ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 117 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 12 ربيع الثاني 1443هـ | عدد الزيارات: 384 القسم: تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها

1- " جلوس المؤذن بين الأذان والإقامة في المغرب سُنَّة "

ضعيف ، رواه تمامُ من طريق أبي جعفر محمدِ بنِ عليّ بن الخضر البزَّاز حدثنا إسحاق بنُ عبد الله أبو يعقوب البوقي من كتابه حدثنا هُشَيم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً.

وهذا سند ضعيف ، وفيه علتان :

الأولى : تدليس هُشَيم ، فقد كان مدلساً كثير التدليس .

الثانية : البوقي هذا ، أورده الذهبي في الضعفاء وقال : " روى عن مالك وهُشَيم ، قال ابن منده : له مناكير "

2- "خير نساء أمتي أصبحُهنَّ وجهاً ، وأقلُّهنَّ مهوراً"

موضوع. رواه ابن عدي وعنه ابن عساكر عن حسين بن المبارك الطبراني حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً.

وقال ابن عدي: "هذا الحديث منكر المتن ، وإن كان عن إسماعيل بنِ عياش لأن إسماعيلَ يخلط في حديث الحجاز والعراق ، وهو ثبتٌ في حديث الشام ، والبلاء في هذا الحديث من الحسين ابن المبارك هذا لا من إسماعيل بن عياش ، والحسين أحاديثه مناكير".

3- " جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، إنَّ أوَّلَ أمره أنه كان غلاماً من الروم أُعطي ملكاً فسار حتى أتى ساحل أرضِ مصر ، فابتنى مدينةً يقال لها : الإسكندرية " الحديث بطوله .

ضعيف جداً ، أخرجه ابن عساكر عن عبد الله بن عمر ابن حفص بن عاصم عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعيد بن مسعود عن رجلين من كندة من قوم قالا:

استطلنا يومنا فانطلقنا إلى عقبة بن عامر الجهني ، فوجدناه في ظل داره جالساً فقلنا له : إنا استطلنا يومنا فجئنا نتحدث عندك ، فقال : وأنا استطلت يومي فخرجت إلى هذا الموضع ، قال : ثم أقبل علينا وقال :

كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجت ذات يوم فإذا أنا برجال من أهل الكتاب بالباب معهم مصاحف ، فقالوا : مَن يستأذن لنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : ما لي ولهم يسألونني عما لا أدري ؟ إنما أنا عبد لا أعلم إلا ما علمني ربي عز وجل ، ثم قال : أبغني وَضوءاً ، فأتيته بوضوء فتوضأ ثم خرج إلى المسجد فصلى ركعتين ، ثم انصرف فقال لي وأنا أرى السرور والبشر في وجهه ، فقال : أَدْخِل القوم علي ومن كان من أصحابي فأَدْخِله أيضاً ، قال : فأذنت لهم فدخلوا فقال لهم : إن شئتم أحدثكم عما جئتم تسألونني عنه من قبل أن تكلموا ، وإن شئتم فتكلموا قبل أن أقول ، قالوا : بل أخبرنا ، قال : فذكره

وهذا إسناد ضعيف مظلم، عبد الله بن عمر ، وعبد الرحمن بن زياد ضعيفان ، وسعيد بن مسعود لم أعرفه .

4- " خيرُ خلِّكُم خَلُّ خمركُمْ "

منكر ، أخرجه البيهقي من حديث المغيرة بن زياد عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً

وقال : " المغيرة ليس بالقوي " .

وفيه علة أخرى وهي عنعنة أبي الزبير ، فإنه كان مدلساً .

5- " الجفاء والبغي بالشام "

موضوع ، رواه ابن عدي وعنه ابن الجوزي في العلل عن الفضل بن المختار عن أبان عن أنس مرفوعاً

وقال : " أبان بن أبي عياش بيِّن الأمر في الضعف ، وأرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب إلا أنه يشتبه عليه ويغلط ، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " .

وهو متروك وقد كذَّبه شعبة ، والفضل بن المختار قال الذهبي : " غير ثقة " .

6- " حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً ، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزيَّنوا للعرض الأكبر ( يومئذٍ تُعْرَضون لا تخفى منكم خافية ) "

موقوف ، علَّقه ابن الجوزي في تاريخ عمر بن الخطاب عن ثابت بن حجاج قال : قال عمر : فذكره

وقد وصله أبو نعيم في حلية الأولياء من طريق جعفر بن برقان عن ثابت بن حجاج ، وإسناده جيد إن كان ثابت سمعه من عمر ، فإن صورته صورة المعلق المنقطع ، وقد ذكر له الحافظ في التهذيب رواية عن بعض الصحابة ليس منهم عمر ، بل إن البخاري وابن أبي حاتم لم يذكرا له رواية إلا عن بعض التابعين ، ولذلك أورده ابن حبان في أتباع التابعين من كتابه الثقات وقال : " روى عن جماعة من التابعين " .

7- " كان يأكل بكفِّه كلها "

موضوع ، أخرجه العقيلي في الضعفاء وابن الجوزي في الموضوعات من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن أخي ابن شهاب عن امرأته أم الحجاج بنت محمد بن مسلم قالت :

كان أبي يأكل بكفه فقلت: لو أكلت بثلاث أصابع ، قال : فذكره

أورده العقيلي في ترجمة ابن أخي الزهري واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم ، وقد ضعفه بعضهم ، وقال العقيلي عقبه : " لم يتابع عليه " .

والراجح فيه أنه صدوق صالح كما قال الذهبي ، واحتج به الشيخان ، وإنما علة الحديث عندي امرأته أم الحجاج فإني لم أعرفها ، فالحديث إلى الجهالة التي فيه مرسل أو معضل.

8- " الجمعة واجبة على خمسين رجلاً ، وليس على من دون الخمسين جمعة "

موضوع ، رواه الطبراني وابن عدي والدارقطني عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً

وقال : " وجعفر هذا أحاديثه عامتها مما لا يتابع عليه ، والضعف على حديثه بيِّن " ، وقال الدارقطني : " وجعفر متروك " ، وقال الهيثمي : " فيه جعفر بن الزبير صاحب القاسم وهو ضعيف جداً " .

9- " الجمعة واجبة على كل قرية فيها إمام ، وإن لم يكونوا إلا أربعة ، حتى ذكر صلى الله عليه وسلم ثلاثة "

موضوع ، رواه ابن عدي عن معاوية بن سعيد التجيبي عن الحكم بن عبد الله بن سعيد عن الزهري عن أم عبد الله الدوسية مرفوعاً

وقال : " الحَكَم أحاديثه كلها موضوعة ، وما هو منها معروف المتن فهو باطل بهذا الإسناد ، وما أمليت له عن القاسم بن محمد والزهري وغيرهما كلها مما لا يتابعه الثقات عليه " .

10- " أخوكَ البكريّ ولا تأمنْهُ "

ضعيف ، أخرجه البخاري في التاريخ وأبو داود وأحمد وابن سعد من طريق ابن إسحاق عن عيسى بن معمر عن عبد الله ابن عمرو بن الفغواء الخزاعي عن أبيه قال: " دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان يقسمه في قريش بمكة بعد الفتح ، فقال : التمس صاحباً ، قال : فجاءني عمرو بن أمية الضمري ، فقال : بلغني أنك تريد الخروج ، وتلتمس صاحباً ، قال : فقلت : أجل ، قال : فأنا لك صاحب ، قال : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : قد وجدتُ صاحباً ، قال : فقال : مَنْ ؟ قلت : عمرو بن أمية الضمري ، قال : إذا هبطت بلاد قومه فاحذره ، فإنه قد قال القائل : أخوك البكريّ ولا تأمنه ، فخرجنا حتى إذا كنت بالأبواء قال: إني أريد حاجة إلى قومي بــوَدّان، فتلبث لي، قلت: راشداً ، فلما ولَّى ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم ، فشددت على بعيري حتى خرجت أوضِعُه ، حتى إذا كنت بـالأصافر إذا هو يعارضني في رهط ، قال : وأوضَعْتُ فسبقته ، فلما رآني قد فُتُّه انصرفوا ، وجاءني فقال : كانت لي إلى قومي حاجة ، قال: قلت: أجل، ومضينا حتى قدمنا مكة ، فدفعت المال إلى أبي سفيان " .

وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :

الأولى : الجهالة ، قال الذهبي في الميزان : " عبد الله ابن عمرو بن الفغواء لا يعرف " .

والأخرى : عنعنة ابن إسحاق ، فإنه مدلس معروف .

والله المستعان

12 - 4 - 1443هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 3 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 118 الجزء الثالث ‌‌هل الرسول أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه ؟ - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 116 الجزء الثالث حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 115 الجزء الثالث ‌‌حكم ما يسمى بعلم تحضير الأرواح  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 114 الجزء الثالث ‌‌إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 113 الجزء الثالث : تابع الدروس المهمة لعامة الأمة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر