الدرس 134 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " أشعرت يا بلال! أن الصائم تسبح عظامه، وتستغفر له الملائكة ما أكل عنده ".
موضوع
أخرجه ابن ماجه والبيهقي في " شعب الإيمان " ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " من طريق أبي عتبة عن بقية: حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن سليمان بن بريدة [عن أبيه] قال: " دخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [الغداء يا بلال! قال: إني صائم يا رسول الله] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نأكل رزقنا، وفضل رزق بلال في الجنة، أشعرت … ".
وهذا إسناد ضعيف جدا؛ محمد بن عبد الرحمن هو القشيري، قال ابن عدي: " منكر الحديث ". ذكره الذهبي وقال: " وفيه جهالة، وهو متهم ليس بثقة، وقد قال فيه أبو الفتح الأزدي: كذاب متروك الحديث "

2- " إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا، وربما قال: حتى يقضوا أكلهم ".
ضعيف
أخرجه الترمذي والنسائي في " السنن الكبرى" والدارمي وابن خزيمة في " صحيحه " وابن ماجه من طريق ابن أبي شيبة وهذا في " المصنف " وابن المبارك في " الزهد " (وفي الجزء الثاني من " حديثه " وأحمد وابن سعد في "الطبقات" والبغوي في "حديث علي بن الجعد " وأبو يعلى في "مسنده" وعنه ابن حبان والطبراني في "المعجم الكبير" وأبو نعيم في "الحلية" والبيهقي كلهم من طريق حبيب بن زيد الأنصاري قال: سمعت مولاة لنا يقال لها: ليلى، تحدث عن جدته أم عمار بنت كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فدعت له بطعام، فقال لها: "كلي"، فقالت: إني صائمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وأقره المناوي في "شرحيه": "الفيض" و"التيسير"، وكأنه لم يرجع إلى إسناده، فإن ليلى هذه لا تعرف، فقد أوردها الذهبي في فصل "النسوة المجهولات" وقال: "تفرد عنها حبيب بن زيد "

3- " من فطر صائما من كسب حلال، صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها، وصافحه جبريل، ومن يصافحه جبريل يرق قلبه، وتكثر دموعه. قال رجل: يا رسول الله! فإن لم يكن ذاك عنده؟ قال: قبضة من طعام. قال: أرأيت من لم يكن ذاك عنده؟ قال: ففلقة خبز. قال: أفرأيت إن لم يكن ذاك عنده؟ قال: فمذقة من لبن. قال : أفرأيت من لم يكن ذاك عنده؟ قال: فشربة من ماء ".
ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " عن حكيم بن خذام العبدي: نا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف جدا، وله علتان:
الأولى: علي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف لسوء حفظه.
والأخرى: حكيم هذا قال أبو حاتم: " متروك الحديث ".
وقال البخاري: " منكر الحديث "

4- " فضل القرآن على سائر الكلام، كفضل الرحمن على سائر خلقه ".
ضعيف
أخرجه أبو يعلى في " معجم شيوخه " وابن عدي في " الكامل " والبيهقي في " الأسماء والصفات " من طريق عمر الأبح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة - زاد البيهقي: عن الأشعث الأعمى - عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة مرفوعا به. وقال البيهقي: " تفرد به عمر الأبح وليس بالقوي ". بل هو ضعيف جدا كما يفيده قول البخاري فيه:" منكر الحديث "

5- "يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضلا كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ".
ضعيف
أخرجه الترمذي واللفظ له، والدارمي وابن نصر في "قيام الليل" والعقيلي في "الضعفاء" والبيهقي في "الأسماء والصفات" من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال الترمذي: " حديث حسن غريب ". بل هو ضعيف، فإن عطية وهو العوفي ضعيف. ومحمد بن الحسن ابن أبي يزيد متهم، وبه أعله العقيلي فقال: " وقال أحمد: ضعيف الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال في موضع آخر: يكذب "

6- " من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال ".
شاذ
أخرجه الترمذي : حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد ابن جعفر: حدثنا شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم به. حدثنا محمد بن بشار: حدثنا معاذ بن هشام: حدثني أبي عن قتادة بهذا الإسناد نحوه. قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح ". الحديث صحيح بغير هذا اللفظ، وأما هذا، فشاذ أخطأ فيه شعبة أومن دونه ، وقد أخطأ شعبة في موضع آخر منه، فالأول قوله: "ثلاث" والصواب: "عشر"

7- " ثلاثة تحت العرش يوم القيامة: القرآن يحاج العباد، له ظهر وبطن، والأمانة، والرحم تنادي: ألا من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله ".
ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " وحميد بن زنجويه في " كتاب الأدب " كما في " هداية الإنسان " والسياق له، ومن طريقه البغوي في " شرح السنة " عن مسلم ابن إبراهيم: حدثنا كثير بن عبد الله اليشكري: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن عوف القرشي عن أبيه مرفوعا أورده العقيلي في ترجمة اليشكري هذا وقال: " ولا يصح إسناده، والرواية في الرحم والأمانة من غير هذا الوجه بأسانيد جياد بألفاظ مختلفة، وأما القرآن، فليس بالمحفوظ ".

8- هل تدرون ما يقول ربكم عز وجل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قالها ثلاثا: قال: قال عز وجل: وعزتي لا يصليها عبد لوقتها إلا أدخلته الجنة، ومن صلى لغير وقتها إن شئت رحمته، وإن شئت عذبته " منكر. أخرجه البيهقي في " الأسماء والصفات " من طريق يزيد بن قتيبة الجرشي : حدثنا الفضل بن الأغر الكلابي عن أبيه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه يوما فقال لهم: " فذكره.
وهذا إسناد ضعيف مظلم، الفضل بن الأغر وأبوه لم أجد من ترجمهما. ويزيد بن قتيبة الجرشي، أورده ابن أبي حاتم وقال: "روى عن الفضل الأغر الكلابي، روى عنه مسلم بن إبراهيم" ولم يزد. ووقع عنده (الحرشي) بالحاء المهملة. والله أعلم.
9- " يوم يكشف عن ساق "، قال: عن نزر عظيم يخرون له سجدا ".
منكر
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" والبيهقي في "الأسماء والصفات" عن روح بن جناح عن مولى عمر بن عبد العزيز عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق.. ".
وهذا سند واه جدا، مولى عمر بن عبد العزيز مجهول، وروح بن جناح قال الحافظ: " ضعيف اتهمه ابن حبان "

10- " إذا سأل أحدكم ربه مسألة فتعرف الاستجابة فليقل: الحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات، ومن أبطأ عنه من ذلك شيء فليقل: الحمد لله على كل حال ".
ضعيف
أخرجه البيهقي في " الأسماء والصفات " من طريق عمرو بن محصن بن علي الفهري (الأصل: النهري) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وهذا سند ضعيف، محصن هذا مجهول الحال، كما قال ابن القطان. وقال الحافظ:" مستور من السادسة ". وهذا يعني أنه لم يسمع من أبي هريرة، فهو منقطع، وقد أشار ابن حبان إلى مثل هذا حين قال في " ثقات التابعين ": " يروي المراسيل "

والله المستعان .

1443/6/6هـ