الاحترازات الوقائية

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 22 جمادى الآخرة 1442هـ | عدد الزيارات: 833 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله بطاعته يزيد الخيرُ وبمعصيته تحل النقم وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده وسوله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه .

أما بعد:

عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى. ولا تؤثروا الدنيا على الآخرة فالآخرة خيرٌ وأبقى ، واعلموا أن الله تعالى هو خالق الإنسانَ ورازقُه الصحةَ والعافيةَ، وقد وهبنا اللهُ هذه الأجسادَ والأرواحَ وجعلها أمانةً في أيدينا وأمرَنَا أن نحافظَ عليها وألَّا نلقي بها إلى التهلكة، قال تعالى " وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (البقرة 195) وقال تعالى" وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا " (النساء 29)

ومع إيمان المؤمن بالقضاء والقدر وأنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن إلا أن ذلك لا يعني تركَ الأخذ بأسباب السلامة والعافية، واجتناب أسباب المرض والهلكة جمعاً بين قوله تعالى "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (القمر 49) وبين قوله ﷺ " فِرَّ من المجذوم فرارك من الأسد " رواه أحمد عن أبي هريرة وصححه شعيب الأرناؤوط . وكان النبي ﷺ سيدَ المتوكلين على الله ومع ذلك فتوكلُه على الله لم يمنعه أن يقول للمجذوم (إنَّا قدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ.) رواه مسلم عن الشريد بن سويد الثقفي ، فالتوكل على الله يعني تعلق القلب بالله وحده وتفويض الأمور إليه واليقينَ بأن كل شيء بيده سبحانه، ولا يعني تركَ الأخذ بالأسباب. ومما يوضح هذا المعنى قوله ﷺ " لو أنَّكم كنتُم توَكلونَ علَى اللهِ حقَّ توَكلِه لرزقتُم كما يرزقُ الطَّيرُ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا " رواه الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وصححه الألباني . فأعلمنا النبي ﷺ أن الله يرزق الطير بسعيها في طلب الرزق فالله هو الرازق والسعي هو السبب في تحصيل الرزق. والصحةُ رزقِ ونعمة ، والنعمة تستوجب الشكرَ، والشكرُ يزيد النعمة قال تعالى "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ " (إبراهيم 7)

عباد الله:

إننا نذكّر بهذه الحقائق للتأكيد على الأخذ بالإجراءات الاحترازية من وباء كورونا، فها أنتم تسمعون أخبارَ عودةِ انتشاره القوية في بعض الدول ، فعلينا الأخذُ بأسبابِ السلامة منه بجدٍّ وحزمٍ، كالتباعد الاجتماعي في المساجد ومقارّ العمل وعند التزاور، واستعمال الكمامات والمعقمات، وتغطية الفم عند العطاس والسعال، وغير ذلك من الإجراءات التي أعلنتها الجهات المختصة المعنية.

أيها الإخوة: إن التعب في الأخذ بأسباب السلامة خيرٌ من راحة التساهل والإهمال التي قد يعقبها المرضُ أو الموت ، أو العودة إلى الحظر الكلي أو الجزئي.

أسأل الله للجميع السلامة والعافية، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية :

الحمدُ لله يجيبُ المضطَّرَ إذا دعاه والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ ؛ فمن اتقى اللهَ غفر ذنبَهُ ويسَّر أمرَه وأعظم أجرَه.

إخوة الإيمان:

منذ أن حلّ هذا الوباءُ ودولتنا ، وفقها الله ، تبذل الغاليَ والنفيسَ في سبيل وقايتنا من انتشاره وتأخذ بالتدابير التي تعين على انحساره، وضربت في هذا السبيل أروع الأمثلة والحمد لله ، فادعوا لولاة أمرنا واشكروهم على حسن صنيعهم فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وتعاونوا مع ذوي الاختصاص في إنجاح ما يقومون به للسيطرة على هذا الوباء بالالتزام التام بما يأمرون به ، وطاعة ولي الأمر من طاعة الله ورسوله ، ومع الأخذ بالأسباب لا نترك باب الدعاء واللجوء إلى الله بفعل الطاعات ، والبُعد عن معاصيه .

اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا وتقصيرنا ، اللهم ارفع عنَّا هذا الوباء فإنه لا يرفعه أحدٌ سواك. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات." رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"(البقرة 201) . (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).(العنكبوت 45)

1442/6/22 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 7 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي