الدرس 94 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1 - " ما رفع أحد صوته بغناء، إلا بعث الله عز وجل إليه شيطانين يجلسان على منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتى يمسك ".
ضعيف جدا.
رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا.
وهذا سند ضعيف جدا، علته علي بن يزيد وهو الآلهاني أبو عبيد الله بن زحر. أما الآلهاني، فقال البخاري: " منكر الحديث ".

2- " من أفطر (يعني في السفر) فرخصة، ومن صام فالصوم أفضل ".
ضعيف شاذ.
رواه أبو حفص الكناني في " الأمالي " : حدثنا محمد ابن هارون الحضرمي: حدثنا أبوهاشم زياد بن أيوب: حدثنا معاوية الضرير: أخبرنا عاصم الأحول عن أنس ابن مالك قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر؟ قال: فقال: فذكره.
وهذا سند معلول بالوقف، فقد قال ابن أبي شيبة في " المصنف " : حدثنا أبو معاوية ومروان بن معاوية عن عاصم قال: سئل أنس عن الصوم في السفر؟ فقال: فذكره بالحرف الواحد هكذا موقوفا على أنس، وهذا هو الصواب .

3- " سارعوا إلى تعليم العلم والسنة والقرآن، واقتبسوهن من صادق، من قبل أن يخرج أقوام في أمتي من بعدي يدعونكم إلى تأسيس البدعة والضلالة، فوالذي نفسي بيده لباب من العلم من صادق خير لكم من الذهب والفضة تنفقونها في سبيل الله تعالى بغير هدى من الله، من مشى في تعليم العلم والسنة والقرآن فعمل بما أمر الله وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا عمل بذلك فله بكل خطوة يخطوها حسنة، وتحط عنه سيئة، وترفع له درجة في الجنة ".
موضوع.
رواه الخطيب في " تلخيص المتشابه " عن محمد بن عبيدة المروزى: حدثنا حسان بن إبراهيم: حدثنا سعيد بن مسروق الثوري: حدثنا يزيد بن حيان: حدثنا زيد بن أرقم قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: فذكره مرفوعا.

وهذا حديث موضوع، ولوائح الوضع عليه ظاهرة، وآفته محمد بن عبيدة المروزي. قال الذهبي: " قال ابن ماكولا: صاحب مناكير ". وأورد قبله " محمد بن عبيدة عن (بياض في الأصل) وضع أحاديث، قاله أبو سعيد النقاش ". قال الحافظ في " اللسان ": " وأنا أظنه الذي بعده ". يعني المروزي المذكور.

4- " لا تبل قائما ".
ضعيف.
رواه ابن حبان في " صحيحه " عن هشام بن يوسف عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا سند ظاهره الصحة، فإن رجاله ثقات، لكنه معلول بعنعنة ابن جريج فإنه كان مدلسا، وقد تبين أنه تلقاه عن بعض الضعفاء.

5- " خيار أمتي في كل قرن خمسمائة، والأبدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون، ولا الأربعون، كلما مات رجل أبدل الله عز وجل من الخمسمائة مكانه، وأدخل من الأربعين مكانه، قالوا: يا رسول الله! دلنا على أعمالهم، قال: يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويتواسون فيما آتاهم الله عز وجل ".
موضوع.
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " من طريق الطبراني، وعنه ابن الجوزي في " الموضوعات " : عن سعيد بن زيدون: حدثنا عبد الله بن هارون الصوري: حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا.
وهذا سند مظلم، سعيد بن أبي زيدون وعبد الله بن هارون لم أعرفهم، إلا أن الثاني منهما أورده الذهبي في " الميزان " وقال: " عن الأوزاعي لا يعرف، والخبر كذب في أخلاق الأبدال ".

6- " الأبدال في هذه الأمة ثلاثون، مثل إبراهيم خليل الرحمن عز وجل، كلما مات رجل أبدل الله تبارك وتعالى مكانه رجلا ".

منكر.
رواه الإمام أحمد والهيثم بن كليب في " مسنده " والخلال في " كرامات الأولياء "، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " وعنه ابن عساكر في "التاريخ" عن الحسن ابن ذكوان عن عبد الواحد بن قيس عن عبادة بن الصامت مرفوعا، وقال أحمد عقبه: "هو حديث منكر".

وفيه علتان:
الأولى: عبد الواحد بن قيس، مختلف فيه.
الثانية: الحسن بن ذكوان مختلف فيه أيضا، وقد ضعفه الجمهور، وقال أحمد: " أحاديثه أباطيل ".

7- " إذا اغتسلت المرأة من حيضها، نقضت شعرها، وغسلت بالخطمي والأشنان، وإذا اغتسلت من الجنابة لم تنقض رأسها، ولم تغسل بالخطمي والأشنان ".
ضعيف.
أخرجه الخطيب في " تلخيص المتشابه " والبيهقي في " السنن الكبرى " من طريقين عن مسلم بن صبيح: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس مرفوعا.
قال الخطيب: " قال علي بن عمر (يعني الدارقطني) : هذا حديث غريب من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس، تفرد به مسلم بن صبيح عن حماد ولم نكتبه إلا من هذا الوجه ". وهو ضعيف لتفرد ابن صبيح به، وهو في عداد المجهولين.

8- " لا تضربوا إماءكم على كسر إنائكم، فإن لها آجالا كآجال الناس ".
كذب.
رواه أبو نعيم في " الحلية " : حدثنا أبو دلف عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن دلف العجلي: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الدعاء: حدثنا جعفر بن عاصم: حدثنا أحمد بن أبي الحواري: حدثنا عباس بن الوليد قال: حدثني علي بن المديني عن حماد بن زيد عن مالك بن دينار عن الحسن عن كعب ابن عجرة مرفوعا.

وهذا سند واه جدا، وفيه علل:
أولا: أبو دلف هذا، أورده الخطيب في " تاريخ بغداد " ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
ثانيا: يعقوب بن عبد الرحمن الدعاء وهو أبو يوسف الجصاص، قال الخطيب: " في حديثه وهم كثير ".
ثالثا: جعفر بن عاصم لم أجد له ترجمة.
رابعا: عنعنة الحسن وهو البصري، فقد كان يدلس.

9- " استاكوا وتنظفوا، وأوتروا فإن الله وتر يحب الوتر ".
ضعيف.
رواه ابن أبي شيبة: وكيع قال: حدثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن سعد مرفوعا.

وهذا سند ضعيف، رجاله كلهم ثقات غير سليمان ابن سعد وهو تابعي مجهول.

10- " إذا شربتم فاشربوا مصا، وإذا استكتم فاستاكوا عرضا ".
ضعيف.
رواه البيهقي من طريق أبي داود في " مراسيله " عن هيثم عن محمد بن خالد القرشي عن عطاء بن أبي رباح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذا سند ضعيف لإرساله، وعنعنة هشيم، فإنه مدلس، وجهالة القرشي هذا، ومن ثم رمز له السيوطي بالضعف، فأصاب.

والله المستعان

8 - 10 - 1442هـ