الدرس 95 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديثُ لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " كان يستاك عرضا، ويشرب مصا، ويقول: هو أهنأ وأمرأ وأبرأ ".
ضعيف.
رواه ابن حبان في "المجروحين" والطبراني في "المعجم الكبير" وابن شاهين في "الخامس من الأفراد "والبيهقي في "سننه" وابن عساكر عن اليمان ابن عدي حدثنا ثبيت بن كثير الضبي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن بهز مرفوعا، وقال ابن شاهين: "حديث غريب الإسناد، حسن المتن، وبهز لا أعرف له نسبا ولا أعرف له غير هذا الحديث ".

2 - " كان يستاك عرضا، ولا يستاك طولا ".
ضعيف جدا.
رواه أبو نعيم في " كتاب السواك " من حديث عائشة مرفوعا.
قال الحافظ : "وفي إسناده عبد الله بن حكيم وهو متروك ". وقال ابن حبان : " كان يضع الحديث على الثقات، ويروي عن مالك والثوري ومسعر ما ليس من أحاديثهم ".

3- " كان يرفع يده إذا افتتح الصلاة ثم لا يعود ".
باطل موضوع.
رواه البيهقي في "الخلافيات" من حديث محمد بن غالب حدثنا أحمد بن محمد البرتي حدثنا عبد الله بن عون الخراز : حدثنا مالك عن الزهري عن سالم عن ابن عمر مرفوعا.

قال مخرجه البيهقي وشيخه الحاكم : " هذا باطل موضوع لا يجوز أن يذكر إلى على سبيل التعجب والقدح فيه، وقد روينا بالأسانيد الزاهرة عن مالك خلاف هذا ".

4- " نهى أن يبول الرجل وفرجه باد إلى الشمس والقمر ".
باطل.
رواه الحكيم الترمذي في "كتاب المناهي" عن عباد ابن كثير عن عثمان الأعرج عن الحسن: حدثني سبعة رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم: أبوهريرة، وجابر، وعبد الله بن عمرو وعمران بن حصين ومعقل بن يسار وعبد الله بن عمر وأنس بن مالك يزيد بعضهم على بعض في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى....

ذكر الحافظ ابن حجر في كتابه " التلخيص " قطعة من أوله، هذا بعضه وقال: " وهو حديث باطل لا أصل له، بل هو من اختلاق عباد ".

5- " كان يصلي بعد العصر، وينهى عنها، ويواصل وينهى عن الوصال ".
منكر.
رواه أبو داود من طريق ابن إسحاق عن محمد بن عمرو عن عطاء عن ذكوان مولى عائشة أنها حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان.... الحديث.

وهذا سند ضعيف رجاله ثقات كلهم، لكن ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه، وقد صح ما يعارض حديثه هذا.

6- " قدم علي مال فشغلني عن الركعتين كنت أركعهم بعد الظهر، فصليتهما الآن، فقلت: يا رسول الله أفنقضيهما إذا فاتتا؟ قال: لا ".

منكر.
رواه أحمد الطحاوي وابن حبان في " صحيحه " عن يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن الأزرق ابن قيس عن ذكوان عن أم سلمة قالت: " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر، ثم دخل بيتي فصلى ركعتين، فقلت: يا رسول الله صليت صلاة لم تكن تصليهما، فقال: فذكره.
وهذا سند ظاهره الصحة، ولكنه معلول، فقال ابن حزم في " المحلى " : " حديث منكر، لأنه ليس هو في كتب حماد بن سلمة، وأيضا فإنه منقطع لم يسمعه ذكوان من أم سلمة، .

7- " استقبلوا بمقعدتي القبلة ".
منكر.
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " وابن ماجه والطحاوي والدارقطني والطيالسي وأحمد وابن عساكر من طريق موسى ووكيع وبهز ويحيى بن إسحاق وأسد بن موسى خمستهم عن حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن خالد بن أبي الصلت عن عراك ابن مالك عن (وقال موسى سمعت) عائشة قالت: " ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم يكرهو ن أن يستقبلوا بفروجهم القبلة، فقال: أراهم قد فعلوها؟ ! (وفي لفظ: أو قد فعلوها؟ !) استقبلوا.... " الحديث.
وهذا سند ضعيف وفيه علل كثيرة:
الأولى: الاختلاف على حماد بن سلمة.
الثانية: الاختلاف على خالد الحذاء وهو ابن مهران.
الثالثة: جهالة خالد بن أبي الصلت. الرابعة: مخالفته للثقة.
الخامسة: الانقطاع بين عراك وعائشة.
السادسة: النكارة في المتن.

8- " إنما هو بمنزلة المخاط والبزاق، وإنما يكفيك أن تمسحه بخرقة، أو إذخرة. (يعني المني) ".
منكر مرفوعا.
رواه الدارقطني والبيهقي من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق: أخبرنا شريك عن محمد بن عبد الرحمن عن عطاء عن ابن عباس قال: ... فذكره، وقال الدارقطني: " لم يروه غير إسحاق الأزرق عن شريك (يعني مرفوعا) ، ". وقال البيهقي: " ورواه وكيع عن ابن أبي ليلى موقوفا على ابن عباس، وهو الصحيح ".

9- " كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر بالهاجرة فقال لنا: أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم ".
ضعيف بهذا السياق.
أخرجه ابن ماجه وابن أبي حاتم في " العلل " وابن حبان في " صحيحه " والطحاوي في " شرح المعاني " والبيهقي وأحمد من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة قال: فذكره.

وهذا سند ضعيف، علته شريك وهو ابن عبد الله القاضي وهو ضعيف لسوء حفظه.

10- ‌‌" قال الله تبارك وتعالى: إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي، ولم يستطل على خلقي، ولم يبت مصرا على معصيتي، وقطع نهاره في ذكري، ورحم المسكين وابن السبيل، والأرملة، ورحم المصاب، ذلك نوره كنور الشمس، أكلؤه بعزتي، وأستحفظه ملائكتي، وأجعل له في الظلمة نورا، وفي الجهالة حلما، ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة ".
ضعيف.
رواه البزار وابن حبان في " المجروحين " عن عبد الله ابن واقد الحراني عن حنظلة بن أبي سفيان عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا.
عبد الله بن واقد كان متعففا صالحا متفقها برأي أبي حنيفة حافظا له. ولم يكن حافظا للحديث، فضعف حديثه وترك. وقال في " المجمع " " رواه البزار وفيه عبد الله بن واقد الحراني ضعفه النسائي، والبخاري".

والله المستعان

20 - 10 - 1442هـ