهذا اللفظ.
رواه الطبراني في " المعجم الصغير " عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن الحسن بن سمرة بن جندب مرفوعا.

قال الطبراني:" لم يروه عن قتادة إلا الحكم ". وهو ضعيف، وفيه علة أخرى وهي عنعنة الحسن وهو البصري فإنه مدلس.

4- " لعنَ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ مخنَّثي الرِّجالِ الَّذينَ يتشبَّهونَ بالنِّساءِ ، والمترجِّلاتِ منَ النِّساءِ المُتشبِّهينَ بالرِّجالِ ، والمُتبتِّلينَ منَ الرِّجالِ الَّذي يقولُ : لا يتزوَّجُ ! والمتبتِّلاتِ منَ النِّساءِ اللَّاتي يقُلنَ ذلِكَ ، وراكِبَ الفلاةِ وحدَهُ ، فاشتدَّ ذلِكَ علَى أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، حتَّى استبانَ ذلِكَ علَى وجوهِهِم ، وقالَ : البائتُ وحدَهُ".
ضعيف بهذا التمام.
أخرجه أحمد والعقيلي في " الضعفاء " عن طيب بن محمد عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: فذكره. أورده العقيلي في ترجمة الطيب هذا وقال: "يخالف في حديثه ". وقال الذهبي: "لا يكاد يعرف، وله ما ينكر". ثم ذكر له هذا الحديث. وقال الحافظ في "التعجيل": " ضعفه العقيلي، وقال أبو حاتم: لا يعرف.

5- " ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة، ألا يا رب نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم، ألا يا رب متخوض ومتنعم فيما أفاء الله على رسوله ما له عند الله من خلاق، ألا وإن عمل النار سهل بسهو ة، ألا رب شهو ة ساعة، أورثت حزنا طويلا ".
موضوع.
رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " : حدثنا أبو عتبة: حدثنا بقية: حدثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن ابن البجير وكان من أصحاب رسول الله قال: أصاب يوما النبي صلى الله عليه وسلم الجوع فوضع على بطنه حجر ثم قال: فذكره.

وهذا إسناد ضعيف جدا بل موضوع، آفته سعيد بن سنان هذا، وهو أبو مهدي الحمصي، قال الذهبي في " الضعفاء ": " هالك ". وقال الحافظ: " متروك، ورماه الدارقطني وغيره بالوضع ".
‌‌6 - " نهانا (يعني أهل فارس) أن ننكح نساء العرب ".
ضعيف جدا.
رواه الطبراني في " الأوسط " عن الهيثم بن محفوظ السعدي: حدثنا أبو إسرائيل عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن عبد الرحمن بن يعلى عن سلمان الفارسي قال: فذكره وقال: " لم يروه عن ابن أبي يعلى إلا الشعبي ولا عنه إلا السري ولا عنه إلا أبو إسرائيل تفرد به الهيثم ". قال الذهبي: " لا يدرى من هو ". والسري بن إسماعيل ضعيف جدا كما قال الساجي، وقال النسائي: " متروك الحديث ".

7- " أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة ".
ضعيف.
رواه النسائي في "عشرة النساء" وابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي وأحمد من طريق ابن سخبرة عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. إلا أن الحاكم والبيهقي قالا: " صداقا ". وقال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي. كذا قالا، وابن سخبرة ليس من رجال مسلم ولا أحد من أصحاب الستة غير النسائي، قال الذهبي نفسه: "لا يعرف، ويقال: هو عيسى بن ميمون ". ونحوه في "التهذيب" و"التقريب".

8- " أعظم نساء أمتي بركة أصبحهن وجها وأقلهن مهرا ".
باطل.
رواه الواحدي في " الوسيط " عن محمد بن سليمان بن أبي كريمة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا.
وهذا سند واه جدا، ابن سليمان هذا قال العقيلي:
" حدث عن هشام ببواطيل لا أصل لها، منها هذا الحديث ".

9- " خصلتان لا يجتمعان في مؤمن، البخل وسوء الخلق ".
ضعيف.
رواه البخاري في "الأدب المفرد" والترمذي وأبو سعيد ابن الأعرابي في "معجمه" والدولابي والقضاعي عن صدقة بن موسى عن مالك بن دينار عن عبد الله بن غالب عن أبي سعيد الخدري مرفوعا. وقال الترمذي: "حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صدقة بن موسى ". وهو ضعيف لسوء حفظه، قال المناوي في "الفيض": " قال الذهبي: وصدقة ضعيف، ضعفه ابن معين وغيره، وقال المنذري: ضعيف ". وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق له أوهام".

10- "كان جالسا يوما، فأقبل أبوه من الرضاعة، فوضع له بعض ثوبه، فقعد عليه، ثم أقبلت أمه، فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر، فجلست عليه، ثم أقبل أخوه من الرضاعة، فقام له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجلسه بين يديه ".
ضعيف.
أخرجه أبو داود في "السنن" : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني: حدثنا ابن وهب قال: حدثني عمرو بن الحارث أن عمر بن السائب حدثه أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا.. فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، وله علل:
الأولى: جهالة المبلغ لعمر بن السائب، ويحتمل أن يكون صحابيا، ويحتمل أن يكون تابعيا، ومع الاحتمال يسقط الاستدلال
الثانية: أن عمر بن السائب نفسه، لم تثبت عندي عدالته، فإنه لم يوثقه أحد غير الثالثة: أحمد بن سعيد الهمداني، مختلف فيه، فوثقه ابن حبان والعجلي، وضعفه النسائي، وقال الذهبي في "الميزان ": "لا بأس به، تفرد بحديث الغار، قال النسائي: غير قوي ". وخلاصة القول أن الحديث ضعيف لا يحتج به .

الثالثة: أحمد بن سعيد الهمداني، مختلف فيه، فوثقه ابن حبان والعجلي، وضعفه النسائي، وقال الذهبي في " الميزان ": " لا بأس به، تفرد بحديث الغار، قال النسائي: غير قوي ".
وخلاصة القول أن الحديث ضعيف لا يحتج به

والله المستعان

21 - 3 - 1443هـ