الدرس 109 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1-" من عمل بالمقاييس فقد هلك وأهلك، ومن أفتى الناس بغير علم، وهو لا يعلم الناسخ والمنسوخ، والمحكم من المتشابه، فقد هلك وأهلك ".
باطل.
رواه الكليني الشيعي في " أصول الكافي" ، قال: علي ابن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود ابن فرقد عمن حدثه عن ابن شبرمة قال: ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمد عليه السلام إلا كاد أن يتصدع قلبي، قال: حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن شبرمة: وأقسم بالله ما كذب أبو هـ على جده، ولا جده على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قال المعلق عليه عبد الحسين المظفر الشيعي: "ضعيف إسناده". يعني من أجل شيخ داود بن فرقد، فإنه لم يسم. وليس هذا فقط، فإن كل من دونه مجاهيل لا يعرفون لا عندنا ولا عندهم.

2- " من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد، ومن أنكر نزول عيسى ابن مريم فقد كفر، ومن أنكر خروج الدجال فقد كفر، ومن لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر، فإن جبريل عليه السلام أخبرني بأن الله تعالى يقول: من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فليتخذ ربا غيري ".
باطل.
رواه أبو بكر الكلاباذي : حدثنا محمد بن الحسن بن علي حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد: حدثنا إسماعيل ابن أبي إدريس: حدثنا مالك بن أنس: حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا.
وهذا حديث باطل، المتهم به شيخ الكلاباذي محمد ابن الحسن، أوشيخه الحسين بن محمد بن أحمد، فقد جاء في " الميزان ": محمد بن الحسن بن علي بن راشد الأنصاري، عن وراق الحميدي، فذكر حديثا موضوعا في الدعاء عند الملتزم، وأقره الحافظ في " اللسان ".

3- " إذا حدثتم عني حديثا يوافق الحق فخذوا به، حدثت به أولم أحدث به ".
موضوع.
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " والهروي في " ذم الكلام " وابن حزم في " الأحكام " من طريق أشعث ابن براز عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة مرفوعا، وقال العقيلي: ليس بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم إسناد يصح، وللأشعث هذا غير حديث منكر.

4- " لا أعرفن ما يحدث أحدكم عني الحديث، وهو متكيء على أريكته فيقول: أقرأ قرآنا! ما قيل من قول حسن فأنا قلته ".
ضعيف جدا.
أخرجه ابن ماجه : حدثنا علي بن المنذر: حدثنا محمد ابن الفضيل: حدثنا المقبري عن جده عن أبي هريرة مرفوعا.
وهذا إسناد واه جدا، رجاله كلهم ثقات غير المقبري، وهو عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، قال البخاري: تركوه، وكذا قال الذهبي في " الضعفاء ".

5- " إذا حدثتم عني بحديث تعرفونه ولا تنكرونه، قلته أولم أقله فصدقوا به، فإني أقول ما يعرف ولا ينكر، وإذا حدثتم بحديث تنكرونه ولا تعرفونه، فكذبوا به، فإني لا أقول ما ينكر، ولا يعرف ".
ضعيف.
أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " والدارقطني في " سننه " والخطيب في " تاريخ بغداد " والهروي في " ذم الكلام " وكذا أحمد كما في " المنتخب " لابن قدامة، وليس هو في " المسند " كلهم عن يحيى بن آدم: حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا .
قال الهروي: "لا أعرف علة هذا الحديث، فإن رواته كلهم ثقات، والإسناد متصل". وقد عرف علته وكشف عنها الإمام البخاري رحمه الله تعالى، "... وقال يحيى: عن أبي هريرة وهو وهم ليس فيه أبو هريرة، يعني أن الصواب في الحديث الإرسال، فهو علة الحديث"..

6- لا أعرفن أحدا منكم أتاه عني حديث وهو متكيء في أريكته فيقول: اتلوا به علي قرآنا! ما جاءكم عني من خير قلته أولم أقله فأنا أقوله، وما أتاكم من شر فإني لا أقول الشر ".
ضعيف.
أخرجه أحمد والبزار عن أبي معشر عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعا.
وهذا سند ضعيف من أجل أبي معشر، واسمه نجيح ابن عبد الرحمن السندي، قال الحافظ في " التقريب ": ضعيف، أسن واختلط.

7- " إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث، فاعرضوا حديثهم على القرآن، فما وافق القرآن فخذوا به، وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به ".
ضعيف.
أخرجه الدارقطني والهروي في " ذم الكلام " عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب مرفوعا.

أعله الدارقطني فقال:" هذا وهم، والصواب عن عاصم عن زيد، عن علي بن الحسين مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم". وأبو بكر بن عياش وإن كان من رجال البخاري ففي حفظه ضعف، ولهذا قال الحافظ في " التقريب ": ثقة عابد، إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح.

8-" سيفشوعني أحاديث، فما أتاكم من حديثي فاقرأوا كتاب الله، واعتبروه، فما وافق كتاب الله فأنا قلته، وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله ".
ضعيف.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير ": حدثنا علي بن سعيد الرازي: أخبرنا الزبير بن محمد بن الزبير الرهاوي: أخبرنا قتادة بن الفضيل عن أبي حاضر عن الوضين بن سالم عن عبد الله عن عبد الله بن عمر مرفوعا به.
وهذا سند ضعيف وفيه علل:
الأولى: الوضين بن عطاء فإنه سيىء الحفظ.
الثانية: قتادة بن الفضيل، قال الحافظ في " التقريب ": مقبول، يعني عند المتابعة.
الثالثة: أبو حاضر هذا أورده الذهبي في " الميزان " ثم الحافظ في " اللسان " في " باب الكنى " ولم يسمياه.

9-"ستبلغكم عني أحاديث، فاعرضوها على القرآن، فما وافق القرآن فالزموه، وما خالف القرآن فارفضوه".
ضعيف جدا.
أخرجه الهروي في " ذم الكلام " عن صالح المري: حدثنا الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا سند ضعيف مرسل، الحسن هو البصري. وصالح المري هو ابن بشير وهو ضعيف جدا، أورده الذهبي في " الضعفاء ": قال النسائي وغيره: متروك.

10- " ما حدثتم عني مما تعرفونه فخذوه، وما حدثتم عني مما تنكرونه، فلا تأخذوا به، فإني لا أقول المنكر، ولست من أهله ".
ضعيف جدا.
أخرجه الخطيب في " الكفاية " عن سليم أبي مسلم المكي وهو ابن مسلم عن يونس بن يزيد عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا سند ضعيف جدا، آفته سليم المكي وهو الخشاب، قال ابن معين: جهني خبيث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال أحمد: لا يساوي حديثه شيئا.

والله المستعان

6 - 3 - 1443هـ