الدرس 136 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1 - "من قرأ "قل هو الله أحد" عشرين مرة بنى الله له قصرا في الجنة ".
منكر
أخرجه حميد بن زنجويه في "كتاب الترغيب" له من طريق حسين بن أبي زينب عن أبيه عن خالد بن زيد رفعه.

ذكره الحافظ في ترجمة خالد هذا من "الإصابة" وحكى أنه غير أبي أيوب الأنصاري ، ولم يتكلم على إسناده بشيء، وكذلك صنع المناوي في " فيض القدير "، وكأن ذلك لجهالته، فإن الحسين هذا - وفي " الفيض ": الحسن - وأباه لم أجد من ذكرهما.

2- "سيليكم أمراء يفسدون، وما يصلح الله بهم أكثر، فمن عمل منهم بطاعة الله فلهم الأجر، وعليكم الشكر، ومن عمل منهم بمعصية الله فعليهم الوزر، وعليكم الصبر".
ضعيف جدا
رواه الداني في "الفتن" وابن عدي عن حكيم بن خذام: حدثنا عبد الملك بن عمير عن الربيع بن عميلة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا، وقال ابن عدي: " حكيم بن خذام قال البخاري: منكر الحديث ". وقال أبو حاتم: "متروك الحديث "

3- "سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله، فلا تعتلوا بربكم ".
ضعيف بهذا اللفظ
أخرجه الحاكم وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" من طريق مسلم بن خالد - وفي "الزوائد ": يحيى بن مسلم وأظنه تحريفا - عن ابن خثيم عن إسماعيل ابن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن عبادة بن الصامت قال: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
قلت: ومسلم بن خالد فيه ضعف من قبل حفظه

4- " ما من امرىء يقرأ القرآن، ثم ينساه إلا لقي الله عز وجل يوم القيامة وهو أجذم "

ضعيف. أخرجه أبو داود من طريق ابن إدريس عن يزيد ابن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا إسناد ضعيف، وفيه ثلاث علل:
أولا: يزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي مولاهم أبو عبد الرحمن كما قال المنذري وهو ضعيف، تغير في كبره فصار يتلقن كما في " التقريب ".
ثانيا: عيسى بن فائد - بالفاء - قال ابن المديني: "مجهول، لم يروعنه غير يزيد بن أبي زياد".
ثالثا: الانقطاع. قال ابن عبد البر: " هذا إسناد رديء، وعيسى بن فائد لم يسمع من سعد بن عبادة ولا أدركه ". ويؤيد ما قال، أن شعبة رواه عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى عن رجل عن سعد ابن عبادة به.
‌‌5 -"من علم أن الله ربه، وأني نبيه صادقا من قلبه - وأومأ بيده إلى خلدة صدره - حرم الله لحمه على النار".
ضعيف
أخرجه البزار وابن خزيمة في "التوحيد" وأبو نعيم في الحلية من طريق أيوب بن سليمان بن سيار الحارثي صاحب الكرى قال: حدثنا عمر بن محمد بن عمر بن معدان الحارسي عن معدان القصير عن عبد الله بن أبي القلوص عن مطرف عن عمران بن حصين قال: ألا أحدثكم بحديث ما حدثت به أحدا منذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ : فذكره.

قال البزار: "ليس له إلا هذا الطريق، وابن أبي القلوص بصري، وعمر بن محمد بصري لا بأس به ".

وهذا إسناد ضعيف عبد الله بن أبي القلوص ومن دونه - غير القصير - غير مشهورين

6- "من قرأ القرآن يتأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم. قراء القرآن ثلاثة: رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعته فاستجر به الملوك، واستمال به الناس ورجل قرأ القرآن فأقام حروفه، وضيع حدوده، كثر هؤلاء من قراء القرآن لا كثرهم الله. ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه، فأسهر به ليله، وأظمأ به نهاره، فأقاموا به في مساجدهم، بهؤلاء يدفع الله بهم البلاء، ويزيل الأعداء، وينزل غيث السماء، فوالله لهؤلاء من قرء القرآن أعز من الكبريت الأحمر ".
موضوع
أخرجه ابن حبان في "الضعفاء والمتروكين" من طريق أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دكين: حدثنا علي بن قادم عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بردة عن أبيه مرفوعا.

قال ابن حبان: " لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحمد هذا يروي عن علي بن قادم المناكير الكثيرة، وعن غيره من الثقات الأشياء المقلوبة "

7- "ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر ".
موضوع
رواه الترمذي والدولابي في "الكنى" والحاكم وكذا العقيلي في "الضعفاء" ومن طريقه ابن الجوزي في "الواهيات" وابن عدي في "الكامل" وابن عساكر في "تاريخ دمشق" من طريق عبد الله بن داود التمار قال: حدثنا عبد الرحمن بن أخي محمد بن المنكدر عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال عمر لأبي بكر: يا خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال أبو بكر أما إنك إن قلت ذاك، فلقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بذاك". وعلته التمار أوشيخه عبد الرحمن

8- "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولوبعد حين ".
ضعيف
أخرجه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان وأحمد من طريق سعد أبي مجاهد عن أبي مدلة عن أبي هريرة.

قال الترمذي: "حديث حسن، وأبو مدلة هو مولى أم المؤمنين عائشة، وإنما نعرفه بهذا الحديث ". وإذا كان كذلك فالقواعد تقتضي أنه رجل مجهول، وذلك ما صرح به بعض الأئمة، فقال ابن المديني " لا يعرف اسمه، مجهول، لم يروعنه غير أبي مجاهد ". فمثله لا يحسن حديثه، ولا سيما أنه مخالف لحديث آخر عن أبي هريرة خرجته في " الصحيحة "

9- " القبلة حسنة، والحسنة عشرة ".
موضوع
أخرجه ابن عدي في "الكامل" وأبو نعيم في "الحلية" من طريق إسماعيل بن يحيى: حدثنا مسعر عن عطية عن ابن عمر قال: " جاء أبو سعيد الخدري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ابنه فقبله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال ابن عدي: " هذا حديث باطل بهذا الإسناد ". وقال أبو نعيم: "غريب، تفرد به إسماعيل". وهو ابن يحيى التيمي كذاب مجمع على تركه

10- "التسويف شعاع الشيطان يلقيه في قلوب المؤمنين".
موضوع
أخرجه ابن عدي والديلمي في "مسند الفردوس" من طريق إسماعيل بن يحيى: حدثنا مسعر عن حميد بن سعد عن أبي سلمة عن أبيه رفعه، وقال " إسماعيل يحدث عن الثقات بالبواطيل ".
وفيه علتان أخريان:
إحداهما: الانقطاع بين أبي سلمة وأبيه عبد الرحمن ابن عوف فإنه لم يسمع منه.
والأخرى: حميد بن سعد لم أعرفه، وبه أعله المناوي.

1443/6/20هـ