الدرس 114تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 24 ربيع الأول 1443هـ | عدد الزيارات: 416 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " مَنْ مات فقد قامت قيامته "

ضعيف ، قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء:" رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الموت من حديث أنس بسند ضعيف " .

2- " لقد أصبح ابن مسعود وأمسى كريماً "

ضعيف ، أخرجه ابن أبي حاتم عن محمد بن مسلم أخبرني إبراهيم بن ميسرة قال :

بلغني أن ابن مسعود مرّ بلهوٍ معرضاً ، فلم يقف ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فذكره كما في تفسير ابن كثير، وزاد: " ثم تلا إبراهيم بن ميسرة: ( وإذا مَرُّوا باللغو مَرُّوا كِراماً ) " .

وهذا إسناد ضعيف ، إبراهيم بن ميسرة تابعي ثقة ، فهو مرسل ، ومحمد بن مسلم وهو الطائفي صدوق يخطىء كما في التقريب .

3- " مَنْ أسرج في مسجد من مساجد الله بسراج ، لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوءٌ من ذلك السراج "

موضوع ، رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبو يعقوب الكاهلي أنبأنا مهاجر بن كثير الأسدي أبو عامر حدثنا الحكم بن مصقلة عن أنس بن مالك مرفوعاً

وهذا إسناد موضوع ، وفيه آفات :

الأولى : الحكم بن مصقلة ، قال الذهبي : " قال الأزدي : كذاب ، وقال البخاري : " عنده عجائب " .

الثانية : مهاجر بن كثير، قال أبو حاتم والأزدي: "متروك الحديث" .

الثالثة: إسحاق بن بشر وهو أبو يعقوب الكاهلي وهو كذاب عند جماعة ، وقال الدارقطني : " هو في عداد من يضع الحديث " .

4- " مَن أسرج في مسجد سراجاً لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في السراج قطرة "

موضوع ، رواه أبو الحسن الحمامي حدثنا محمد بن العباس بن الفضيل حدثنا سنان بن محمد بن طالب حدثنا عبد الله بن أيوب حدثنا أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً

وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس : " هذا حديث غريب من حديث يحيى بن أبي كثير ، لا أعلم حدَّث به إلا أيوب بن عتبة " .

وهو ضعيف كما في التقريب ، لكن الآفة ليست منه وإنما من الراوي عنه عبد الله بن أيوب وهو ابن أبي علاج الموصلي ، قال الذهبي : " متهم بالوضع مع أنه من كبار الصالحين " ، ثم ساق له أربعة أحاديث وقال فيها : " وهذه بواطيل " ، وقال في أحدها : " فهذا كذب بيِّن " .

5- " إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلَّ بها البلاء : إذا كان المغنم دولاً ، والأمانة مغنماً ، والزكاة مغرماً ، وأطاع الرجل زوجته ، وعق أمَّه ، وبرَّ صديقه ، وجفا أباه ، وارتفعت الأصوات في المساجد ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأُكرِم الرجلُ مخافة شره ، وشُرِبت الخمور ، ولُبس الحرير ، واتُّخذت القينات والمعازف ، ولعن آخرُ هذه الأمة أولها ، فليترقبوا عند ذلك ريحاً حمراء أو خسفاً ومسخاً "

ضعيف الإسناد ، أخرجه الترمذي والخطيب من طريق الفرج بن فضالة الشامي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن علي عن علي بن أبي طالب مرفوعاً

وقال : " حديث غريب ، والفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث وضعفه من قِبل حفظه " .

وفي ترجمته في الميزان : " وقال البرقاني : سألت الدارقطني عن حديثه هذا ؟ فقال : باطل ، فقلت : مِن فرج ؟ قال : نعم ، ومحمد هو ابن الحنفية " .

6- " من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة : إذا رأيتم الناس أماتوا الصلاة ، وأضاعوا الأمانة ، وأكلوا الربا ، واستحلوا الكذب ، واستخفوا الدماء ، واستعلوا البناء ، وباعوا الدين بالدنيا ، وتقطعت الأرحام ، ويكون الحُكم ضعفاً ، والكذب صدقاً ، والحرير لباساً ، وظهر الجور ، وكثر الطلاق ، وموت الفجأة ، وائتُمن الخائن ، وخُوِّن الأمين ، وصُدِّق الكاذب ، وكُذِّب الصادق ، وكثر القذف ، وكان المطر قيظاً ، والولد غيظاً ، وفاض اللئام فيضاً ، وغاض الكرام غيضاً ، وكان الأمراء فجرة ، والوزراء كذبة ، والأمناء خونة ، والعرفاء ظلمة ، والقُرَّاء فسقة ، إذا لبسوا مسوك الضأن ، قلوبهم أنتن من الجيفة ، وأَمَرُّ من الصبر ، يُغشيهم الله فتنة يتهاوكون فيها تهاوك اليهود الظلمة ، وتظهر الصَّفراء - يعني الدنانير - ، وتُطلبُ البيضاء - يعني الدراهم - وتكثر الخطايا ، وتغل الأمراء ، وحُلِّيت المصاحف ، وصُوِّرت المساجد ، وطُوِّلت المنائر ، وخربت القلوب ، وشُربت الخمور ، وعُطِّلت الحدود ، وولدتِ الأمةُ ربتَها ، وترى الحفاة العراة وقد صاروا ملوكاً ، وشاركت المرأة زوجها في التجارة ، وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، وحُلف بالله من غير أن يُستحلف ، وشهد المرء من غير أن يُستشهد ، وسُلِّم للمعرفة ، وتُفُقِّه لغير الدين ، وطُلِبت الدنيا بعمل الآخرة ، واتُّخذ المغنم دولاً ، والأمانة مغنماً ، والزكاة مغرماً، وكان زعيم القوم أرذلهم، وعقَّ الرجل أباه، وجفا أمه، وبرّ صديقه، وأطاع زوجته، وعلت أصوات الفسقة في المساجد ، واتُّخذت القينات والمعازف ، وشُربت الخمور في الطُّرق ، واتُّخذ الظلم فخراً ، وبِيعَ الحكم ، وكثرت الشُّرط ، واتُّخذ القرآنُ مزامير ، وجلود السِّباع صفافاً ، والمساجد طُرُقا، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليتقوا عند ذلك ريحاً حمراء وخسفاً ومسخاً وآيات"

ضعيف ، أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق سويد ابن سعيد عن فرج بن فضالة عن عبد الله بن عبيد ابن عمير الليثي عن حذيفة بن اليمان مرفوعاً

وقال أبو نعيم : " غريب من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير ، لم يروه عنه فيما أعلم إلا فرج بن فضالة " .

وهو ضعيف كما قال الحافظ العراقي وفيه علة أخرى وهي الانقطاع ، فقد قال أبو نعيم في ترجمة عبد الله بن عبيد هذا : " أرسل عن أبي الدرداء وحذيفة وغيرهما " .

7- " مَن حدَّث عني حديثاً هو لله رضى ، فأنا قلتُهُ ، وبه أُرسلتُ "

موضوع ، رواه ابن عدي عن البَخْتَري بن عبيد : حدثنا أبي : حدثنا أبو هريرة مرفوعاً

وقال : " البَخْتَري روى عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قدر عشرين حديثاً عامتها مناكير " ثم ذكر له ثلاثة منها هذا أحدها .

وقال أبو نعيم الأصبهاني : " روى عن أبي هريرة موضوعات " .

8- " مَن حدَّث حديثاً كما سمع ، فإن كان برَّاً وصدقاً ، فلك وله ، وإن كان كذباً فعلى مَن بدأه "

موضوع ، رواه الطبراني عن جعفر بن الزبير عن أبي أمامة مرفوعاً

قال في المجمع : " وفيه جعفر بن الزبير وهو كذاب " .

9- " مَن حفظ على أمتي حديثاً واحداً كان له أجر أحدَ وسبعين نبياً صِدِّيقاً "

موضوع ، أخرجه الحافظ الذهبي من حديث ابن عباس ، ثم قال :

" هذا مما تحرم روايته إلا مقروناً بأنه مكذوب من غير تردد ، وقبَّح الله من وضعه ، وإسناده مظلم ، وفيهم ابن رزام ، كذاب ، لعله آفته " .

10- " إذا قاتل أحدكم فليتجنَّب الوجه ، فإنما صورة الإنسان على صورة وجه الرَّحمن "

منكر ، أخرجه ابن الإمام أحمد وأبو بكر بن أبي عاصم والدارقطني عن ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة مرفوعاً

وهذا سند فيه ابن لهيعة ، وهو ضعيف لسوء حفظه .

والله المستعان

24 - 3 - 1443هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 7 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 130 الجزء الثالث ‌‌طائفة الصوفية المتسولة: - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 129 الجزء الثالث الغزو الفكري . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة