حقوق الزوجة على الزوج

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 16 محرم 1435هـ | عدد الزيارات: 2128 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله الذي خلق لنا من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي زرع الألفة والمودة والرحمة بين الزوج والزوجة لتدوم العلاقة ولتتحقق الغاية من الزواج من المحافظة على المحارم واستمرار النسل ومكاثرة النبي صلى الله عليه وسلم بهذا النسل يوم القيامة وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير الناس لأهله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه حتى قيام الساعة

أما بعد

عباد الله: اتقوا الله واعلموا أنه إذا كانت المرأة مأمورة بطاعة زوجها وبطلب رضاه فالزوج أيضا مأمور بالإحسان إلي زوجته واللطف بها والصبر على ما يبدو منها وأداء حقوقها كاملة وما ذاك إلا لأن الإسلام دين العدالة والإنصاف أنصف المرأة من ظلم الجاهلية وحررها من استعباد الرجل لها وجعلها معززة مكرمة لها حقوق على زوجها لا بد أن يقوم بها ويؤديها على الوجه الأكمل حتى يحسب في عداد الأتقياء وهذه الأوامر التي أمر بها الزوج في القرآن الكريم والحديث الشريف قال الله تعالى "وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً"النساء:19 وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا"رواه الترمذي وقال حسن وصحيح

ومع هذا الأمر فإن الرسول صلى الله عليه وسلم شهد بالخير لمن أحسن إلى أهله وقلده وسام الكرم ووصف من أهان أهله باللؤم فعن أبي هريرة قال قال رسول صلى الله عليه وسلم "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم"متفق عليه ما أروعها من تعاليم تقيم الحياة الأسرية على أسس ثابتة الدعائم والأركان، فاعجبي أيتها النفس المؤمنة واشمخي بأنفك لهذه التعاليم التي لا يمكن أن يصدرها بشر ضعيف وإنما صنعتها القدرة الإلهية وعممتها للناس في أحكام هذا الدين الإسلامي الرفيع

فيا عباد الله: ألا تريدون أن تكونوا من خيار الناس وأكرمهم في ميزان المصطفى صلى الله عليه وسلم ألا تريدون أن تقتدوا بنبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، فأكرموا نساءكم وأسدوا إليهن الخير ولا تهنوهن بالكلمة النابية القاسية والفعل الذي لا يرضاه الله ولا رسوله حتى تصلوا إلى مرحلة رفيعة من الإيمان فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم"رواه الترمذي .وقال حسن وصحيح. وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله"أخرجه أحمد. وكثير من الأزاج تأخذهم القوة والعنجهية فلا يستعمل اللين والرفق وإنما يريد أن تُقضى حوائجه بالقوة فتجده يقسو مع زوجته ولا يأمرها إلا بغلظة وفظاظة وكلنا يعرف أن القوة في مثل هذه المواطن مذمومة ولا تأتي بخير فعليك أن تعفو عن زلاتهن وتعاملهن المعاملة الحسنة وعلينا أن نسير على القاعدة التي رسمها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في تعامل الزوج مع زوجته ونهى عن سوء العشرة وأمر صلى الله عليه وسلم الزوج أن ينظر إلى المحاسن والمساوئ ويجعل ما كره في مقابلة ما رضي منها فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر"رواه مسلم.فإنه إذا تأمل بإنصاف الأخلاق الجميلة والأخلاق التي يكرهها تبين له في الغالب أنها أقل من الأخلاق الفاضلة بكثير فإذا كان صاحب إنصاف وعدل و رأى رجحان المحاسن على المساوئ غض عن المساوئ طرفه لاضمحلالها في المحاسن ثم إن عين الرضى تملاً الحياة طمأنينة وسروراً وعين السخط تجعل الإنسان دائماً يتتبع الهفوات ومن ثم يجره إلى القلق نظراً لكثرة العيوب التي يراها بهذه العين

قال الشافعي رحمه الله

وعين الرضا عن كل عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساويا

فعلى الزوج أن ينظر إلى زوجته بعين الرضى ويتجاهل الأخطاء اليسيرة نظراً لأن المحاسن أكثر وأكثر وبهذا تدوم الحياة وتحلوا العشرة وتسعد النفوس وتهيئ جواً سليماً يعيش فيه الأبناء في راحة وطمأنينة

وإن مما يؤسف له أنه قد تعود بعض الناس على معاملة زوجاتهم بالقوة والقسوة والعنف ظانين أن هذا هو منطق الرجولة وأن هذا هو الطريق المستقيم الذي يجب أن يسلكه الرجل مع المرأة وأقول لهؤلاء إنكم مخطئون فليس هذا هو أدب الإسلام والقسوة مع الزوجة لا تدل على قوة الرجل ولا ترفع من مكانته وإنما تدل على جهله بآداب الإسلام

فيا عباد الله اقتدوا بنبيكم في معاملته لزوجاته وعاملوا زوجاتكم بالرفق واللين حتى تدوم سعادتكم وحتى تنالوا رضا ربكم

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحيكم

هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه وسلم

أما بعد

عباد الله: الكل منا يسعى أن يكون من خير الناس لأهله وقمة الأخلاق أن تحسن التعامل مع زوجتك وهذا يحتاج منك إلى قوة إرادة في سيطرتك على لسانك إكبح جماح نفسك واملك زمام لسانك تكن من خير الناس مع أهلك غض الطرف عن ما تراه من نقص أو تقصير فأنت وهي بشر أنفق عليها بدون إسراف ولا تقتير شجعها على صلة الرحم بالزيارة والصدقة والهدية أقض حاجاتها بنفسك اهتم بعلاجها وهذا من الإحسان والله يحب المحسنين

أكرمها لتكرمك بر بوالديها لتبر بوالديك أحسن إليها تحسن إليك احترمها تحترمك لا تنصحها أما أبنائها فالنصيحة أمام الناس فضيحة

إيها الأحبه :

إن الناس إذا أحسنوا التعامل مع أسرهم فإن المشاكل الأسرية تضمحل بل تزول بإذن الله إن القدرة كل القدرة أن تستطيع حسن التعامل مع أهلك لتنال الخيرية التي دعا إليها المربي الأكبر محمد صلى الله عليه وسلم

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم إلهكم وخالقكم بذلك في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"الأحزاب 56 وقال عليه الصلاة والسلام "من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا" رواه مسلم اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين وانصر المظلومين في كل مكان وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم وعاد من عاداهم ووال من والاهم اللهم سامح نساءنا في تقصيرهن في حقوقنا واجعلنا من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس واجمع شمل المسلمين على كلمة التوحيد وأوقف نزيف دمائهم اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم من أرادهم بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً له اللهم ول على المسلمين خيارهم واكفف عنهم شرارهم اللهم كن لإخواننا في سوريا وانصرهم على النصيرية والرافضة اللهم داو جرحاهم واشف مرضاهم واكس عاريهم واطعم جائعهم واسق ظامئهم واقبل شهدائهم اللهم اجمع شمل المسلمين في فلسطين وانصرهم على اليهود وطهر الأقصى من دنسهم اللهم اجمع شمل المسلمين في باكستان وافغانستان اللهم كن لإخواننا أهل السنة في العراق وإيران وانصرهم على الرافضة اللهم كن لإخواننا الأراكانيين في بورما وانصرهم على من ظلمهم اللهم كن لإخواننا في جنوب الفلبيين اللهم فك أسر المأسورين واغفر ذنب المذنبين واقبل توبة التائبين اللهم لا تدع لنا في هذا المقام من ذنب إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا كرباً إلا نفسته ولا ديناً إلا قضيته ولا مريضاً إلا شفيته ولا أيماً إلا زوجته ولا ضالاً إلا هديته ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولنا صلاح إلا أعنتنا على قضائها ويسرتها لنا واغفر اللهم لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم أحفظ لنا ولي امرنا و متعه بالصحة و العافية و احفظ لنا جنودنا على حدودنا و طهر اليمن من الحوثيين

عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

1435/1/16 هــ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 3 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة