ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 132 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 29 جمادى الأولى 1443هـ | عدد الزيارات: 355 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله ".
ضعيف
أخرجه أحمد والبزار عن إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال البزار: " شهر لم يسمع من معاذ ".
وهذا إسناد ضعيف، شهر ضعيف لسوء حفظه، ثم إنه منقطع بين شهر ومعاذ، كما أفاده البزار. وإسماعيل بن عياش ثقة، ولكنه ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها.

2- "جاءني جبريل فقال: يا محمد! إذا توضأت فانتضح".
منكر
أخرجه الترمذي وابن ماجه والعقيلي في " الضعفاء " من طريق الحسن بن علي الهاشمي عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة: " أن جبريل عليه السلام علم النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء فقال.. " فذكره.
قال الترمذي: " هذا حديث غريب. وسمعت محمدا (يعني: البخاري) يقول: الحسن بن علي الهاشمي منكر الحديث ". وهو متفق على تضعيفه. وقال العقيلي: " لا يتابع عليه.

3- " الرفث: الإعرابة والتعريض للنساء بالجماع، والفسوق: المعاصي كلها، والجدال: جدال الرجل صاحبه ".
ضعيف
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" : حدثنا يحيى ابن عثمان بن صالح: حدثنا سوار بن محمد بن قريش العنبري البصري: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا روح بن القاسم عن ابن طاووس عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل: " فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج" قال: فذكره. وبهذا الإسناد أخرجه العقيلي في الضعفاء في ترجمة سوار هذا ونسبه العنبري وقال: "ولا يتابع على رفع حديثه، بصري كان بمصر". ثم ساقه من طريق إسماعيل بن علية قال: حدثنا روح ابن القاسم موقوفا وقال: " هذا أولى ". وقال الذهبي في ترجمة سوار هذا: " محله الصدق، رفع حديثا فأخطأ ". يعني هذا الحديث، فقد ساقه الحافظ العسقلاني بعد كلمة الذهبي هذه، من طريق العقيلي، ونقل عنه ما حكيناه عنه آنفا. وأورده الضياء في " المختارة " من طريق الطبراني به. ثم رواه من طريق سهل بن عثمان: حدثنا يزيد بن زريع به موقوفا. وهذا يؤكد خطأ سوار في رفعه لهذا الحديث. ثم رواه من طريق سفيان بن عيينة عن ابن طاووس به موقوفا، وقال: " أرى أن الموقوف أولى من المرفوع، وروى البخاري نحوهذا تعليقا ".
‌‌4 - " ليس منا من خصى، أواختصى، ولكن صم ووفر شعر جسدك ".
موضوع
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" عن معلى الجعفي عن ليث عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس قال: " شكى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم العزوبة؛ فقال: ألا أختصي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا، ليس منا.. ".

وهذا إسناد موضوع آفته المعلى هذا وهو ابن هلال الحضرمي ويقال: الجعفي الطحان الكوفي، وهو كذاب وضاع، شهد بذلك كبار الأئمة.

5-" من سبح الله مائة بالغداة، ومائة بالعشي، كان كمن حج مائة مرة، ومن حمد الله مائة بالغداة، ومائة بالعشي، كان كمن حمل على مائة فرس في سبيل الله، أوقال: غزا مائة غزوة، ومن هلل الله مائة بالغداة ومائة بالعشي لم يأت في ذلك اليوم أحد بأكثر مما أتى، إلا من قال مثلما قال، أوزاد على مثل ما قال ".
ضعيف
أخرجه الترمذي من طريق أبي سفيان الحميري - هو سعيد بن يحيى الواسطي - عن الضحاك بن حمرة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره وقال: " حديث حسن غريب ". بل هو ضعيف الإسناد منكر المتن في نقدي، فإن ابن حمرة بضم الحاء وفتح الراء ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب " ولذلك تعقب الذهبي الترمذي بقوله: " وحسنه فلم يصنع شيئا ".
‌‌6 - "يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبل، فيغفرها لهم، ويضعها على اليهود والنصارى ".
منكر بهذا اللفظ تفرد به حرمي بن عمارة: حدثنا شداد أبو طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن أبيه (يعني أبا موس الأشعري) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره وزاد آخره: " فيما أحسب أنا. قال أبو روح: لا أدري ممن الشك ". أخرجه مسلم من هذا الوجه، وأخرجه من طريق طلحة بن يحيى وعون بن عتبة وسعيد بن أبي بردة نحوه دون قوله: " ويضعها.. " وكذلك أخرجه أحمد عن عون وسعيد، وعن بريد وهو ابن عبد الله بن أبي بردة، و عن عمارة ومحمد بن المنكدر، وعن معاوية بن إسحاق، و عن طلحة بن يحيى أيضا، كلهم قالوا: عن أبي بردة به نحوه دون قوله : " ويضعها.. " ومن ألفاظهم عند مسلم: " إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أونصرانيا فيقول: هذا فكاكك من النار ". هكذا رواه الجماعة عن أبي بردة دون تلك الزيادة، فهي عندي شاذة بل منكرة.

7- " أتاني جبريل عليه السلام لثلاث بقين من ذي القعدة فقال: دخلت العمرة إلى الحج إلى يوم القيامة، فعند ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[ لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ] ".
ضعيف جدا
رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " : حدثنا أحمد (يعني ابن عبد الله بن سيف) : حدثنا يونس بن عبد الأعلى: حدثنا علي بن معبد: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عمرو بن عبيد عن أبي جمرة عن ابن عباس مرفوعا. وأخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " من طريق عبيد وهو المعتزلي قال ابن حبان: " كان يكذب في الحديث وهما لا تعمدا ". وفي " التقريب ": " اتهمه جماعة، مع أنه كان عابدا ". ويبدو أن المناوي لم يقف على علة الحديث، ولذلك لم يزد على قوله: " رمز المؤلف لحسنه "! ثم قلده في ذلك فقال في " التيسير ": " وهو حسن "! ومن أجل ذلك خرجته، ولما فيه من التأريخ. وأما الشطر الثاني من الحديث فصحيح ثابت من حديث جابر الطويل في "مسلم" وغيره، ومن حديث ابن عباس، وهما مخرجان في " الإرواء "

8- " من صلى ركعتين لا يراه إلا الله عز وجل والملائكة كانت له براءة من النار "

موضوع.
رواه ابن عساكر عن محمد بن مروان عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله مرفوعا.
وهذا موضوع، محمد بن مروان وهو السدي الصغير، قال الذهبي: " تركوه، واتهمه بعضهم بالكذب … ". وقال الحافظ: " متهم بالكذب "

9- " إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريث لتكون لمن بعدكم ".
ضعيف
أخرجه أبو داود والحاكم والضياء المقدسي في " المختارة " من طريقين عن يحيى بن يعلى المحاربي: حدثنا أبي: حدثنا غيلان عن جعفر بن إياس عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: " والذين يكنزون الذهب والفضة.. " قال: كبر ذلك على المسلمين، فقال عمر رضي الله عنه: أنا أفرج عنكم، فانطلق، فقال: يا نبي الله! إنه كبر على أصحابك هذه الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، فكبر عمر، ثم قال له: " ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته ". وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين "! ووافقه الذهبي! وأقره ابن كثير وقال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء ": "سنده صحيح". كذا قالوا، وفيه نظر عندي، أما كونه " على شرط الشيخين " فهو من الأوهام الظاهرة، لأن غيلان - وهو ابن جامع - ليس من رجال البخاري، وإنما روى له مسلم وحده. وأما كونه صحيحا، فهو ما يبدو لأول وهلة، ولكني قد وجدت له علة، وهي الانقطاع، فأخرجه الحاكم من طريق إبراهيم بن إسحاق الزهري: حدثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي: حدثنا أبي: حدثنا غيلان بن جامع عن عثمان بن القطان الخزاعي عن جعفر بن إياس به. وقال: " صحيح الإسناد ". وتعقبه الذهبي فقال: " قلت: عثمان لا أعرفه، والخبر عجيب "

10- " إن الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم هو فيها من السماء، فجزأها ثمانية أجزاء، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك منها ".
ضعيف
أخرجه أبو داود والطحاوي في " شرح معاني الآثار " والبيهقي والحارث بن أبي أسامة في " مسنده " كلهم من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم أنه سمع زياد بن نعيم الحضرمي أنه سمع زياد بن الحارث الصدائي يقول: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومي، فقلت: يا رسول الله! أعطني من صدقاتهم، ففعل، وكتب لي بذلك كتابا، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله! أعطني من الصدقات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه يعقوب الفسوي في "التاريخ" والطبراني في "المعجم الكبير" مطولا وفيه عندهما قصة.
وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الرحمن هذا، فقد ضعفوه كما قال الذهبي في " الضعفاء ": " مشهور جليل، ضعفه ابن معين والنسائي، وقال الدارقطني: " ليس بالقوي "، ووهاه أحمد "

والله المستعان.

1443/5/29هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 8 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 116 الجزء الثالث حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 115 الجزء الثالث ‌‌حكم ما يسمى بعلم تحضير الأرواح  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 114 الجزء الثالث ‌‌إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 113 الجزء الثالث : تابع الدروس المهمة لعامة الأمة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر