الدرس 95 الجزء الثالث حكم من لم تصله دعوة الإسلام 

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 29 شعبان 1445هـ | عدد الزيارات: 101 القسم: تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين ، وبعد:

هناك ملايين في هذه المعمورة لم تصلهم دعوة الإسلام. ما حكمهم؟ هل مصيرهم جهنم؟
أحسن ما قيل في هذا الصنف من الناس أنهم يمتحنون يوم القيامة فمن أطاع الأمر دخل الجنة ومن عصى دخل النار، لقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (الإسراء 15)
وقد بسط العلامة ابن القيم - رحمه الله - الكلام في هذه الطائفة في آخر كتابه: (طريق الهجرتين في بحث طبقات المكلفين) فمن أراده فليراجعه يجد ما يشفي ويكفي إن شاء الله.

* أهم قضية تهم المسلمين، هي قضية الشرق الأوسط، (العالم الإسلامي )فإنها قضية مزمنة، ثم قضية فلسطين والقدس، وما حدث بعد ذلك في لبنان، من أعداء الله اليهود، ومن الصراع الذي بين أهل لبنان أنفسهم، فزاد الطين بلة، وعظمت المصيبة.

ومن القضايا التي تهم المسلمين أيضا: قضية الحرب الدائرة بين المجاهدين الأفغان، وبين الحكومة الشيوعية العميلة في كابول.
ودون شك في أن هذا الجهاد يهم المسلمين جميعا، والواقع بحمد الله يبشر بخير، وانتصارات المجاهدين المسلمين الأفغان متوالية؛ لأنهم مظلومون في بلادهم، ومضيق عليهم في دينهم، فنرجو لهم النصر، ونسأل الله لهم حسن العاقبة، والبشائر الموجودة الآن، كلها تدل على أن المستقبل في صالح المجاهدين، وأن الله سينصرهم على عدوهم، ويعيدهم إلى بلادهم غانمين منصورين، مرفوعي الرأس، وأن الله سيذل عدوهم العميل، ومن قام بتأييده ومساعدته.
الرجوع إلى الصلح والصواب:

* الواجب على علماء المسلمين في كل مكان أن ينصحوا المسلمين. . وأن يجتهدوا في إرشادهم إلى أسباب النجاة. وأن يذكروهم بما حذرهم منه سبحانه وتعالى، وبما حذرهم منه رسولهم صلى الله عليه وسلم. . من مغبة معاصي الإله ومخالفة أمره والحكم بغير شريعته، وأنه لا سعادة ولا نجاة للمسلمين ولا سلامة لهم، إلا باعتصامهم بحبل الله جميعا والتعاون على البر والتقوى، وتكاتفهم ضد أعدائهم وقيامهم بأمر الله وتحاكمهم إلى شريعة الله.
هذا هو الطريق السوي، وهذا هو الصراط المستقيم، الذي به نجاتهم وعزهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
* الاعتصام بحبل الله:
وليس هناك سبيل إلى انتصارهم على عدوهم، واستعادة أمجادهم الغابرة، وعزهم السليب، إلا بهذا السبيل، وهذا الطريق وهو الاعتصام بحبل الله جميعا، والتعاون على البر والتقوى، والتكاتف ضد الباطل وأهله، والاستنصار بالله، والتمسك بالدين، وإعداد المستطاع من القوة للجهاد في سبيل الله واسترداد الحقوق السليبة، والأمجاد الغابرة التي أخذها الأعداء، لتفرقنا وتفريطنا، وعصياننا وتخاذلنا.

* ‌‌جماعات التصوف تشغل المسلمين:
للأسف أن أعداء الإسلام يستعينون بمن ينتسبون إلى الإسلام من الخرافيين والصوفيين، وسائر أهل البدع، ليروجوا باطلهم وليشغلوا المسلمين بما يضرهم ويسبب افتراقهم واختلافهم، حتى يتمكنوا من الحصول على مرادهم، والاستيلاء على ثروات البلاد، وتمزيق شمل المسلمين.

* مقاومة أهل البدع والضلالات:
ولا سبيل إلى السلامة من ذلك، إلا بأن يقوم العلماء العارفون بدين الله سبحانه وتعالى، والمتبصرون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بتوجيه المسلمين إلى التمسك بحقيقة دينهم، ونبذ كل بدعة وكل خرافة من طرق التصوف المختلفة والمتنوعة والمخالفة لشرع الله ومن سائر أنواع البدع التي روجها كثير من الناس، والواجب على علماء المسلمين أيضا أن يحثوا المسلمين ويؤكدوا عليهم أنه لا سبيل إلى نجاتهم، وإلى اجتماع شملهم إلا بالتمسك بكتاب الله العظيم وسنة رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام، وترك ما خالف ذلك من سائر الأهواء والبدع.
* المنهج واحد:
وقد أكمل الله الدين، وأتم النعمة، فلا حاجة إلى التمسك بما خالف ذلك والتعصب لذلك والاختلاف من أجل ذلك.
بل يجب أن يكون المنهج واحدا وهو التمسك بالقرآن العظيم والسنة المطهرة، بتوحيد الله سبحانه وإخلاص العبادة له وترك عبادة ما سواه وترك الغلو في القبور، وأهل القبور، ودعائهم والاستغاثة بهم ونحو ذلك.
البدع والضلالات باطلة:
فإن هذا من الشرك بالله عز وجل، والعبادة حق لله وحده، قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (البينة 5) وكما في الصحيحين من حديث معاذ بن جبل رضي لله عنه: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ». (قلت الحديث في الصحيحين عن معاذ بن جبل).
فالواجب على علماء الإسلام أن ينشروا دين الله بين الناس، وأن يوضحوا لأهل البدع والتصوف والخرافات والانحراف بطلان ما هم عليه من البدع ويوضحوا لهم السنة الغراء والطريقة السمحة الواضحة، وأن يبينوا لهم أدلتها من الكتاب والسنة وأن ينبهوهم إلى أخطائهم بالأسلوب الحسن، والدليل الواضح، والبرهان القوي والحجة الدامغة، والعبارات البينة، من غير عنف ولا شدة بل بالعبارة الواضحة، والجدال بالتي هي أحسن، حتى يعرفوا الحق ويهتدوا إلى الصواب

والله المستعان

٢٨ شعبان ١٤٤٥ هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 132 الجزء الثالث : شروط قبول الدعاء - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 131 الجزء الثالث ‌‌وجوب النهي عن المنكر على الجميع - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 130 الجزء الثالث ‌‌طائفة الصوفية المتسولة: - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 129 الجزء الثالث الغزو الفكري . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر