الدرست 175 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1 - " بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب ".
ضعيف جدا.
رواه الخطيب في "الجامع" كما في "المنتقى منه" عن علي بن العباس: حدثنا عباد بن يعقوب أخبرنا عمر بن مصعب عن فرات بن أحنف عن أبي جعفر محمد بن علي مرفوعا.

وهذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء والعلل، فإنه مع كونه مرسلا أومعضلا سقط من إسناده الصحابي والتابعي على الأقل، فإن كل من دون أبي جعفر وهو الباقر متكلم فيهم

2- " أبو بكر وعمر خير الأولين وخير الآخرين وخير أهل السماوات وخير أهل الأرض، إلا النبيين والمرسلين ".
موضوع.
أخرجه ابن عدي في " الكامل " والخطيب في " تاريخ بغداد " من طريق جبرون بن واقد: حدثنا مخلد بن حسين عن هشام عن محمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
أورده ابن عدي في ترجمة جبرون هذا، مع حديث آخر له، ثم قال: " ولا أعرف له غير هذين الحديثين، وهما منكران ". وقال الذهبي في " الميزان ": " متهم، فإنه روى بقلة حياء … "

3- " أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة ".
ضعيف.
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم، ولكنه مرسل. وهو بظاهره مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم: "الحسن والحسين سيدا شباب…" وهو مخرج في "الصحيحة"

4- " أبو هريرة وعاء العلم ".
ضعيف.
أخرجه الحاكم عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وسكت عليه هو والذهبي، وكأنه لظهور ضعفه، فإن زيدا هذا وهو ابن الحواري أبو الحواري، أورده الذهبي في " الضعفاء "، وقال: " ليس بالقوي ". وقال الحافظ في " التقريب ": " ضعيف "

5- أتاني جبريل، فأخذ بيدي، فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي، فقال أبو بكر: يا رسول الله! وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه، فقال: أما إنك يا أبا بكر! أول من يدخل الجنة من أمتي ".
ضعيف.
أخرجه أبو داود وابن شاهين في " السنة " والحاكم من طريق أبي خالد الدالاني عن أبي خالد مولى آل جعدة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال: " صحيح على شرط الشيخين "! ووافقه الذهبي! كذا قالا، وذلك من أوهامهما، فإن الدالاني هذا وشيخه لم يخرج لهما الشيخان شيئا، ثم الأول منهما ضعيف، أورده الذهبي في " الضعفاء "

6- " أتاني جبريل، فقال: إن ربي وربك يقول لك: تدري كيف رفعت لك ذكرك؟ قلت: الله أعلم، قال: لا أذكر، إلا ذكرت معي ".
ضعيف.
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" وابن حبان وابن جرير في " تفسيره " وأبو بكر النجاد الفقيه في "الرد على من يقول: القرآن مخلوق" وابن النجار في "ذيل التاريخ" عن أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا .

وهذا إسناد ضعيف، من أجل أبي السمح، واسمه دراج، فإن فيه ضعفا

7- " اتركوا الترك ما تركوكم، فإن أول من يسلب أمتي ما خولهم الله عز وجل بنو قنطورا من كركرا ".
موضوع.
رواه الطبراني والخلال في أصحاب ابن منده عن عثمان بن يحيى القرقساني: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد حدثنا مروان بن سالم الجزري عن الأعمش عن زيد بن وهب وشقيق بن سلمة عن ابن مسعود مرفوعا. ورواه أبو جعفر الطوسي الشيعي في "الأمالي" عن مروان بن سالم قال: حدثنا الأعمش عن أبي وائل وزيد بن وهب عن حذيفة بن اليمان.

وهذا إسناد هالك في الضعف، وفيه ثلاث علل:
الأولى: الجزري.
قال البخاري ومسلم وأبو حاتم: "منكر الحديث" وقال أبو عروبة الحراني: "يضع الحديث".

الثانية: عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، مختلف فيه، وفي "التقريب": "صدوق يخطيء، وكان مرجئا، أفرط ابن حبان فقال: متروك ".

الثالثة: عثمان بن يحيى القرقساني، لم أجد له ترجمة

8-"استاكوا، لا تأتوني قلحا، لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ".
ضعيف.
أخرجه الخطيب في "الجامع" عن يحيى بن عبد الحميد: حدثنا قيس بن الربيع عن عيسى الزراد عن تمام بن معبد عن ابن عباس.

وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن عبد الحميد وهو الحماني، وقيس بن الربيع ضعيفان من قبل حفظهما. وعيسى الزراد وتمام بن معبد لم أجد لهما ترجمة

9- " كان يعجبه أن يفطر على الرطب ما دام الرطب، وعلى التمر إذا لم يكن رطب، ويختم بهن، ويجعلهن وترا ثلاثا أوخمسا أوسبعا ".
ضعيف جدا.
رواه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" ومن طريقه الخطيب في تاريخه : حدثنا أبو بكر محمد بن هارون ابن عيسى الأزدي - حدثني الحكم بن موسى حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن الفزاري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعا.
وهذا سند ضعيف جدا، وعلته الفزاري هذا، واسمه محمد بن عبيد الله العرزمي، وهو متروك

10- " كان يتنور في كل شهر، ويقلم أظفاره في كل خمس عشرة ".
ضعيف.
رواه الخطيب في "السادس" من "الجامع" كما في "المنتقى منه" وعنه ابن عساكر : أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا محمد بن صالح الأنماطي حدثنا العباس ابن عثمان المعلم: حدثني الوليد عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا. قلت: وهلال هذا ترجمه الخطيب في " التاريخ " وقال: " كتبنا عنه، وكان صدوقا ". وإسماعيل الصفار ثقة كما في "الميزان". وكذا محمد بن صالح الأنماطي وكذا العباس بن عثمان المعلم ثقات كلهم، وفي الأخير كلام يسير. والوليد هو ابن مسلم وهو ثقة من رجال الشيخين ولكنه يدلس تدليس التسوية. ولولا ذلك لحكمت على هذا الإسناد بالجودة فإن عبد العزيز بن أبي رواد صدوق ربما وهم، واحتج به مسلم. ونافع أشهر من أن يذكر

والله المستعان