الدرس 3 بيان معنى كلمة لا إله إلا الله

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 29 شعبان 1441هـ | عدد الزيارات: 617 القسم: تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

العذر بالجهل إذا فعل الإنسان شيئا من الشرك كالذبح والنذر لغير الله جاهلا على قسمين ، قسم يعذر فيه بالجهل وقسم لا يعذر فيه بالجهل .

فإذا كان من فعل ذلك بين المسلمين وأتى الشرك بالله وعبد غير الله فإنه لا يعذر لأنه مقصر لم يسأل ولم يتبصر في دينه فيكون غير معذور في عبادته غير الله لإعراضه وغفلته عن دينه فهؤلاء وغيرهم لا يعذرون لأنهم أتوا الشرك الأكبر وهم بين المسلمين والقرآن بين أيديهم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم بينهم ولكنهم عن ذلك معرضون .

وأما من ينشأ في بلاد بعيدة عن الإسلام أو لأسباب أخرى كأهل الفترة ونحوهم ممن لم تبلغهم الرسالة فهؤلاء معذورون بجهلهم وأمرهم إلى الله عز وجل ، والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة فيؤمرون فإن أجابوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار لقوله تعالى ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) الإسراء 15 .

والتوسل بجاه فلان أو حق فلان من البدع التي لم يشرعها الله عند جمهور أهل العلم وإنما المشروع التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وبالأعمال الصالحات كما قال تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) الأعراف 180 ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني .

ومعاشرة الفساق ومجالستهم لا تجوز لأنهم يجرُّون إلى فسقهم وضلالهم لكن إذا خالطهم للدعوة إلى الله وإنكار ما هم عليه من الباطل وتوجيههم للخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر فهذا لا بأس به لأن المسلم مأمور بذلك ، أما من يتخذهم أصحابا وخلانا يجالسهم ويأكل معهم ويأنس بهم فهذا لا يجوز .

أما تحكيم القوانين والأعراف القبلية فهذا منكر لا يجوز والواجب تحكيم شرع الله كما قال تعالى " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " النساء 65

والواجب على جميع الدول المدعية للإسلام أن تحكِّم شرع الله وأن تدع تحكيم القوانين .

وإذا أصلح شيخ القبيلة بين متخاصمين صلحا لا يخالف شرع الله فلا بأس بذلك ، أما إن ألزموه بقوانين ترجع إلى أسلافهم وآبائهم فهذا لا يجوز ، قال تعالى " والصلح خير " النساء 128 ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالا أو أحل حراما " رواه الترمذي وحسنه الألباني .

والأكل من ذبيحة من لا يُعرف بالشرك حلال إذا كان مسلما يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولا يُعرف عنه ما يقتضي كفره ، أما أذا أتى شيئا من الشرك كدعاء الجن أو الأموات والاستغاثة بهم فهذا نوع من الشرك الأكبر ومثل هذا لا تؤكل ذبيحته .

أما المعاصي فهي لا تمنع من أكل ذبيحة من يفعل شيئا منها إذا لم يستحلها بل ذبيحته حلال إذا ذبحها على الوجه الشرعي ، أما من يستحل المعاصي فهذا يعتبر كافرا كأن يستحل الزنا أو الخمر أو الربا أو شهادة الزور أو عقوق الوالدين ونحو ذلك من المحرمات المجمع على حرمتها بين المسلمين .

نسأل الله العافية من كل ما يغضبه .

29 - 8 - 1441هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

7 + 7 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر