ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 174 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 8 جمادى الآخرة 1444هـ | عدد الزيارات: 525 القسم: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- تهذيب الشيخ د. مبارك بن ناصر العسكر


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " ابنوا مساجدكم جما، وابنوا مدائنكم مشرفة ".
ضعيف.
أورده هكذا السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن أبي شيبة عن ابن عباس مرفوعا. والذي رأيته في " المصنف " في باب " في زينة المساجد وما جاء فيها " : خلف بن خليفة عن موسى عن رجل عن ابن عباس قال: " أمرنا أن نبني المساجد جما، والمدائن شرفا " وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الرجل الذي لم يسم، وموسى الراوي عنه لم أعرفه.
‌‌2 - " أصدق الرؤيا بالأسحار ".
ضعيف.
أخرجه الترمذي والدارمي وأبو يعلى في " مسنده " وابن حبان وابن عدي في " الكامل " والحاكم والخطيب في " التاريخ " من طريق دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم به، وقال الحاكم: " صحيح الإسناد "! ووافقه المناوي، ثم الغماري، ومن قبلهما الذهبي! مع أنه أورد دراجا هذا في " الضعفاء " وقال: " ضعفه أبو حاتم، وقال أحمد: أحاديثه مناكير "

3- " إني فيما لم يوح إلي كأحدكم ".
موضوع.

أخرجه ابن شاهين في " فضائل العشرة " من " السنة "والإسماعيلي في " المعجم "من طريق أبي يحيى الحماني عن أبي القطوف جراح بن المنهال عن الوضين بن عطاء عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن ابن غنم عن معاذ بن جبل قال: " لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوجهه إلى اليمن، وثم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكلموا، فقال أبو بكر: يا رسول الله! لوأنك أذنت لنا بالكلام ما كان لنا أن نتكلم معك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فذكره، وزاد) : فتكلموا، فتكلم أبو بكر، وأمر بالرفق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ما ترى؟ فقال بخلاف ما قال أبو بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله من فوق سمائه يكره أن يخطأ أبو بكر ". قلت: وهذا إسناد واه بمرة، الجراح هذا، قال البخاري ومسلم: " منكر الحديث ". وقال النسائي والدارقطني: " متروك ". وقال ابن حبان: " كان يكذب في الحديث ويشرب الخمر ". والحديث قال الهيثمي : " رواه الطبراني، وأبو القطوف لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف "

4- " أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى ".
كذب.
أخرجه الخطيب في " التاريخ " من طريق أبي القاسم علي بن الحسن بن علي بن زكريا الشاعر: حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري حدثنا بشر بن دحية حدثنا قزعة بن سويد عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. أورده في ترجمة الشاعر هذا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وكذلك صنع الذهبي، وساق له هذا الحديث، وقال: " خبر كذب، هو المتهم به ". قلت: نعم هو كذب واضح، ولكن المتهم به هو غيره، فقد ذكر الذهبي نفسه في ترجمة عمار بن هارون المستملي أن ابن عدي أخرجه من طريقه: حدثنا قزعة بن سويد به. وعقبه الذهبي بقوله: " قلت: هذا كذب، قال ابن عدي: حدثناه ابن جرير الطبري حدثنا بشر بن دحية حدثنا قزعة بنحوه. قلت: ومن بشر؟! قال ابن عدي: قد حدث به أيضا مسلم بن إبراهيم عن قزعة. وقزعة ليس بشيء ". ففيما ذكرنا ما يوضح أن أبا القاسم الشاعر بريء الذمة من هذا الحديث المكذوب. وأن التهمة منحصرة في بشر بن دحية أوشيخه قزعة

5- " غطوا حرمة عورته، فإن حرمة عورة الصغير كحرمة عورة الكبير، ولا ينظر الله إلى كاشف عورة ".
موضوع.
رواه الحاكم في " المستدرك " عن أحمد بن محمد بن ياسين: حدثنا محمد بن حبيب السماك حدثنا عبد الله بن زياد الثوباني - من ولد ثوبان - عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ليث مولى محمد بن عياض الزهري عن محمد بن عياض قال: " رفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صغري وعلي خرقة، وقد كشفت عن عورتي فقال: … " فذكره "، وسكت عنه! ورده الذهبي في " تلخيصه " بقوله: " قلت: إسناده مظلم، ومتنه منكر "

6- " السلام قبل الكلام، ولا تدعوا أحدا إلى الطعام حتى يسلم ".
موضوع.
أخرجه الترمذي وأبو يعلى في " مسنده " وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الترمذي: " هذا حديث منكر، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمد (يعني: البخاري) يقول: عنبسة بن عبد الرحمن ضعيف في الحديث، ذاهب، ومحمد بن زاذان منكر الحديث "

7- " إذا كتبت فبين (السين) في " بسم الله الرحمن الرحيم " ".
ضعيف.
رواه أبو الغنائم الدجاجي في " حديث ابن شاه " عن الفضل بن سهل ذي الرياستين: سمعت جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي يقول: سمعت أبي يحيى ابن خالد يقول: سمعت أبي خالد بن برمك يقول: سمعت عبد الحميد بن يحيى كاتب بني أمية يقول: سمعت سالم بن هشام يقول: سمعت عبد الملك بن مروان يقول: سمعت زيد بن ثابت يقول مرفوعا. ومن هذا الوجه رواه الكازروني في " المسلسلات " وكذا الخطيب في التاريخ والديلمي وابن عساكر وأورده في ترجمة عبد الحميد هذا، وأما الخطيب فأورده في ترجمة ذي الرياستين ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا. وجعفر بن يحيى بن خالد البرمكي، الوزير بن الوزير، وهما على شهرتهما في الوزارة لهارون الرشيد، فلا يعرفان في الرواية. وبالجملة، فالإسناد ضعيف مظلم. وبيض له المناوي فلم يتكلم عليه بشيء. هذا في " الفيض "، وأما في " التيسير " فجزم بأنه ضعيف.
‌‌8 - " إذا كتب أحدكم كتابا، فليتربه، فإنه أنجح للحاجة، [وفي التراب بركة] ".
ضعيف.
أخرجه الترمذي والعقيلي في " الضعفاء " وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " من طريق حمزة بن أبي حمزة عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال الترمذي: " حديث منكر، لا نعرفه عن أبي الزبير إلا من هذا الوجه، وحمزة - وهو النصيبي - ضعيف الحديث ". قلت: بل هو متروك متهم بالوضع كما في " التقريب "

9- " تربوا صحفكم، أنجح لها، إن التراب مبارك ".
منكر.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة " في الأدب " وعنه ابن ماجه عن يزيد بن هارون عن بقية عن أبي أحمد الدمشقي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا. ورواه ابن عدي وابن عساكر والضياء المقدسي في " المختارة " عن عمار ابن مضر أبي ياسر: حدثنا بقية عن عمر بن أبي عمر عن أبي الزبير به. وهكذا رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " وقال ابن عساكر: قال الدارقطني: " تفرد به بقية عن عمر بن أبي عمر ". وروى ابن عدي عن أحمد ابن أبي يحيى البغدادي قال: " سألت أحمد بن حنبل في السجن عن حديث يزيد بن هارون (قلت: فذكره) فقال هذا منكر، وما رواه بقية عن بحير وصفوان وثقاته يكتب، وما روى عن المجهولين لا يكتب "

10- " إذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ بنفسه ".
ضعيف.
أخرجه الطبراني، وعنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " : حدثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي أخبرنا أبي أخبرنا أبو محمد بشير بن أبان بن بشير بن النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري عن أبيه عن جده قال: " كتب مروان بن الحكم إلى النعمان بن بشير يخطب على ابنه عبد الملك بن مروان أم أبان بنت النعمان، وكان كتابه إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، من مروان بن الحكم إلى النعمان بن بشير سلام عليكم … فلما قرأ النعمان الكتاب كتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، من النعمان بن بشير إلى مروان بن الحكم، بدأت باسمي سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره ".

وهذا إسناد ضعيف، أورده ابن عساكر في ترجمة بشير بن أبان هذا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

والله المستعان

٧ جمادى الآخرة ١٤٤٤ هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 2 =

/500
جديد الدروس الكتابية
 الدرس 328سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ، تهذيب د. مبارك العسكر - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- تهذيب الشيخ د. مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 327سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ، تهذيب د. مبارك العسكر - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- تهذيب الشيخ د. مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 326سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ، تهذيب د. مبارك العسكر - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- تهذيب الشيخ د. مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 325سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ، تهذيب د. مبارك العسكر - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- تهذيب الشيخ د. مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 324سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ، تهذيب د. مبارك العسكر - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- تهذيب الشيخ د. مبارك بن ناصر العسكر
 الدرس 323سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ، تهذيب د. مبارك العسكر - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- تهذيب الشيخ د. مبارك بن ناصر العسكر