الدرس 76

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوزُ الاستشهادُ بها ولا الاستئناسُ بذكرِها:

1- " من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له ".
موضوع.
رواه أبو نعيم في "الحلية" عن عبد الله بن إبراهيم بن الهيثم الغفاري: حدثنا مالك بن أنس والعمري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا، وقال: " غريب من حديث مالك، تفرد به الغفاري ". قال الذهبي: "نسبه ابن حبان إلى أنه يضع الحديث. وقال الحاكم: " يروي عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة ".

2- "وجبت محبة الله على من أغضب فحلم ".
موضوع.
رواه ابن عدي: حدثنا ابن أبي صالح. حدثنا أبو مصعب: حدثني مالك عن يحيى بن سعيد عن عروة عن عائشة مرفوعا.

البلاء من أحمد بن داود!، وكذا قال الحافظ في "التهذيب" . قال الحافظ ابن حجر في "اللسان" ... ذكر أن أحمد هذا قال فيه ابن حبان وابن طاهر: "كان يضع الحديث".

3- " من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن خدم الله عمره ".
موضوع.
رواه أبو نعيم في "الحلية" والخطيب في "التاريخ" والسلفي في "أحاديث منتخبة" عن أحمد بن محمد النوري قال: أخبرنا سري السقطي عن معروف الكرخي عن ابن السماك عن الأعمش عن أنس مرفوعا. وفي لفظ للخطيب: " … كمن حج واعتمر ".
وهذا سند ضعيف مسلسل بجماعة من الصوفية لا تعرف أحوالهم في الحديث وهم النوري والسقطي والكرخي.

4- " نعم الشيء الهدية أمام الحاجة ".
موضوع.
رواه الطبراني : حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي: أخبرنا الهيثم بن خارجة أخبرنا يحيى بن سعيد العطار عن يحيى بن العلاء عن طلحة بن عبيد الله عن الحسين ابن علي مرفوعا.
ورواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو" من طريق يزيد بن سنان البصري - بمصر - حدثنا يحيى بن سعيد العطار به.
وهذا إسناد تالف يحيى بن سعيد قال ابن حبان: " يروي الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به ". ويحيى بن العلاء كذاب يضع الحديث.

5- ‌‌"إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى، ووضع إحدى رجليه على الأخرى وقال: لا ينبغي لأحد من خلقه أن يفعل هذا ".
منكر جدا.
رواه أبو نصر الغازي في جزء من " الأمالي " من طرق عن إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا محمد بن فليح ابن سليمان عن أبيه عن سعيد بن الحارث عن عبيد بن حنين قال: ... إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

أعتقد أن أصل هذا الحديث من الإسرائيليات وقد رأيت في كلام أبي نصر الغازي أنه روي عن كعب الأخبار، فهذا يؤيد ما ذكرته، وذكر أبو نصر أيضا أنه روي موقوفا عن عبد الله بن عباس وكعب بن عجرة، فكأنهما تلقياه - إن صح عنهما - عن كعب كما هو الشأن في كثير من الإسرائيليات، ثم وهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

6- " الأمر المفظع، والحمل المضلع، والشر الذي لا ينقطع إظهار البدع ".
ضعيف جدا.
رواه الطبراني وابن أبي عاصم في " السنة " وابن بطة في " الإبانة " عن بقية: حدثنا عيسى بن إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير الثمالي مرفوعا.

وهذا سند ضعيف جدا، عيسى هذا هو الهاشمي، قال البخاري والنسائي: " منكر الحديث ". وقال أبو حاتم والنسائي أيضا: " متروك الحديث ". وموسى بن أبي حبيب ضعفه أبو حاتم. والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات ".

7- " من وطيء امرأة وهي حائض، فقضى بينهما ولد، فأصابه جذام، فلا يلومن إلا نفسه ".
ضعيف.
رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " والطبراني في " الأوسط " : حدثنا بكر بن سهل: أخبرنا محمد بن أبي السري العسقلاني: أخبرنا شعيب بن إسحاق عن الحسن بن الصلت عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا.

قال الطبراني." لم يروه عن الزهري إلا الحسن بن الصلت - شيخ من أهل الشام - تفرد به ابن أبي السري ". وهو صدوق له أوهام كثيرة كما في " التقريب ". والحسن بن الصلت لم أجد له ترجمة ولم يذكره الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق " مع أنه على شرطه! والحديث أعله الهيثمي ببكر هذا فقال: " ضعفه النسائي وقال الذهبي: قد حمل الناس عنه وهو مقارب الحديث ".
‌‌8 - " من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام ".
ضعيف جدا.
رواه الطبراني: حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي: حدثني أبي: حدثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي عن عياش بن مؤنس أن أبا الحسن نمران بن مخمر حدثه أن أوس بن شرحبيل أحد بني المجمع حدثه به مرفوعا.

وهذا سند ضعيف جدا عمرو بن إسحاق لم أعرفه ولم يورده ابن عساكر في " تاريخه " وأبو إسحاق بن إبراهيم بن زبريق ضعيف جدا.

9- " أربع من سعادة المرء: أن تكون زوجته موافقة، وأولاده أبرارا، وإخوانه صالحين، وأن يكون رزقه في بلده ".
ضعيف جدا.
رواه النسائي في "حديثه" وابن عساكر في "تاريخه" من طريقين عن بقية بن الوليد عن أبي يعقوب المدني عن عبد الله بن الحسين عن أبيه عن جده. وقال ابن عساكر: "غريب جدا".

وهذا سند ضعيف جدا، أبو يعقوب المدني لم أعرفه، فهو من شيوخ بقية المجهولين الذين كان يدلسهم، قال ابن معين: " إذا لم يسمِّ بقيةُ شيخَهُ وكناه فاعلم أنه لا يساوي شيئًا ".

10 - " المؤمن كيس فطن حذر ".
موضوع.
رواه القضاعي عن سليمان بن عمرو النخعي عن أبان عن أنس بن مالك مرفوعا.

وهذا موضوع، النخعي هذا كان يضع الحديث كما قال أحمد وغيره. وأبان هو ابن أبي عياش متروك متهم، ولهذا فقد أساء السيوطي بإيراده إياه في "الجامع الصغير" من رواية القضاعي هذه.
وقد تعقبه المناوي بقوله: " قال العامري: " حسن غريب "، وليس فيما زعمه بمصيب. بل فيه أبو داود النخعي كذاب، قال في " الميزان " عن يحيى: كان أكذب الناس..."

والله المستعان.

24 - 1 - 1442هـ