ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 5 أخلاق المؤمنين والمؤمنات

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 8 شوال 1441هـ | عدد الزيارات: 926 القسم: تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

إن الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ، والهدى هو الخبر الصادق والعلم النافع ،ودين الحق هو الشرائع والأحكام التي جاء بها عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " الصف 9 ، والله سبحانه وتعالى أرسله إلى الجن والإنس والعرب والعجم جميعا وإماما للمتقين ،بعثه بدين الإسلام " إن الدين عند الله الإسلام " آل عمران 19 ، بعثه يدعو إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال وينهى عن سفاسف الأخلاق وسيء الأعمال ، قال تعالى " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا " سبأ 28 ، وقال تعالى " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " الأنبياء 107 ، فهذا هو حال الدين العظيم وحال هذا النبي الكريم عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم .

وبيَّن الله سبحانه وتعالى أنه خلق الجن والإنس ليعبدوه فقال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " الذاريات 56 ، والمعنى إلا ليخلصوا لي العبادة ويفردوني بها ويطيعوا أمري وينتهوا عن نهيي ، وهذا هو معنى العبادة .

ومن تدبر كتاب الله وتعقله وتدبر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وجد أنه مأمور باتباع الصراط المستقيم ، قال تعالى " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون " الأنعام 153

فالواجب على أهل الإسلام أن يتدبروا كتاب الله ويتعقلوه ويتعلموا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويستقيموا عليهما ففي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بيان الأوامر والنواهي التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفيها بيان الأخلاق التي مدحها سبحانه وأثنى عليها من أخلاق المؤمنين والمؤمنات وصفاتهم وأعمالهم ، قال تعالى" وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً * والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما * إنها ساءت مستقراً ومُقاماً* والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " الفرقان 63 – 67

وقال تعالى " والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما " الفرقان 72 ، وقال تعالى " والذين إذا ذُكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعُميانا " الفرقان 73 ، وقال تعالى " والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما " الفرقان 74 .

فهذه كُلُّها من صفات المؤمنين والمؤمنات وهم عبادُ الرحمن على الحقيقة وقرةُ العين أن ترى ولدك من ذكر أو أنثى متخلقاً بصالح الأعمال .

ثم أوضح سبحانه جزاءهم فقال " أولئك يُجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما " الفرقان 75 ، والغرفة هي الجنة سميت بذلك لارتفاعها لأنها في أعلى مكان فوق السماوات تحت العرش ، وبما صبروا أي بسبب صبرهم على طاعة الله وصبرهم عن محارم الله وصبرهم على المصائب فلما صبروا جازاهم الله بالجنة العالية العظيمة .

وفي القرآن آيات كثيرات بيَّن الله فيها سبحانه صفات المؤمنين والمؤمنات وأخلاقهم منها قوله تعالى " ليس البرَ أن تولوا وجوهكم قِبَل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون " البقرة 177 .

هذا حال الأتقياء من المؤمنين والمؤمنات أنهم يؤمنون بالله ربا وإلهاً سبحانه وتعالى وأنه المعبود الحق وأنه الخالق والرازق وأنه موصوف بالأسماء الحسنى والصفات العلى لا شبيه له ولا كفؤ له بل هو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته .

ويؤمنون باليوم الآخر أي بالبعث بعد الموت وهو يومُ القيامةِ ويومُ الحسابِ والجزاء والجنة والنار والميزانِ والصراطِ ونشرِ الصحفِ ونصبِ الميزانِ ثم بعد ذلك ينتهي الناسُ إلى الجنة أو النار فالمؤمنون إلى الجنة والسعادةِ والكرامةِ والكافرون إلى النار والعذابِ المهين نسأل اللهَ العافيةَ .

وكذلك يؤمنون بالملائكة الذين هم في طاعة ربهم وجند من جنوده " لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " التحريم 6 .

ويؤمنون بالكتب المنزلة من السماء وأعظمها القرآن الكريم المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .

ومن صفات المؤمنين أنهم يتصدقون بالمال على حبه ويعطونه الفقراء والمساكين من الأقارب وغيرهم وفي المشاريع الخيرية ويسعون في عتق الرقاب والأسرى ويقيمون الصلاة في أوقاتها كما شرعها الله ويؤتون الزكاة لمستحقيها ويوفون بعهدهم إذا أَعْطوا عهدا ويصبرون على الفقر والأمراض والأوجاع وحين البأس أي حين الحرب .

فهؤلاء هم أهل الصدق من المؤمنين والمؤمنات لكونهم حققوا إيمانهم بالله وصدقوا ذلك بأعمالهم الطيبة وتقواهم لله عز وجل نسأل الله أن نكون منهم .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

7 - 10 - 1441هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 3 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 118 الجزء الثالث ‌‌هل الرسول أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه ؟ - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 116 الجزء الثالث حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 115 الجزء الثالث ‌‌حكم ما يسمى بعلم تحضير الأرواح  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 114 الجزء الثالث ‌‌إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 113 الجزء الثالث : تابع الدروس المهمة لعامة الأمة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر