فضل الصحابة

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 9 ربيع الثاني 1435هـ | عدد الزيارات: 1725 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ آل عمران:102
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً النساء:1
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً الأحزاب:70

أما بعدُ عباد الله؛

اعلموا يا رعاكم الله أن المجاهدين في سبيل إعلاء كلمة الله ، ونشر دعوته هؤلاء الذين كانوا في يوم من الأيام لو أصابهم الهلاك لما عُبد الله بعد ذلك هؤلاء الذين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليهم يوم بدر وهم يقاتلون المشركين ، ويرفع رأسه إلى السماء قائلا " اللَّهُمَّ إنْ تُهْلِكْ هذِه العِصَابَةَ مِن أَهْلِ الإسْلَامِ لا تُعْبَدْ في الأرْضِ"رواه مسلم. هؤلاء الذين ورد في فضائلهم من الآيات والسنن ما يضيق عن الحصر ، ويتجاوز العد هؤلاء الصحابة الذين آمنوا بالله ورسوله ، وعزروه ونصروه ، واتبعوا النور الذي أنزل هؤلاء هم أفضل خلق الله بعد أنبياء الله ، وهم أكرم خلق الله على الله بعد أنبيائه ورسله هؤلاء الذين أكد كتاب الله ، وأكدت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقهم وعدالتهم وتقواهم ، والتزامهم التام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولذلك فقد نوه بفضائلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذر من أن تجحد أو تنسى ، وأوصى بهم كما أوصى بأهل بيته ، فقال "الله الله في أصحابي ، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ، ما بلغ مد أحدهم ولا نَصيفه"رواه الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري. وأمر عليه الصلاة والسلام بحبهم وتوقيرهم ، والنظر إليهم نظرة إجلال وتقدير

فلقد سمع خالد بن الوليد يوما ، وهو يتلاحى مع عبد الرحمن بن عوف ، وتعلمون أن خالدا رضي الله عنه كذلك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه كان من المتأخرين في الإسلام ، وليس من السابقين الأولين أما عبد الرحمن فقد كان من السابقين الأولين فحينما سمع خالدا يرفع صوته على عبد الرحمن ، غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "هل أنتم تاركون لي أصحابي ، لا تسبوا أصحابي فوالله لو أنفق أحدكم مثل أحد ما بلغ مد أحدهم ولا نَصيفه"رواه الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري. فإذا كان الصحابي المتأخر لا يبلغ من الفضل مبلغ الصحابي المتقدم ويعتبر رفعه لصوته عليه ، وعدم تأدبه معه بمثابة سب يغضب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فما بالكم بأولئك الذين ينتقدون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذون رسول الله فيهم ويوجهون لهم شتى التهم والطعون

إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين نَقَلوا لنا كتاب الله ، إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين نقلوا لنا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا ما زعم أو ذهب ذاهب إلى الطعن بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا الطعن لا يكون مجرد طعن بأشخاص سابقين بالإسلام والفضل ، ولا يكون مجرد اعتداء على رحمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا يكون مجرد جحود لفضل أهل الفضل فحسب ، ولكنه يكون كذلك بمثابة إنكار لصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبمثابة إعراض عن كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، لأن الطعن بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعن بالنَقَلة العدول الذين نقلوا لنا كتاب الله ، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، فإذا ما طعُن بهم ، فإن ذلك الطعن ، شاء الطاعنون أم أبوا يتضمن طعنا بصدق تواتر نقل كتاب الله ، وطعنا بصحة ثبوت سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويترتب على ذلك من العظائم الكبيرة ، والسخائم الكثيرة أهوال وأهوال تودي إلى إنكار الإسلام ، وإلى طمس عظمته ، ولذلك فإن الإقرار بعدالة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجملة ، والبعد عن سبهم وانتقادهم ، وتجريح بعضهم ، إنما هو نوع من الحرص على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والغيرة على الإسلام ، ومقارفة شيء من ذلك والخوض في مجال الفتن التي وقعت بينهم ، وتجريح بعضهم بحُجة تزكية البعض الآخر ، كل ذلك يتضمن طعنا في نَقَلة الإسلام وحملته ، وكل ذلك يؤدي والعياذ بالله إلى نوع من الاعتداء على الإسلام والابتعاد عن التقيد بتعاليمه وأحكامه

إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على العدالة حتى يثبت النقيض

بذلك جاء القرآن ، وبذلك شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

إن الطعون التي يكيلها البعض لهؤلاء جهلوا أم علموا إنما هي طعون برسول الله صلى الله عليه وسلم ومحاولة لإنكار الإسلام

فما تطاول امرؤ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جره ذلك التطاول إلى الاعتداء على حرمات الله سبحانه وتعالى ، وإلى إنكار الكثير من أحكام الإسلام ، وإلى انتهاك كثير من الحدود

فاحفظوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه وآل بيته ، أَحبوهم لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ، أَحبوهم لحب الله إياهم ، ابتعدوا عن الخوض في كل ما يؤدي إلى التقليل من شأنهم ، احذروا أولئك الذين ينددون بهم ، وليس لهم من حديث إلا الاعتراض عليهم ، والتنديد بما بدر منهم ، والتقليل من شأنهم

إن هؤلاء يريدون بذلك التشكيك بصحة نقل القرآن العظيم ، التشكيك في سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاحذروهم على دينكم ، وخافوهم على رسالة نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم ، واعلموا أن هؤلاء قوم قد لعنهم الله وأعد لهم عذابا أليما بما انتهكوا من حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما أثاروه من شبه حول رسالته

هذا وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين حمد الشاكرين نستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأزواجه وذرياته ومن تبعه واهتدى بهديه إلى يوم الدين

أيها الإخوة المؤمنون: لقد ابتليت الأمة فيما ابتليت به من أمراض بقوم ينتقدون سلف هذه الأمة ويسبون بعض رجال الصدر الأول من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته ويخوضون في سيرهم وأحوالهم بما لا يرضي الله ورسوله وينسبون إليهم كثيراً من النقائص وينصبون أنفسهم حكاماً على تصرفاتهم ولو عقل هؤلاء لعلموا أن هذه الأمور لا تخدم الإسلام ولا تنفع المسلمين "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون"البقرة:134. فالعاقل من يشغل نفسه بعيوب نفسه ويحفظ لسلف هذه الأمة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته حقوقهم من التوقير والتكريم والحب والتقدير.

فاحذروا هؤلاء على دينكم وأحبوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته فبحب رسول الله أحبوهم ومن أبغضهم فقد أساء إلى رسول الله وعادى أولياء الله وأحباءه

فاتقوا الله عباد الله وأحسنوا الظن بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبوهم بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك واجعلنا من أوليائك وأهل طاعتك

ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم الحشر:10

اللهم كن لإخواننا المستضعفين وانصرهم على عدوك وعدوهم من النصيرية الكافرين والرافضة المنافقين الذين آذوا إخواننا في بلاد الشام وآذوا رسول الله بسب صحابته.

اللهم احفظ ولي أمرنا، ووليَّ عهده ومتعهما بالصحة والعافية واحفظ جنودنا على الثغور.

عباد الله "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون" النحل:90 ، فاذكروا الله يذكرْكم واشكروه على نعمه يزدْكم :" ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون" العنكبوت:45

1435-4-9 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 8 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي