الدرس 97 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 5 ذو القعدة 1442هـ | عدد الزيارات: 429 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " إنما الإفطار مما دخل، وليس مما خرج ".
ضعيف.
أخرجه أبو يعلى في " مسنده ": حدثنا أحمد بن منيع: حدثنا مروان بن معاوية عن رزين البكري قال: حدثنا مولاة لنا يقال لها: سلمى من بكر بن وائل أنها سمعت عائشة تقول: " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا عائشة هل من كسرة؟ فأتيته بقرص، فوضعه في فيه وقال: يا عائشة هل دخل بطني منه شيء؟ كذلك قبلة الصائم، إنما الإفطار.... ".
وهذا سند ضعيف، من أجل سلمى هذه، فإنها لا تعرف كما في " التقريب "، ورزين البكري إن كان هو الجهني فثقة، وإلا فمجهول.

2- " ما فضلكم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في صدره ".
لا أصل له مرفوعا.
قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء ": " رواه الترمذي الحكيم في " النوادر " من قول بكر بن عبد الله المزني، ولم أجده مرفوعا ".

3- " كان يخطب يوم الجمعة، ويوم الفطر، ويوم الأضحى على المنبر ".
ضعيف.
قال الهيثمي وقد ذكره من حديث ابن عباس: " رواه الطبراني في " الكبير " وفيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، ضعفه أحمد وابن المديني والبخاري والنسائي". ومما يدل على ضعفه روايته مثل هذا الحديث.

4- " كان إذا قام يخطب أخذ عصا فتوكأ عليها وهو على المنبر ".
لا أصل له بهذه الزيادة و" وهو على المنبر ". فيما أعلم وقد أورده هكذا الزرقاني في " شرح المواهب الدنية " من رواية أبي داود والصنعاني في " سبل السلام " من روايته من حديث البراء بلفظ: " كان إذا خطب يعتمد على عنزة له ". والذي رأيته في " سنن أبي داود " من طريق أبي جناب عن يزيد بن البراء عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نوول يوم العيد قوسا فخطب عليه، وكذا رواه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم "

5- " إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح، قالوا: فهل لذلك إمارة يعرف بها؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتنحي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل الموت ".
ضعيف.
روي من حديث عبد الله بن مسعود من طريق سعيد ابن عبد الملك بن واقد الحراني: حدثنا محمد بن مسلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة . أخرجه ابن جرير .

وهذا سند ضعيف وفيه علتان:
أ - ضعفُ الحراني هذا، ضعفه الدارقطني وغيره.
ب - الانقطاع بين أبي عبيدة وأبيه عبد الله بن مسعود فإنه لم يسمع منه.

6- " من جلس على قبر يبول عليه أو يتغوط، فكأنما جلس على جمرة ".
منكر بهذا اللفظ.
أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني" عن ابن وهب وسليمان بن داود وهو الطيالسي كلاهما عن محمد ابن أبي حميد عن محمد بن كعب عن أبي هريرة مرفوعا.
وهذا سند ضعيف جدا، فإن ابن أبي حميد هذا قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة .

7- " نهى أن يعتمد الرجل على يده إذا نهض في الصلاة ".
منكر.
أخرجه أبو داود حدثنا أحمد بن حنبل، وأحمد بن محمد بن شبويه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن عبد الملك الغزال قالوا: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر قال: ... "فذكره".

جاء الحديث من طرق منها رواية أحمد للحديث بلفظ " نهى أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمد على يده ".وهو الراجح، وذلك ظاهر من النظر في الراوي له عن عبد الرزاق، وهو الإمام أحمد رحمه الله تعالى، فإنه من الأئمة المشهور ين بالحفظ والضبط والإتقان، فلا يقوم أمامه أيا كان من الثقات عند المخالفة،

8 -"من السنة في الصلاة المكتوبة إذا نهض الرجل في الركعتين الأوليين أن لا يعتمد على الأرض إلا أن يكون شيخا كبيرا لا يستطيع ".
ضعيف.
أخرجه البيهقي في " سننه " والضياء في " المختارة " عن عبد الرحمن بن إسحاق عن زياد بن زياد السوائي عن أبي جحيفة عن علي رضي الله عنه قال: فذكره.

وهذا سند ضعيف، علته عبد الرحمن هذا، قال الذهبي: "ضعفوه". وقال الحافظ في "التقريب": " ضعيف".

9- "أولا يجد أحدكم ثلاثة أحجار: حجرين للصفحتين وحجرا للمسربة ".
ضعيف.
أخرجه الدارقطني والبيهقي من طريق أبي ابن العباس بن سهل الساعدي قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاستطابة فقال … ".

وهذا سند ضعيف فإن أبيا هذا وقد تفرد بهذا الحديث مجروح، ولم يوثقه أحد، بل كل من عرف كلامه فيه ضعفه، فقال ابن معين: "ضعيف". وقال أحمد: "منكر الحديث". وقال البخاري: " ليس بالقوي".

10- "إذا فرغ الرجل من صلاته فقال: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا، وبالقرآن إماما، كان حقا على الله عز وجل أن يرضيه ".
موضوع.
عزاه في "الجامع الكبير" لأبي نصر السجزي في "الإبانة" عن هشام بن عروة عن أبيه عن جده رضي الله عنهم وقال: "غريب". بل هو موضوع، فقد وقفت على إسناده، أخرجه الحافظ عبد الغني المقدسي في " الثالث والتسعين" من طريق السجزي بسنده عن زيد بن الحريش: حدثنا عمرو بن خالد عن أبي عقيل الدورقي عن هشام بن عروة .

وهذا سند موضوع، آفته عمرو بن خالد وهو أبو خالد القرشي، قال أحمد وابن معين وغيرهما: " كذاب"

والله المستعان

4 - 11 - 1442هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

1 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 132 الجزء الثالث : شروط قبول الدعاء - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 131 الجزء الثالث ‌‌وجوب النهي عن المنكر على الجميع - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 130 الجزء الثالث ‌‌طائفة الصوفية المتسولة: - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 129 الجزء الثالث الغزو الفكري . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر