حقوق الزوجة على الزوج 2

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله عليه وعلى صحابته الأبرار أفضل الصلاة وأتم التسليم

أما بعد

عباد الله: اتقوا الله حق تقاته.آل عمران:102. واعلموا أن الإسلام وضع للزوجة حقوقاً على زوجها ووضع حدوداً وأطراً لكيفية معاملة الزوج لزوجته وهذه الحقوق تتمثل في النقاط الآتية

أولاً: على الزوج أن يقوم بالنفقة على زوجته وكسوتها حسب حاجتها من غير من ولا أذى، بغير تقتير من الزوج ولا إسراف من الزوجة قال تعالى "والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً"الفرقان:67. وقال تعالى: إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً

ثانياً: أن يغار عليها فلا يعرضها للشبهة ولا يتساهل معها فيما يؤذي الشرف والمروءة وهذا لا يكون إلا بخدمتها وقضاء حاجاتها حتى لا تضطر بأن تذهب إلى السوق والمجامع العامة لتقضي حاجاتها بنفسها

ثالثاً: أن يحترمها أمام أبنائها فلا يوبخها أمامهم ولا يستهجن أعمالها ولا يعيب شيئاً صنعته بل لا بد أن يقر أبناءه جميعاً بضرورة احترامها وتقديرها حتى ينشئوا على هذا ولكن هناك صنف من الرجال وللأسف طبعوا على كثرة اللجاج والخصام ظناً منهم أن هذا هو مصدر قوة شخصيته وأن هذا هو الذي يجعل ابناءه وزوجته منقادين له مستجيبين لأوامره فتجده دائماً يصرخ في وجه زوجته ويشاجرها أمام أبنائها وبلا شك أن هذا يجعل أبناءه يستطيلون على أمهم بالكلام والسب حتى أن هذا التطاول يتطور مع الزمن حتى يرفعوا أصواتهم على أبيهم نفسه إذا قويت شوكتهم

رابعاً: لقد وضع الله في الناس عواطف لا فكاك لهم منها حتى تدوم الحياة وتسير في طريق مستقيم ومن تلك العواطف عواطف محبة الوالدين والأقارب التي لا يستطيع الإنسان أن يتخلص منها فعلى الزوج أن يعين زوجته على صلة أقاربها وخاصة أبويها ولا يقف حجر عثرة في ذلك بل يعينها على البر بوالديها بالزيارة والإحسان بالمال ونحوه إن احتاجا، وبعض الأزواج يحرم زوجته من هذه الصلة فتثور بينه وبين زوجته مشاكل لهذا السبب وعليه أيضاَ أن يحترم أقاربها ويحسن إليهم

خامساً: أن يخصص أوقات يجلس فيها مع زوجته وأبناءه لا أن يشغل نفسه بتجارته ووظيفته وزيارة أصدقائه وجيرانه فكما أن هذه الأمور لازمة فإن لأهل الإنسان عليه حقاً ولنفسه عليه حقاً ولأهله عليه حقاً ولبدنه عليه حقاً كما بين ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم وبهذا الحل الإسلامي الناجح تنتهي وتنحل مشكلات كثيرة منبعها السأم والملل

اسأل الله المولى عز وجل أن يهيئ قلوبنا لتقبل تعاليم الإسلام وأن يهدي القلوب لاتباع الحق إنه سميع مجيب

وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المصطفى الأمين

أما بعد

عباد الله: سمعنا في الخطبة الأولى حقوق الزوجة على الزوج فطبقوها واحظَوا بتلك الخيرية وأكرمها تكرمك وأكرم أهلها تكرم أهلك واحترمها أمام أبنائها لتحترمك أمام أبنائك وتغرس في نفوسهم محبتك وتقديرك

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم الله في كتابه اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين نصراً فانصره وكثر جنده وأعل رايته واجعلنا من أعوانه ومن أراد بالإسلام والمسلمين سوءً فاجعل تدبيره تدميراً له يا حي يا قيوم

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.الصافات:180-182.

وأقم الصلاة يرحمك الله

1435-4-9