الدرس 107 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها::

1-"النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء؛ فلا خير فيه".
ضعيف.
أخرجه الترمذي، وابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " وابن مخلد العطار في جزء من " الأمالي " وابن عدي من طريقين عن زافر بن سليمان عن إسرائيل عن شبيب ابن بشر عن أنس بن مالك مرفوعا.

قال الترمذي: "هذا حديث غريب" يعني ضعيف، وذلك لأن شبيب بن بشر صدوق يخطىء، وزافر كثير الأوهام.

2- " ما جاء من الله فهو الحق، وما جاء مني فهو السنة، وما جاء من أصحابي فهو سعة ".
ضعيف جدا.
رواه ابن عدي : حدثنا الحسن بن صالح بن حاتم بن وردان: حدثنا سعد بن سعيد عن أخيه عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا وقال: وهذا الحديث منكر، وإنما جاء عن شيخ ليس بمعروف وهو صالح بن جميل، فظن الحسن (يعني ابن علي العدوي) أنه صالح بن حاتم وهو صدوق فألزقه عليه العدوي هذا، وعامة ما حدث به إلا القليل موضوعات.

3- " ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري عورته، وجلف الخبز والماء ".
منكر.
رواه الترمذي وابن أبي الدنيا في " المجموع " وفي " ذم الدنيا " وعبد بن حميد في " المنتخب من المسند " وابن السني في " القناعة " والحاكم والضياء في " المختارة " عن حريث بن السائب: حدثنا الحسن: حدثنا حمران عن عثمان مرفوعا.
حريث هذا مختلف فيه، قال الساجي: ضعيف. وقال أحمد: روى حديث منكرا عن الحسن عن حمران عن عثمان. يعني هذا. وذكر أن قتادة خالفه فقال: عن الحسن عن حمران عن رجل من أهل الكتاب، قال أحمد:" حدثنا روح: حدثنا سعيد يعني عن قتادة". فثبت أن الحديث من الإسرائيليات أخطأ الحريث هذا في رفعه.

4- "ما من مسلم ينظر إلى امرأة أول نظرة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها ".
ضعيف جدا.
رواه أحمد والروياني في " مسنده " والأصبهاني في " الترغيب " عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا.
وهذا سند واه جدا، قال ابن حبان: " عبيد الله بن زحر منكر الحديث جدا، يروي الموضوعات عن الأثبات.

5- " النظرة سهم من سهام إبليس من تركها خوفا من الله آتاه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه ".
ضعيف جدا.
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " عن إسحاق بن سيار النصيبي قال: أخبرنا إسحاق بن عبد الواحد الموصلي عن هشيم عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محارب بن دثار عن صلة بن زفر عن حذيفة مرفوعا.

ردَّه الذهبي بقوله:إسحاق واه، وعبد الرحمن هو الواسطي ضعفوه. وقال المنذري:" خرجه الطبراني والحاكم من رواية عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو واه." فهو آفة الحديث.

6- " أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلب شاكر، ولسان ذاكر وبدن على البلاء صابر، وزوجة لا تبغيه خونا في نفسها ولا ماله ".
ضعيف.
أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب الشكر ": حدثنا محمود بن غيلان المروزي: أخبرنا المؤمل بن إسماعيل: أخبرنا حماد بن سلمة: أخبرنا حميد الطويل عن طلق ابن حبيب عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

غريب من حديث طلق، لم يروه متصلا مرفوعا، إلا مؤمل عن حماد. وهو ضعيف لكثرة خطئه، وقد وصفه بكثرة الخطأ الإمام البخاري والساجي وابن سعد والدارقطني، وقال ابن نصر: إذا تفرد بحديث، وجب أن يتوقف، ويثبت فيه، لأنه كان سيىء الحفظ، كثير الغلط. ولخص ذلك الحافظ في " التقريب " فقال: صدوق سيء الحفظ". فمؤمل بن إسماعيل هذا هو علة هذا الحديث.

7- " صلاة الجمعة بالمدينة كألف صلاة فيما سواها، [وصيام شهر رمضان في المدينة كصيام ألف شهر فيما سواها] ".
موضوع بهذا اللفظ.
رواه ابن الجوزي في " منهاج القاصدين " وفي " العلل الواهية " وابن النجار في " الدرر الثمينة في تاريخ المدينة " عن عمر بن أبي بكر الموصلي عن القاسم ابن عبد الله بن عمرو بن عوف عن نافع عن ابن عمر مرفوعا، وقال ابن الجوزي: لا يصح.

8- " أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى، [وانتفوا الذي في الآناف ]".
ضعيف.
رواه ابن عدي عن حفص بن واقد اليربوعي: حدثنا إسماعيل بن مسلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا.

قال بعد أن ساق لحفص هذا أحاديث أخرى:" وهذه الأحاديث أنكر ما رأيت لحفص بن واقد، وهذا الحديث قد رواه غير حفص بن واقد عنه." فالآفة من إسماعيل ابن مسلم، والظاهر أنه المكي البصري الذي يكثر من الرواية عن الحسن البصري وهو ضعيف لسوء حفظه، والشطر الأول من الحديث صحيح ثابت من طريق جماعة من الصحابة، والشطر الثاني منه لم نره إلا من هذه الطريق وهي واهية.

9- " سيأتيكم عني أحاديث مختلفة، فما جاءكم موافقا لكتاب الله ولسنتي فهو مني، وما جاءكم مخالفا لكتاب الله ولسنتي فليس مني ".
ضعيف جدا.
أخرجه ابن عدي في " الكامل " والدارقطني والخطيب في " الكفاية في علم الرواية " عن صالح بن موسى عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا .

قال ابن عدي وقد ذكر له أحاديث غير هذا: "وهذه الأحاديث عن عبد العزيز غير محفوظة، إنما يرويها عنه صالح بن موسى" ، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي:"متروك الحديث". وفي " الضعفاء " للذهبي: ضعفوه. وفي " التقريب ": متروك.
‌‌10 - " من سره أن ينظر إلى رجل قد أتى الردم فلينظر إلى هذا ".
ضعيف جدا.
أخرجه البزار في " مسنده " قال: حدثنا عمرو بن مالك: أنبأ محمد بن حمران: حدثنا عبد الملك بن نعامة الحنفي: عن يوسف بن أبي مريم الحنفي قال: بينا أنا قاعد مع أبي بكرة، إذ جاء رجل فسلم عليه، فقال: أما تعرفني؟ فقال له أبو بكرة: من أنت؟ قال: تعلم رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه رأى الردم؟ فقال أبو بكرة: أنت هو؟ قال نعم، قال: اجلس حدثنا، قال: انطلقت حتى انطلقت إلى أرض ليس لأهلها إلا الحديد يعلمونه، فدخلت بيتا، فاستلقيت فيه على ظهري، وجعلت رجلي إلى جداره، فلما كان عند غروب الشمس سمعت صوتا لم أسمع مثله فرعبت فجلست، فقال لي رب البيت: لا تذعرن فإن هذا لا يضرك، هذا صوت قوم ينصرفون هذه الساعة من عند هذا السد، قال: فيسرك أن تراه؟ قلت: نعم، قال: فغدوت إليه، فإذا لنة من حديد، كل واحدة مثل الصخرة، وإذا كأنه البرد المحبر، وإذا مسامير مثل الجذوع، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: صفه لي، فقلت: كأنه البرد المحبرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، قال أبو بكرة: صدق.
وقال البزار: "لا نعلم أحدا رواه إلا أبو بكرة ولا له إلا هذا الطريق". وهو ضعيف جدا، فيه ضعف وجهالة. أما الضعف فهو من قبل عمرو بن مالك وهو الراسبي ترك التحديث عنه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال ابن عدي في " الكامل " : منكر الحديث عن الثقات، ويسرق الحديث. وأما الجهالة، فهو أن عبد الملك بن نعامة الحنفي لم أجد من ذكره، ومثله شيخه يوسف بن أبي مريم الحنفي

والله المستعان

19 - 12 - 1442هـ