فضل العلم والعلماء

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 16 جمادى الآخرة 1443هـ | عدد الزيارات: 828 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل في كتابه : " الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ" .(الرحمن 1-4)،وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله ، صلى الله وسلم عليه.

أما بعد؛

عباد الله : إنَّ أقصر االطرق إلى الله كتابُه، ، فلنجعل القرآن الكريم بيننا وبين الجنَّة سُلماً، و معالمُ الطَّريق كثيرةٌ ، والعلمُ أصدقُها مَعلِّماً، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا ، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ،).صحيح أبي داود للألباني ، فالعلم دعوة الأنبياء ومرادُهم من الدُّنيا ورغبتُهم. فهذا سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- يقول له ربه: (وَقُل رَبِّ زِدني عِلمًاطه 144 أي اطلبْ من الله الزِّيادة، وأمر الله -تعالى- نبيه موسى -عليه السلام- بالرِّحلة إلى طلب العلم حتى لقي الخضر، ليتعلم منه ، قال – تعالى -: (قالَ لَهُ موسى هَل أَتَّبِعُكَ عَلى أَن تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشدًاالكهف 66 فلم تمنعه نبوَّتُه من الطلب، وهو من أوتي التَوراة، وكم في التوراة من علمٍ غزير، ولم يتكبَّر على معلِّمه، وقد قال الله -تعالى- فيه: (وَكَانَ عِندَ اللَّـهِ وَجِيهًا).الأحزاب 69

عباد الله: قد تعدَّت فضائلُ العلم سكانَ الأرض والسَّماوات، حتى شملت البهائم و السِّباع الضارية، وذوات المخلب الجارحة، فجعل الله صيد السَّبع المعلَّم من المباحات، فكلوا من رزق الله والطيبات، وجعل صيد غير المعلَّم من المحظورات، لا يستوي الخبيث والطيب، ولا النور والظلمات، حيث قال -تعالى-: (وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّـهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ).المائدة 4 وقد افتخر هُدهد سليمان بعلمه، ، وحُقَّ له ذلك ، يقول سبحانه "فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ "(النمل 22) ومرَّ سليمان بواد النَّمل، فقالت نملة: (يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).النمل 18.فمنعت حِمى قومها وأنقذتهم من الهلاك.

عباد الله، إنَّ التفقُّه في الدين والعلم النافع يورث الخشية لله والإحسان إلى عباد الله، فطلب العلم ثوابه عظيمٌ عند الله -تعالى- ونافعٌ لعباد الله في عباداتهم ومعاملاتهم الدقيقة والجليلة، ولا شك أن هذا خير عظيم وفضل جسيم، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ، وأهلَ السمواتِ والأرضِ، حتى النملةَ في جُحْرِها، وحتى الحوتَ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ)،صحيح الترمذي للألباني، فالعلم ميراث الأنبياء، ، فما ورَّث الأنبياءُ درهماً ولا ديناراً، وإنما ورَّثُوا العلم، فأنعِمْ به ميراثا، وتحلَّوا بالعلم، فكانوا أحسن نفعاً وغرساً. والعلم مقرون بالعمل، إن وافقه حلَّ، وإلَّا ارتحل.

هذا وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المتقين.

وبعد؛

عباد الله: مَنْ أراد الله -تعالى- به خيراً في الدِّين جعله من العالِمين، وبعلمه وارثاً للأنبياء والمرسلين .إن هذا العلم عبادةٌ وطاعةٌ، ومن أحسن ما تقرَّب به العبد إلى ربِّه ، فالعالم يموت ولا يموت علمه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له). صحيح مسلم، من طلب العلم أخذ بحظٍ وافرٍ، فإنَّه نعم الزَّاد للمسافر، ومجالس العلم هي رياض الجنَّة،قال صلى الله عليه وسلم :"إذا مررتُم برياضِ الجنَّةِ فارتعوا قالوا وما رياضُ الجنَّةِ قال حِلَقُ الذِّكرِ " صحيح الترمذي للألباني.

هذا، وصلوا على خليل الله محمد اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وسلم، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة : أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، اللهمَّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، ، اللهمَّ إنَّا نعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر. اللهمَّ آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليها ومولاها، اللهمَّ إنَّا نعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يستجاب لها.اللهم وفق ولي أمرنا وولي عهده لما تحب وترضى ، ووفقهما لكل خير .

عباد الله، " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (النحل90).
1443/5/16 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

1 + 2 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي