الدرس 108 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 22 صفر 1443هـ | عدد الزيارات: 639 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " يعاد الوضوء من الرعاف السائل ".
موضوع.
أخرجه ابن عدي في " الكامل " عن يغنم بن سالم: حدثنا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال: يغنم يروي عن أنس مناكير، وأحاديثه عامتها غير محفوظة. وقال ابن حبان: كان يضع على أنس بن مالك.

2- " امسح برأس اليتيم هكذا إلى مقدم رأسه، ومن له أب هكذا إلى مؤخر رأسه ".
موضوع.
رواه البخاري في " التاريخ " والعقيلي في " الضعفاء " وابن عساكر في " تاريخ دمشق " من طريق الخطيب وهذا في " تاريخه " عن سلمة بن حيان العتكي: حدثنا صالح الناجي قال: كنت عند محمد بن سليمان أمير البصرة فقال: حدثني أبي عن جدي الأكبر - يعني ابن عباس -مرفوعا.

أورده في ترجمة محمد بن سليمان هذا وقالا، أعني الخطيب وابن عساكر: لا يحفظ له غيره. وقال البخاري: منقطع يعني بين محمد بن سليمان، وهو ابن علي بن عبد الله بن عباس، وبين ابن عباس، وقال العقيلي فيه: ليس يعرف بالنقل وحديثه هذا غير محفوظ ولا يعرف إلا به. وقال الذهبي عقب الحديث: هذا موضوع، وأقره الحافظ في " اللسان ".

3- " الصلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي عشرة آلاف صلاة، والصلاة في مسجد الراباطات ألف صلاة ".
موضوع.
رواه أبو نعيم في " الحلية " عن عبد الرحيم بن حبيب: حدثنا داود بن عجلان: حدثنا إبراهيم بن أدهم عن مقاتل بن حيان عن أنس مرفوعا، وقال أبو نعيم: "لم نكتبه إلا من حديث عبد الرحيم عن داود. " وكلاهما متهم. أما داود فقال ابن حبان: " يروي عن أبي عقال عن أنس المناكير الكثيرة والأشياء الموضوعة "، قال الحاكم والنقاش:" روى عن أبي عقال أحاديث موضوعة". وأما عبد الرحيم بن حبيب، فقال ابن حبان:" لعله وضع أكثر من مائة حديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم". وقال أبو نعيم: "روى عن ابن عيينة وبقية الموضوعات".

4- " خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير، أوقال: الناس والدواب ".
ضعيف.
أخرجه المحاملي في آخر مجلس من " الأمالي " وابن حيويه الخزاز في " حديثه " وابن عدي في " الكامل " ، والبيهقي في " السنن الكبرى " والسياق له من طريق بريه بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده قال: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال لي: فذكره.
وهذا سند ضعيف، وله علتان:
الأولى: عمر بن سفينة لا يعرف، وقال البخاري: إسناده مجهول. وأورده العقيلي في " الضعفاء " وقال: حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به.
والآخرى: ابنه بُريه مصغرا، واسمه إبراهيم، أورده العقيلي أيضا وقال: لا يتابع على حديثه.

5- " ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة، ولا يرفع لهم إلى السماء حسنة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم، والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى والسكران حتى يصحو".
ضعيف.
رواه ابن عدي في " الكامل " وابن خزيمة وابن حبان في " صحيحه " وابن عساكر عن هشام بن عمار: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا .
ذكره ابن عدي في ترجمة زهير هذا، وقال عقبه:" رواه ابن مصفا أيضا عن الوليد". وخالفهما في إسناده موسى بن أيوب وهو أبو عمران النصيبي الأنطاكي فقال: حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " وقال:
"لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد". وأنا أظن أن هذا الاضطراب والاختلاف في إسناده إنما هو من زهير بن محمد نفسه وهو الخراساني الشامي، فإن الراوي عنه الوليد بن مسلم ثقة، وكذلك الرواة عنه كلهم ثقات، وهم شاميون جميعا، وقد قال الحافظ في ترجمته من " التقريب ": سكن الشام ثم الحجاز، رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضعف بسببها.

6- " على كل ميسم من الإنسان صلاة، فقال رجل من القوم: هذا شديد ومن يطيق هذا؟ قال: أمر بالمعروف ونهي عن المنكر صلاة، وإن حملا عن الضعيف صلاة، وإن كل خطوة يخطوها أحدكم إلى صلاةٍ صلاةٌ ".
ضعيف.
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" وابن خزيمة في "صحيحه" وأبو الحسن محمد بن محمد البزار البغدادي في "جزء من حديثه" وابن مردويه في "ثلاثة مجالس من الأمالي" من طرق عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره.

وهذا إسناد ضعيف؛ لأن سماكا، وإن كان من رجال مسلم ففيه ضعف من قبل حفظه، وخصوصا في روايته عن عكرمة، قال الحافظ في " التقريب ": "صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بآخره، فكان ربما يُلقن".

7- "من قال: جزى الله عنا محمدا صلى الله عليه وسلم بما هو أهله، أتعب سبعين كاتبا ألف صباح ".
ضعيف جدا.
أخرجه الطبراني في "الكبير" وعنه أبو نعيم في "الحلية" وابن شاهين في "الترغيب والترهيب " وأبو نعيم أيضا في "أخبار أصبهان" من طرق عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال أبو نعيم:" حديث غريب من حديث عكرمة، وجعفر، ومعاوية، تفرد به هانىء". وهو ضعيف جدا، قال ابن حبان: "كان تدخل عليه المناكير، وكثرت، فلا يجوز الاحتجاج به بحال".

8- يا عجبا كل العجب للشاك في قدرة الله وهو يرى خلقه، بل عجبا كل العجب للمكذب بالنشأة الأخرى وهو يرى الأولى، ويا عجبا كل العجب للمكذب بنشور الموت وهو يموت كل يوم وفي كل ليلة ويحيى، ويا عجبا كل العجب للمصدق بدار الخلود وهو يسعى لدار الغرور، ويا عجبا كل العجب للمختال الفخور، وإنما خلق من نطفة، ثم يعود جيفة وهو بين ذلك لا يدري ما يفعل به ".
موضوع.
رواه القضاعي عن موسى الصغير عن عمرو بن مرة عن أبي جعفر عبد الله بن مسور الهاشمي مرفوعا.
وهذا حديث موضوع، آفته عبد الله بن مسور هذا، وهو من أتباع التابعين كذاب وضاع.

9- " آمرك بالوالدين خيرا، قال: والذي بعثك بالحق نبيا لأجاهدن، ولأتركهما! قال: أنت أعلم ".
منكر بهذا السياق.
أخرجه أحمد من طريق ابن لهيعة: حدثني حيي بن عبد الله أن أبا عبد الله أن أبا عبد الرحمن حدثه أن عبد الله بن عمرو قال: " إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن أفضل الأعمال؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة ضعيف سيىء الحفظ. والمحفوظ في هذا الحديث من طرق أخرى عن ابن عمرو بلفظ: فقال: أحي والدك، قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد ".أخرجه الشيخان وغيرهما.

10- " ليست بشجرة نبات، إنما هم بنوفلان، إذا ملكوا جاروا، وإذا ائتمنوا خانوا، ثم ضرب بيده على ظهر العباس، قال: فيخرج الله من ظهرك يا عم! رجلا يكون هلاكم على يديه ".
موضوع.
أخرجه الخطيب في " تاريخه " عن محمد بن زكريا الغلابي: حدثنا عبد الله بن الضحاك الهدادي: حدثني هشام بن محمد الكلبي أنه كان عند المعتصم في أول أيام المأمون حين قدم المأمون بغداد، فذكر قوما بسوء السيرة فقلت له: أيها الأمير! إن الله تعالى أمهلهم فطغوا، وحلم عنهم فبغوا، فقال لي: حدثني أبي الرشيد عن جدي المهدي عن أبيه المنصور عن أبيه محمد بن علي عن علي بن عبد الله ابن عباس عن أبيه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى قوم من بني فلان يتبخترون في مشيهم، فعرف الغضب في وجهه، ثم قرأ: {والشجرةَ الملعونةَ في القرآنِ }، فقيل له: أي الشجر هي يا رسول الله حتى نجتثها؟ فقال: فذكره.
وهذا إسناد موضوع فيه آفات:
أولا: المنصور وغيره من الملوك العباسيين لا يعرف حالهم في الحديث.
ثانيا: هشام بن محمد الكلبي، قال الذهبي في "الضعفاء":" تركوه كأبيه، وكان رافضيا".
ثالثا:عبد الله بن الضحاك الهدادي، لم أجد له ترجمة، ولم يورده السمعاني في هذه النسبة (الهدادي)
رابعا: محمد بن زكريا الغلابي أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: قال الدارقطني: كان يضع الحديث. وساق له الذهبي في "الميزان" حديثا في فضل الحسين رضي الله عنه، ثم قال:" فهذا كذب من الغلابي". وهذا الحديث كذلك، فهو الذي اختلقه، الكلبي الرافضي، فإنه ظاهر البطلان.

والله المستعان

22 - 2 - 1443هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 106 الجزء الثالث ‌‌نصيحة عامة لحكام المسلمين وشعوبهم - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 105 الجزء الثالث ‌‌نصيحة عامة حول بعض كبائر الذنوب - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 104 ‌‌ الجزء الثالث حكم الإسلام فيمن أنكر تعدد الزوجات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 103 الجزء الثالث ‌‌الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 102 الجزء الثالث : ليس الجهادللدفاع فقط - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 101 الجزء الثالث ‌‌حكم من مات من أطفال المشركين - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر