الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
قول المصنف:" وقوله: "وإنِّي أعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أنْ لا أُهْلِكَهُمْ بسَنَةٍ عامَّةٍ، وأَنْ لا أُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن سِوَى أنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، ولَوِ اجْتَمَع عليهم مَن بأَقْطارِها حتَّى يَكونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، ويَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا."
من نعمة الله أن هذه الأمة لن تهلك بسنة عامة، فكل من يدين بالإسلام فإنه لن يهلك، وإن هلك قوم في جهة بسنة فإنه لا يهلك الآخرون، فإذا صار بعضهم يقتل بعضا ويسبي بعضهم بعضا فإنه يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم، وهذا هو الواقع، فالأمة الإسلامية حينما كانت أمة واحدة عونا بالحق ضد الباطل كانت أمة مهيبة، فلما تفرقت وصار بعضهم يهلك بعضا، ويسبي بعضهم بعضا سلط الله عليهم عدوا من سوى أنفسهم، وأعظم من سلط عليهم التتار، فقد سلطوا على المسلمين تسليطا لا نظير له، فيقال إنهم قتلوا في بغداد وحدها أكثر من خمسمائة عالِم في يوم واحد، وقتلوا الخليفة، وجعلوا الكتب الإسلامية جسرا على نهر دجلة يطئُونها بأقدامهم ويفسدونها، وكانوا يأتون إلى الحوامل فيبقرون بطونهن ، ويخرجون أولادهن يتحركون أمامهن فيقتلونهم وهي حية تشاهد ثم تموت
وبالله التوفيق
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1434/3/14 هـ