الدرس 135 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- "يا عمر! أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا، أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن اتباعه، اذهب به يا عمر! وأعطه حقه، وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته ".
منكر
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " قال: حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي: حدثنا أبي : وحدثنا أحمد بن علي الأبار: حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عن عبد الله بن سلام قال: فذكره.

قال الحاكم: " صحيح الإسناد "! ورده الذهبي بقوله: " قلت: ما أنكره وأركه!". وعلته حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، فإنه ليس بالمعروف ولذلك بيض له الذهبي في " الكاشف "

2- "إذا زلزلت " تعدل نصف القرآن، و" قل يا أيها الكافرون " تعدل ربع القرآن، و" قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن ".
منكر
أخرجه الترمذي والحاكم من طريق يمان بن المغيرة العنزي: حدثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

ضعفه الترمذي بقوله: " حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة ". وهو ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب". بل قال فيه البخاري: "منكر الحديث". وهذا منه في منتهى التضعيف له. وقال النسائي: " ليس بثقة "

3- " أنزل القرآن بالتفخيم كهيئة الطير: "عذرا أونذرا "، و" الصدفين " و" ألا له الخلق والأمر " وأشباه هذا في القرآن ".
منكر
أخرجه الحاكم من طريق بكار بن عبد الله: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف: حدثني أبو الزناد عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره وقال: " صحيح الإسناد "! ورده الذهبي بقوله: " قلت: لا والله، العوفي مجمع على ضعفه، وبكار ليس بعمدة، والحديث واه منكر "

4- " أعربوا القرآن ".
ضعيف
أخرجه أبو علي الصواف في " الفوائد " وأبو علي الهروي في " الأول من الثاني من الفوائد " عن ليث عن طلحة بن مصرف عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف، ليث هو ابن أبي سليم وهو ضعيف

5- " أعربوا القرآن، والتمسوا غرائبه، وغرائبه فرائضه وحدوده ".
ضعيف جدا
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " وأبو يعلى في " مسنده " وأبو عبيد في " فضائل القرآن " والحاكم والخطيب في " التاريخ " وأبو بكر الأنباري في " الوقف والابتداء " وأبو الفضل الرازي في " معاني أنزل القرآن على.. " والسلفي في " معجم السفر " عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا وقال الحاكم " صحيح الإسناد على مذهب جماعة من أئمتنا "! ورده الذهبي بقوله: " قلت: بل أجمع على ضعفه ". وآفته عبد الله هذا، فإنه شديد الضعف

6- " أعربوا القرآن، واتبعوا غرائبه، وغرائبه فرائضه، وحدوده، فإن القرآن نزل على خمسة أوجه، حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فاعملوا بالحلال، واجتنبوا الحرام واتبعوا المحكم، وآمنوا بالمتشابه، واعتبروا بالأمثال ".
ضعيف جدا
رواه ابن جبرون المعدل في " الفوائد العوالي " والثقفي في " الثقفيات " عن معارك بن عباد: حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري: حدثني أبي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.
ومن هذا الوجه رواه الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في جزء له بخطه وسكت عليه، وهو ضعيف جدا كما تقدم في الذي قبله، لكنه الراوي عنه هنا معارك بضم الميم - ضعيف أيضا كما قال الدارقطني، وقال البخاري: " منكر الحديث "

7- " أعربوا الكلام، كي تعربوا القرآن ".
منكر
أخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث": حدثنا نعيم بن حماد عن بقية بن الوليد عن الوليد بن محمد بن زيد قال: سمعت أبا جعفر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعن نعيم أخرجه أبو بكر الأنباري في "الوقف والابتداء" .
وهذا إسناد مرسل أومعضل مظلم، لم أعرف منه إلا نعيم بن حماد وبقية بن الوليد وهما ضعيفان، وهذا مدلس وقد عنعنه، والوليد بن محمد الظاهر أنه من شيوخ بقية المجهولين

8- "إن لكل شيء سناما، وسنام القرآن سورة البقرة، فيها آية سيدة آي القرآن، لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه: آية الكرسي ".
ضعيف
أخرجه الترمذ وابن نصر في " قيام الليل " والحاكم وعبد الرزاق في " المصنف " والحميدي في " مسنده " وابن عدي في " الكامل " من طريق حكيم بن جبير عن أبي صالح عن أبي هريرة به. وضعفه الترمذي بقوله " لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم وضعفه "

9- " إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن، سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخله الشيطان ثلاث ليال، ومن قرأها في بيته نهارا لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام ".
ضعيف
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" وابن حبان من طريق أبي يعلى وهذا في "مسنده" وأبو نعيم في " أخبار أصبهان "عن خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أورده العقيلي في ترجمة خالد هذا، وقال: " لا يتابع على حديثه ". وأما ابن حبان فأورده في " الثقات " على قاعدته في توثيق المجهولين. وهو خالد بن سعيد بن أبي مريم التيمي كما في " اللسان " وقد جهله ابن القطان ، وقال ابن المديني: " لا نعرفه ". ولم نجد للحديث شاهدا نقويه به إلا طرفه الأول منه، وهو مخرج في " السلسلة الأخرى " كما ذكرت آنفا في الحديث الذي قبله.
‌‌10 - " لكل شيء عروس، وعروس القرآن [الرحمن] ".
منكر
أورده السيوطي من رواية البيهقي في "شعب الإيمان"، وكذا في "المشكاة " وقد كشف عن علته المناوي فقال في "الفيض": "وفيه أحمد بن الحسن (دبيس) عده الذهبي في "الضعفاء والمتروكين"، وقال الدارقطني: ليس بثقة "

والله المستعان

1443/6/13 هـ