الدرس 106 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " من حمل سلعته فقد برىء من الكبر ".
موضوع.
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " والقضاعي عن مسلم بن عيسى الصفار قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا.
وهذا سند ضعيف جدا، مسلم هذا قال الدارقطني: متروك. واتهمه الذهبي في " تلخيص المستدرك " بوضع الحديث.

2- " لما نزل عليه الوحي بحراء مكث أياما لا يرى جبريل، فحزن حزنا شديدا حتى كان يغدوإلى (ثبير) مرة، وإلى (حراء) مرة، يريد أن يلقي بنفسه منه، فبينا هو كذلك عامدا لبعض تلك الجبال، إذ سمع صوتا من السماء فوقف صعقا للصوت، ثم رفع رأسه فإذا جبريل على كرسي بين السماء والأرض متربعا عليه يقول: يا محمد أنت رسول الله حقا، وأنا جبريل، قال: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أقر الله عينه، وربط جأشه ".
ضعيف.
رواه ابن سعد في " الطبقات " : أخبرنا محمد بن عمر؛ قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الوحي.. إلخ .

وهذا سند واه جدا، محمد بن عمر هو الواقدي وهو متهم بالكذب على علمه بالمغازي والسير، وشيخه إبراهيم بن محمد بن أبي موسى لم أعرفه.

3- " السجود على سبعة أعضاء: اليدين، والقدمين، والركبتين والجبهة، ورفع الأيدي إذا رأيت البيت، وعلى الصفا والمروة، وبعرفة، وبجمع، وعند رمي الجمار، وإذا أقيمت الصلاة ".
منكر بذكر رفع الأيدي.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير ": حدثنا أحمد ابن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي: حدثنا عمرو بن يزيد أبو بريد الجرمي أخبرنا سيف بن عبيد الله: أخبرنا ورقاء عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وهذا سند ضعيف، وعلته عطاء بن السائب وكان اختلط، فلا يحتج بحديثه إلا ما رواه الثقات عنه قبل اختلاطه.

4- لا ترفع الأيدي إلا في سبع مواطن: حين تفتتح الصلاة، وحين يدخل المسجد الحرام فينظر إلى البيت، وحين يقوم على المروة، وحين يقف مع الناس عشية عرفة، وبجمع، والمقامين حين يرمي الجمرة ".
باطل بهذا اللفظ.
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة: حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى: حدثني أبي: حدثنا ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس مرفوعا.
وهذا سند ضعيف من أجل ابن أبي ليلى وهو محمد ابن عبد الرحمن، فإنه سيىء الحفظ.

5- " من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا، ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقرا، ومن تزوجها لحسنها لم يزده الله إلا دناءة، ومن تزوج امراة لم يتزوجها إلا ليغض بصره أوليحصن فرجه ويصل رحمه بارك الله له فيها، وبارك لها فيه ".
ضعيف جدا.
رواه الطبراني في " الأوسط " عن عبد السلام بن عبد القدوس عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت أنس ابن مالك يقول: فذكره مرفوعا وقال: لم يروه عن إبراهيم إلا عبد السلام.
وهو ضعيف جدا ضعفه أبو حاتم وقال أبو داود: عبد القدوس ليس بشيء وابنه شر منه، وقال ابن حبان في " الضعفاء " : يروي الموضوعات.

6- " من ترك الكذب وهو باطل بني له قصر في ربض الجنة، ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسطها، ومن حسن خلقه بني له في أعلاها ".
منكر بهذا السياق.
أخرجه الترمذي في " سننه " وابن ماجه والخرائطي في " مكارم الأخلاق " وابن عدي عن سلمة بن وردان الليثي عن أنس بن مالك مرفوعا .

قال الترمذي: "هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن وردان عن أنس". وهو ضعيف عند جمهور الأئمة، ولذلك جزم بضعفه الحافظ في التقريب .

7-" رخص في الشرب من أفواه الأداوي ".
منكر.
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي: أخبرنا عبد الله بن يحيى ابن الربيع بن أبي راشد: أخبرنا أبو معاوية عن هشام ابن حسان عن ابن عباس قال: فذكره.

وهذا سند ضعيف، رجاله كلهم ثقات معروفون غير عبد الله بن يحيى بن الربيع بن أبي راشد فلم أجد له ترجمة.

8- " كان إذا قضى صلاته مسح جبهته بيده اليمنى ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله الرحمن الرحيم، اللهم أذهب عني الهم والحزن ".
ضعيف جدا.
أخرجه ابن السني في " اليوم والليلة " وابن سمعون في " الأمالي " عن سلام المدائني عن زيد العمي عن معاوية عن قرة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: فذكره مرفوعا.
وهذا إسناد موضوع، والمتهم به سلام المدائني وهو الطويل وهو كذاب.

9- كان إذا قضى صلاته مسح جبهته بكفه اليمنى ثم أمرها على وجهه حتى يأتي بها على لحيته ويقول: بسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، اللهم أذهب عني الغم والحزن والهم، اللهم بحمدك انصرفت، وبذنبي اعترفت، أعوذ لك من شر ما اقترفت، وأعوذ بك من جهد بلاء الدنيا، ومن عذاب الآخرة ".
موضوع.
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " عن داود بن المحبر: حدثنا العباس ابن رزين السلمي عن خلاس بن عمرو عن ثابت البناني عن أنس بن مالك مرفوعا.
وهذا إسناد موضوع، المتهم به داود هذا وهو صاحب كتاب " العقل " وهو كذاب.

10- " لا تزوجوا النساء لحسنهن، فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن أن تطغيهن، ولكن تَزَوَّجُوهُنَّ على الدين، ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل ".
ضعيف.
أخرجه ابن ماجه والبيهقي عن الإفريقي عن عبد الله ابن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف من الإفريقي، وقد مضى في أول السلسلة، وقال البوصيري في " الزوائد " ما ملخصه: هذا إسناد ضعيف، فيه الإفريقي واسمه عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم الشعباني وهو ضعيف

والله المستعان

17 - 12 - 1442هـ