الدرس 133تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1-" لأن يتصدق الرجل في حياته بدرهم خير له من أن يتصدق بمائة عند موته ".
ضعيف
رواه أبو داود وابن حبان والمخلص في "الفوائد المنتقاة" والضياء في "المختارة" عن ابن أبي فديك: أنبأ ابن أبي ذئب عن شرحبيل عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
وهذا إسناد ضعيف رجاله كلهم ثقات غير شرحبيل وهو ابن سعد أبو سعد المدني، وهو ضعيف، يكاد يكون من المجمع على ضعفه، وقد اتهمه بعضهم، وقال الحافظ في "التقريب": " صدوق اختلط بآخره ".

2- - " مثل الذي يعتق عند الموت كمثل الذي يهدي إذا شبع ".
ضعيف
أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي والدارمي وابن حبان وأحمد وعبد بن حميد في " المنتخب من المسند " وابن الأعرابي في " المعجم " عن أبي إسحاق عن أبي حبيبة الطائي قال: " أوصى إلي أخي بطائفة من ماله، فلقيت أبا الدرداء، فقلت: إن أخي أوصى إلي بطائفة من ماله، فإن ترى لي وضعه في الفقراء أوالمساكين أوالمجاهدين في سبيل الله، فقال: أما أنا فلوكنت لم أعدل بالمجاهدين، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: … "، فذكره والسياق للترمذي وقال: " حديث حسن صحيح ". كذا قال. وأبو حبيبة هذا في عداد المجهولين، فإنه لا يعرف له راوغير أبي إسحاق

3- " يعظم أهل النار في النار، حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام، وإن غلظ جلده سبعون ذراعا، وإن ضرسه مثل أحد ".
ضعيف
أخرجه أحمد : حدثنا وكيع: حدثني أبو يحيى الطويل عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا سند ضعيف، أبو يحيى القتات، مشهور بكنيته، وقد اختلف في اسمه، وهو لين الحديث. ومثله أبو يحيى الطويل واسمه عمران بن زيد التغلبي لين أيضا، كما في " التقريب "

4- " أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، واضربوا الهام، تورثوا الجنان ".
ضعيف
أخرجه الترمذي من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجمحي عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به وقال: "حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن زياد عن أبي هريرة". كذا قال! والجمحي هذا، لم يوثقه أحد، بل قال البخاري: "مجهول"

5- " إن الجنة لتزخرف لرمضان من رأس الحول إلى الحول، فإذا كان أول ليلة من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة عن الحور العين، فقلن يا رب اجعل لنا من عبادك أزواجا تقر بهم أعيننا، وتقر أعينهم بنا ".
منكر
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" وتمام في "الفوائد" وابن عساكر في " فضل رمضان "من طريق الوليد بن الوليد: حدثنا ابن ثوبان عن عمرو بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره وقال الطبراني: "لم يروه عن ابن ثوبان إلا الوليد". وهو القلانسي واه. قال الذهبي في "الميزان"

6- " نعم السحور التمر، ونعم الإدام الخل، ورحم الله المتسحرين ".
ضعيف
رواه أبو عوانة في " صحيحه " : حدثني أبو محمد بن العباس القطان الدمشقي قال: حدثنا خالد بن يزيد العمري عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا.
ومن هذا الوجه أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " في ترجمة القطان هذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وهذا إسناد واه جدا، العمري هذا قال الذهبي: " كذبه أبو حاتم ويحيى، قال ابن حبان يروي الموضوعات عن الأثبات "

7- " من صام يوما لم يخرقه كتبت له عشر حسنات ".
ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " عن عبد الرحمن بن عبد الوهاب الصيرفي: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن أبي جناب الكلبي عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب مرفوعا وقال: " لم يروه عن طلحة إلا أبو جناب، ولا عنه إلا إسحاق الأزرق، تفرد به عبد الرحمن بن عبد الوهاب ". ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في " الحلية " وقال: " غريب من حديث طلحة، تفرد به إسحاق الأزرق ". والراوي عنه عبد الرحمن بن عبد الوهاب الصيرفي يبدو أنه العمي وهو بصري ، ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولكنه قال: " روى عنه أبو زرعة وموسى بن إسحاق الأنصاري ". وأبو زرعة لا يروي إلا عن ثقة، ومن فوقه ثقات أيضا غير أبي جناب الكلبي واسمه يحيى ابن أبي حية وهو ضعيف مدلس، فهو علة الحديث.

8- " قل: اللهم غارت النجوم، وهدأت العيون، وأنت حي قيوم، يا حي يا قيوم! أنم عيني، وأهدىء ليلي ".
ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " الكبير " من طريق عمرو بن الحصين العقيلي: حدثنا محمد بن عبد الله بن علاثة: حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: سمعت عبد الملك بن مروان يحدث عن أبيه عن زيد بن ثابت قال: أصابني أرق من الليل، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (فذكره) فقلتها فذهب عني وهذا إسناد ضعيف جدا؛ عمرو بن الحصين متروك متهم، وابن علاثة فيه ضعف

9- " لكل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصوم ".
ضعيف
روي من حديث أبي هريرة وسهل بن سعد.
1 - أما حديث أبي هريرة، فأخرجه وكيع في " الزهد " : حدثنا موسى بن عبيدة عن جمهان عنه موقوفا. ورواه ابن أبي شيبة في " المصنف "

2 - أما حديث سهل، فيرويه حماد بن الوليد عن سفيان الثوري عن أبي حازم عنه مرفوعا.
أخرجه ابن مخلد في " المنتقى من أحاديثه " وابن عدي في " الكامل " والطبراني في " المعجم الكبير" وابن الجوزي في " الأحاديث الواهية "، وقال ابن عدي: " لا أعلم يرويه عن الثوري غير حماد، ولحماد أحاديث غرائب وأفرادات عن الثقات، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه "

10- "من صام يوما ابتغاء وجه الله تعالى، بعده الله عز وجل من جهنم كبعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرما ".
ضعيف
أخرجه أحمد : حدثنا عبد الله بن يزيد: حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن لهيعة أبي عبد الله عن رجل قد سماه: حدثني سلمة بن قيس عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وهذا سند ضعيف، رجاله ثقات، غير شيخ لهيعة الذي لم يسم. ولهيعة هو والد عبد الله بن لهيعة لم يوثقه غير ابن حبان وقال الأزدي: " حديثه ليس بالقائم ". وقال ابن القطان: " مجهول الحال "

والله المستعان.

1443/6/6هـ