الدرس 119 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 17 ربيع الثاني 1443هـ | عدد الزيارات: 383 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " إن في جهنم واديا يقال له: هبهب، حقا على الله أن يسكنه كل جبار عنيد ".
ضعيف
رواه العقيلي في " الضعفاء " وابن لال في " حديثه " وابن عدي في " الكامل " والحاكم وابن عساكر وكذا أبو يعلى والطبراني من طريق الأزهر بن سنان عن محمد بن واسع عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه مرفوعا. وقال الحاكم ووافقه الذهبي: " تفرد به أزهر بن سنان "!

وهو ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب"، ولذلك لم يصححه الحاكم ولا الذهبي، بل أورده في الميزان

2-" صحة يا أم يوسف! قاله لما شربت بوله ".
ضعيف
قال في " المواهب اللدنية " : " وعن ابن جريج قال: أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره، فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة يقال لها : بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: أين البول الذي كان في القدح؟ قالت: شربته، قال: صحة يا أم يوسف! فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه.

رواه عبد الرزاق في " مصنفه ". ورواه أبو داود متصلا عن ابن جريجلا عن حكيمة عن أمها أميمة بنت رقيقة ". وإنما روى أبو داود منه أوله دون قوله: فجاء إلخ. وسنده موصول حسن، ولذلك أوردته في " صحيح سنن أبي داود ".

3-" خرج من عندي خليلي جبريل آنفا فقال: يا محمد! والذي بعثك بالحق إن لله عبدا من عبيده عبد الله خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا، والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية وأخرج الله تعالى له عينا عذبة بعرض الإصبح تبض بماء عذب فتستنقع في أسفل الجبل، وشجرة رمان تخرج له كل ليلة رمانة فتغذيه يومه فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته، فسأل ربه عز وجل عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلا حتى يبعثه الله وهو ساجد، قال: ففعل، فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجد له في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول له الرب: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول: بل بعملي، فيقول الرب: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول: بل بعملي، فيقول الرب: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي: فيقول: يا رب بل بعملي، فيقول الرب: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي، فيقول: رب بل بعملي، فيقول الله عز وجل للملائكة: قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله، فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه، فيقول: أدخلوا عبدي النار، قال: فيجر إلى النار فينادي: رب برحمتك أدخلني الجنة، فيقول: ردوه ، فيوقف بين يديه فيقول: يا عبدي من خلقك ولم تك شيئا؟ فيقول: أنت يا رب، فيقول: كان ذلك من قِبلك أوبرحمتي؟ فيقول: بل برحمتك، فيقول: من قواك لعبادة خمسمائة عام؟ فيقول: أنت يا رب، فيقول: من أنزلك في جبل وسط اللجة وأخرج
لك الماء العذب من الماء المالح، وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تخرج مرة في السنة، وسألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك؟ فيقول: أنت يا رب، فقال الله عز وجل: فذلك برحمتي، وبرحمتي أدخلك الجنة، أدخلوا عبدي الجنة فنعم العبد كنت يا عبدي، فيدخله الله الجنة. قال جبريل عليه السلام: إنما الأشياء برحمة الله تعالى يا محمد ".
ضعيف
أخرجه الخرائطي في " فضيلة الشكر " والعقيلي في " الضعفاء " وتمام في " الفوائد " وابن قدامة في " الفوائد " وكذا الحاكم من طريق سليمان بن هرم عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره.

قال الحاكم: " صحيح الإسناد ". كذا قال! وتبعه ابن القيم في " شفاء العليل " ، وهو منه عجيب فإن سليمان هذا مجهول

4-" من حج عن ميت فللذي حج عنه مثل أجره، ومن فطر صائما فله مثل أجره، ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله ".
ضعيف
أخرجه الخطيب من طريق أبي حجية علي بن بهرام العطار: حدثنا عبد الملك بن أبي كريمة عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا .
وهذا سند ضعيف، وله علتان:
الأولى: جهالة أبي حجية هذا فقد ترجمه الخطيب ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
والأخرى: عنعنة ابن جريج فإنه مدلس. والفقرة الثانية والثالثة قد جاءتا من طرق ثابتة، وإنما أوردته من أجل الفقرة الأولى، فإنها غريبة منكرة.

5-" ارفع إلى السماء، وسل الله السعة ".
ضعيف
رواه الطبراني : حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي: حدثنا يعقوب بن حميد: حدثنا عبد الله بن عبد الله الأموي: حدثني اليسع بن المغيرة عن أبيه عن خالد بن الوليد: أنه شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الضيق في مسكنه، فقال: فذكره

ثم رواه بهذا السند عن ابن حميد: حدثنا عبد الله بن الحارث عن الربيع بن سعيد عن اليسع بن المغيرة عن خالد بن الوليد مثله.
وهذا إسناد ضعيف من الوجهين فإن مدارهما على اليسع بن المغيرة وهو لين الحديث كما في التقريب

6-" من طلب قضاء المسلمين حتى يناله، ثم غلب عدله جوره، فله الجنة، ومن غلب
جوره عدله فله النار ".
ضعيف
أخرجه أبو داود وعنه البيهقي من طريق موسى بن نجدة عن جده يزيد بن عبد الرحمن وهو أبو كثير قال: حدثني أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، موسى بن نجدة، قال الذهبي: " لا يعرف ". وقال الحافظ: " مجهول ".

7- " خالقوا الناس بأخلاقهم، وخالفوهم بأعمالهم ".
ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " : حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع: حدثنا يزيد بن ربيعة عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي عثمان عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كيف أنتم إذا كنتم في قوم قد درست عهو دهم، ومرجت أماناتهم، وصاروا حثالة هكذا - وشبك بين أصابعه - قالوا: كيف نصنع يا رسول الله؟ قال: صبرا صبرا خالقوا … ". وقال: " هذا يروى بغير هذا الإسناد، وخلاف هذا اللفظ من طريق صالح ".
ذكره في ترجمة يزيد بن ربيعة الرحبي هذا، وروى عن البخاري أنه قال: " عنده مناكير ".
وفي ترجمته أيضا أورد الحديث الذهبي في " الميزان " وقال: " وقال أبو داود وغيره: ضعيف، وقال النسائي: "متروك ".

8-" الخلافة بالمدينة والملك بالشام ".
ضعيف
رواه البخاري في "التاريخ" والحاكم والبيهقي في "الدلائل" عن هشيم عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا. وقال الحاكم: " صحيح ". وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: سليمان وأبوه مجهولان ". وقال في "الميزان": " سليمان لا يكاد يعرف ".

9- " جزى الله عز وجل العنكبوت عنا خيرا، فإنها نسجت علي وعليك يا أبا بكر في الغار، حتى لم يرنا المشركون ولم يصلوا إلينا "

منكر.
رواه الديلمي في " مسند الفردوس ": حدثنا والدي وقال: أنا أحبها منذ سمعت شيخي أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغي والمطهر بن محمد بن جعفر البيع بأصبهان قالا: إنا نحبها منذ سمعنا من أبي سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان...

أما أنا فلا أحبها ولا أبغضها لعدم ثبوت الحديث المذكور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو منكر إن لم يكن موضوعا، وإن سكت عليه السيوطي في " الجامع الكبير " ، لأن عبد الله بن موسى السلامي ترجمه الخطيب وقال: " في رواياته غرائب ومناكير وعجائب ".

10- " حب قريش إيمان، وبغضهم كفر، وحب العرب إيمان، وبغضهم كفر، ومن أحب العرب فقد أحبني، ومن أبغض العرب فقد أبغضني ".
ضعيف جدا
رواه العقيلي في " الضعفاء " والطبراني في " الأوسط " عن معقل بن مالك قال: حدثنا الهيثم بن جماز قال: حدثنا ثابت عن أنس مرفوعا.

قال الطبراني:"لم يروه عن ثابت إلا الهيثم". وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ، قال ابن معين: ضعيف. وقال النسائي في " الضعفاء والمتروكين " :" متروك الحديث "

والله المستعان

17 - 4 - 1443هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 8 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 122 ‌‌مكانة المرأة في الإسلام - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 121 الجزء الثالث عوامل النصر  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر