حقوق الزوج على الزوجة

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله عليه وعلى صحابته أفضل الصلاة وأتم التسليم

أما بعد

عباد الله: اتقوا الله واعلموا أنه بعد أن نستجيب لنداء الإسلام ونفتح باب الزواج واسعاً أمام شبابنا وبعد أن تقر أعين الزوجين ويجمعهما عش الزوجية الدافئ ويسكن كل واحد منهما إلى الآخر وتزول وحشة الغربة، اعلموا أن الإسلام حريص بعد ذلك على أن تظل المحبة والألفة مرفرفة على هذا السكن الجديد وعلى أن تبقى العلاقات الداخلية والخارجية لهذا العش متماسكة قوية لا تهزها الرياح العاتيات ولكي تبقى العلاقة والصلة بين الزوجين على مستوى رفيع من التعامل الأخلاقي وحفاظاً على دوام هذه العلاقات وخوفاً على هذا السكن من أن ينهار من أجل هذا كله وضع الإسلام حدوداً وقواعد وأنظمة وحقوقاً لكل من الزوجين على الآخر فللزوجة على الزوج حقوق وللزوج على الزوجة حقوق ولكن حق الزوج على الزوجة أعظم من حقها عليه قال تعالى: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم

عباد الله: إن الزوج بحكم أنه مكلف بالسعي وجلب الرزق فإنه يتعب وينصَب ولا بد أن يكون في بيته من يخفف عنه هذا العناء إذا رجع حتى يستجم للأيام القادمة ويستطيع أن يوفر لهذا البيت ما يحتاجه، ولهذا جعل الإسلام حقه على زوجته عظيم حتى تستقيم الحياة وتدوم العلاقات بين الزوجين على ما يرام، قال صلى الله عليه وسلم "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق" رواه أبو داود

إن السجود أعلا درجات العبادة ولكنه لله وحده ولو وضع لغيره لجعل للزوج على زوجته من باب الإحترام والتقدير لا من باب التقديس كما فعل والدا يوسف عليه السلام

والإسلام جعل أداء حقوق الله عز وجل مرتبط بأداء حقوق الزوج فلقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها " صححه الألباني، وروى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه سلم أنه قال "لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر زوجها وهي لا تستغني عنه" صححه الألباني، أي أن الزوجة إذا اجتهدت في رضى زوجها ورضي عنها فإن هذا الرضى علامة على قبول الله لأعمالها وجعلها في عداد أهل الجنة بإذنه تعالى

فهل بعد هذا يا عباد الله حث أعظم من هذا الحث وما هذا الحث إلا لأن الزوجة خير معين لزوجها ولأنها الركن الأساسي الثاني في الأسرة المسلمة التي ينتظر على يديها تربية جيل مسلم يعيد للإسلام عزه ومجده وكرامته ولهذا كانت الزوجة الصالحة مطلب الصالحين من عباد الله تعالى قال تعالى: والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجوا بها النجاة يوم لقاه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون

أما بعد

عباد الله: بعد أن عرفنا حقوق الزوج على زوجته، وأن أكثر أهل النار إنما هن النساء وما ذاك إلا لأنهن يكفرن العشير كما بين ذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعد هذا كله نتساءل من تكون هذه الزوجات هل هن نساء نازلات من السماء أو خارجات من الأرض أم من هن، إنهن بناتنا وأخواتنا وقريباتنا ولهذا فإن من الواجب علينا أن نقي بناتنا وأخواتنا وقريباتنا من عذاب الله وناره وذلك بتربيتهن التربية السليمة وتعريف الفتاة قبل زواجها بحق الزوج والطريق السليم الذي يحقق رضى الزوج ويسهل دخول الجنة فالواجب على الأب أن يعطي بناته دروساً في هذا المجال وإن كان الحياء يمنع من ذلك فعليه أن يوكل أمهن بالقيام بهذه المهمة ويفهمها ويوعيها حتى تقوم بتربية بناتها تربية سليمة

أما أن تزف الفتاة إلى زوجها وهي لا تفهم حقوقه وطريقة التعامل معه فهذا خطأ كبير

ثم إن على الأب والأم أن يكونا على اتصال دائم وتفهم واع لوضع ابنتهما مع زوجها فإذا رأوها على خطأ قوموها حتى يضمنا سعادتها وفوزها عند لقاء ربها ولكن الملاحظ وللأسف أن بعض الآباء والأمهات على العكس من ذلك فتجدهما معها على زوجها ولو كانت على الخطأ وهما بعملهما هذا يخلقان المشاكل لابنتهما وجرها في دخول ابنتهما النار

عباد الله: اتقوا الله في بناتكم وعلموهن حقوق الأزواج عليهن وراقبوا تصرفاتهن مع أزواجهن وقوموهن حتى تضمنوا سعادتهن وفوزهن عند لقاء الله تعالى

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم إلهكم وخالقكم بذلك في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"الأحزاب:56. وقال عليه الصلاة والسلام من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا.رواه مسلم. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين وانصر المجاهدين في كل مكان وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم وعاد من عاداهم ووال من والاهم اللهم اجعلنا من خير الأزواج لزوجاتهم واجعل زوجاتنا من خير الزوجات لأزوجهن واجمع شمل المسلمين على كلمة التوحيد وأوقف نزيف دمائهم اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم من أرادهم بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً له اللهم ول على المسلمين خيارهم واكفف عنهم شرارهم اللهم كن لإخواننا في سوريا وانصرهم على النصيرية والرافضة اللهم داو جرحاهم واشف مرضاهم واكس عاريهم واطعم جائعهم واسق ظامئهم واقبل شهدائهم اللهم اجمع شمل المسلمين في فلسطين وانصرهم على اليهود وطهر الأقصى من دنسهم اللهم اجمع شمل المسلمين في باكستان وافغانستان وليبيا وتونس واليمن اللهم كن لإخواننا أهل السنة في العراق وإيران وانصرهم على الرافضة اللهم كن لإخواننا الأراكانيين في بورما وانصرهم على من ظلمهم من الوثنيين اللهم كن لإخواننا في كشمير وانصرهم على عباد البقر اللهم فك أسر المأسورين واغفر ذنب المذنبين واقبل توبة التائبين اللهم لا تدع لنا في هذا المقام من ذنب إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا كرباً إلا نفسته ولا ديناً إلا قضيته ولا مريضاً إلا شفيته ولا أيماً إلا زوجته ولا ضالاً إلا هديته ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولنا صلاح إلا اعنتنا على قضاءها ويسرتها لنا واغفر اللهم لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين

عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.العنكبوت:45.

16-1-1435