الدرس 118تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 12 ربيع الثاني 1443هـ | عدد الزيارات: 416 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- "حبُّ عليٍّ يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب"

باطل، رواه ابن عساكر وكذا الخطيب عن أحمد بن شبويه حدثنا محمد بن سلمة الواسطي حدثنا يزيد ابن هارون حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً

وقال الخطيب : "رجال إسناده الذين بعد محمد بن سلمة كلهم معروفون ثقات ، والحديث باطل مركب على هذا الإسناد " .

وفي ترجمة أحمد هذا من (اللسان) بعد أن ذكر كلام الخطيب : ومحمد بن سلمة ستأتي ترجمته وأنه ضعيف ، والراوي عنه أحمد بن شبويه هذا مجهول ، فالآفة من أحدهما .

2- " جريرٌ منَّا أهل البيت ظهراً لبطنٍ . قالها ثلاثاً "

منكر، رواه الطبراني عن سليمان بن إبراهيم بن جرير عن أبان بن عبد الله البجلي عن أبي بكر بن حفص قال : قال علي بن أبي طالب : فذكره مرفوعاً

ومن هذا الوجه رواه ابن عدي وقال : " وأبان هذا عزيز الحديث ، ولم أجد له حديثاً منكر المتن فأذكره ، وأرجو أنه لا بأس به ".

وقال الذهبي : " حسن الحديث وثَّقه ابن معين ، ومما أنكر عليه هذا الحديث ".

والراوي عنه سليمان بن إبراهيم بن جرير ، قال الحافظ في اللسان : " لا يعرف حاله ، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم شيئاً " ، فلعله هو علة هذا الحديث .

3- " حسانُ حجازٌ بين المؤمنين والمنافقين ، لا يحبُّهُ منافقٌ ، ولا يبغضُهُ مؤمنٌ "

ضعيف ، رواه ابن عساكر عن محمد بن عمر الواقدي : حدثني سعيد بن أبي زيد الأنصاري قال : وحدثني من سمع أبا عبيدة بن عبد الله بن زمعة الأسدي يخبر أنه سمع حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع عائشة تقول : فذكره مرفوعاً

والواقدي كذاب ، لكن رواه العقيلي في الضعفاء وابن عساكر من طريق آخر عن أبي ثمامة عن عمر بن إسماعيل عن هشام بن عروة عن أبيه عنها نحوه .

وعمر هذا ، قال الذهبي : " لا يُدْرى من هو أصلاً " ، ثم ذكر له هذا الحديث ، وقال العقيلي : " الحديث غير محفوظ ، ولا يُعرف إلا من هذا الوجه ، وكلاهما هو والراوي عنه مجهول " .

4- " صحبْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سَفَراً ، فما رأيته ترك ركعتين إذا زاغت الشمس قبل الظهر "

ضعيف ، أخرجه أبو داود والترمذي والبيهقي من طريق صفوان بن سليم عن أبي بُسْرَة الغفاري عن البراء بن عازب قال : فذكره

وقال الترمذي : " حديث غريب ، وسألت محمداً عنه ، فلم يعرف اسم أبي بسرة الغفاري ، ورآه حسناً " .

ولعل محمداً (وهو البخاري) يعني الحسن بمعناه اللغوي لا الاصطلاحي ، فإنه بالاعتبار الثاني ضعيف غريب كما قال الترمذي رحمه الله تعالى ، وعلته أبو بسرة هذا ، قال الذهبي في الميزان : " لا يعرف ، تفرد عنه صفوان بن سليم " .

5-"أيما رجلٍ طلَّق امرأته ثلاثاً عند الأقراء ، أو ثلاثاً مبهمة ، لم تحلَّ له حتى تنكح زوجاً غيره "

ضعيف ، أخرجه البيهقي والطبراني من طريق محمد ابن حميد الرازي أنبأنا سلمة بن الفضل عن عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال:

" كانت عائشة الخثعمية عند الحسن بن علي رضي الله عنه ، فلما قتل علي رضي الله عنه قالت : لتهنأك الخلافة ، قال : بقتل علي تظهرين الشماتة ، اذهبي فأنتِ طالق ، يعني ثلاثاً ، قال : فتلفعت بثيابها وقعدت حتى قضت عدتها ، فبعث إليها ببقية بقيت لها من صداقها، وعشرة آلاف صدقة ، فلما جاءها الرسول قالت : متاع قليل من حبيب مفارق، فلما بلغه قولها بكى ثم قال: لولا أني سمعت جدي، أو حدثني أبي أنه سمع جدي يقول :(فذكره) لراجعتها.

وهذا إسناد ضعيف جداً ، وله علتان :

الأولى : سلمة بن الفضل وهو الأبرش القاضي ، قال الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " .

والأخرى : محمد بن حميد الرازي ، قال الحافظ : " حافظ ضعيف ، وكان ابن معين حسن الرأي فيه " .

بل هو ضعيف جداً ، كما يتبين لمن راجع أقوال أئمة الجرح فيه ، ولهذا قال الذهبي في الضعفاء : " قال أبو زرعة : كذاب ، وقال صالح : ما رأيت أحذق بالكذب منه ومن الشاذكوني " .

6- " إن أباكم لم يتقِ الله تعالى ، فيجعل له من أمره مخرجاً ، بانتْ منه بثلاثٍ على غير السنّة ، وتسعمائة وسبع وتسعون إثمٌ في عنقه "

ضعيف جداً، أخرجه ابن عدي والطبراني من طريق عُبيد الله بن الوليد الوصّافي عن داود بن إبراهيم عن عبادة بن الصامت قال :

" طلَّق بعض آبائي امرأته ألفاً ، فانطلق بنوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله إن أبانا طلق أمنا ألفاً ، فهل له من مخرج ؟ قال .. " فذكره .

وفي رواية للطبراني عن عبادة أيضاً قال :

" طلق جدي امرأة له ألف تطليقة ، فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألته ؟ فقال : أما اتقى اللهَ جدُك ؟ أمَّا ثلاثة فله ، وأما تسعمائة وسبعة وتسعون فعدوان وظلم ، إن شاء عذَّبه وإن شاء غفر له " .

قال الهيثمي : " رواه كله الطبراني ، وفيه عبيد الله ابن الوليد الوصّافي العجلي وهو ضعيف " ، وقال الذهبي في الضعفاء : " ضعَّفوه " .

والأقرب قول ابن عدي فيه : " الوصافي ضعيف جداً ، يتبين ضعفه على حديثه " ، وقال النسائي والفلاس : " متروك " .

وهذا الحديث يرويه الوصّافي عن داود بن إبراهيم ، وهو مجهول ، قال الذهبي وتبعه العسقلاني : " لا يُعرف ، وقال الأزدي : لا يصح حديثه " .

7- " صنعتُ هذا ( يعني الجمع بين الصلاتين ) لكي لا تُحرجَ أمتي "

ضعيف ، رواه الطبراني عن عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن عبد الرحمن بن ثروان عن زاذان عن عبد الله بن مسعود قال :

" جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الأولى والعصر ، وبين المغرب والعشاء ، فقيل له في ذلك فقال : فذكره " .

وقال الطبراني : " لم يروه عن الأعمش إلا عبد الله " .

وهو ضعيف عند الجمهور مثل ابن معين وأبي داود والنسائي والدارقطني وغيرهم ، ولذلك قال الذهبي في الضعفاء : " ضعفوه " ، وقال الحافظ في التقريب : " صدوق رُمي بالرفض ، وكان أيضاً يخطىء " .

8- " الغلاء والرخص جندان من جنود الله ، اسم أحدهما : الرغبة ، والآخر الرهبة ، فإذا أراد الله أن يغليه قذف في قلوب التجار الرغبة فحبسوا ما في أيديهم ، وإذا أراد الله أن يرخصه قذف في قلوب التجار الرهبة فأخرجوا ما في أيديهم "

موضوع ، رواه العقيلي في الضعفاء حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال : حدثنا العباس بن بكّار الضبي قال : حدثنا عبد الله بن المثنى قال : حدثني ثمامة بن عبد الله عن أنس مرفوعاً

وقال : " هذا حديث باطل لا أصل له " .

ذكره في ترجمة الضبي هذا وقال فيه : " الغالب على حديثه الوهم والمناكير " .

وقال الدارقطني : " كذاب " ، والراوي عنه الغلابي كذاب أيضاً ، فأحدهما اختلق هذا الحديث .

9- "يا أيها الناس لا يغترَّنَّ أحدُكُم بالله، فإن الله لو كان غافلاً شيئاً لأغفل البعوضة، والخردلة، والذَّرَّة "

ضعيف جداً ، أخرجه ابن أبي حاتم قال : ذكر عن أبي عمر الحوضي حفص بن عمر : حدثنا أبو أمية بن يعلى الثقفي : حدثنا سعيد بن أبي سعيد : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره مرفوعاً

وهذا إسناد ضعيف جداً ، وله علتان :

الأولى : أبو أمية هذا ، واسمه إسماعيل ، قال الذهبي في الضعفاء : " بصري متروك " .

والأخرى : الانقطاع بين ابن أبي حاتم والحوضي .

10- " غُرة العرب كنانة ، وأركانها تميم ، وخطباؤها أسدٌ ، وفرسانها قيسٌ ، ولله تبارك وتعالى من أهل السماوات فرسانٌ ، وفرسانهُ في الأرض قيسٌ "

باطل ، رواه ابن عساكر عن المستهل بن داود التميمي أنبأنا عبد السلام بن مكلبة عن عثمان بن عقال عن ابن أبي مليكة عن أبي ذر الغفاري مرفوعاً

وهذا إسناد مظلم لحديث باطل ، أورده ابن عساكر في ترجمة المستهل هذا ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، والراويان فوقه لم أجد من ذكرهما ، ولعل الأول منهم هو آفة الحديث فإنه تميمي .

والله المستعان

12 - 4 - 1443هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 9 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر