الدرس 93 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها :

1- " إذا انتهى أحدكم إلى الصف وقد تم، فليجبذ إليه رجلا يقيمه إلى جنبه ".
ضعيف.
رواه الطبراني في " الأوسط " عن حفص بن عمرالربالي: حدثنا بشر بن إبراهيم: حدثني الحجاج بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. وقال: " لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد تفرد به بشر ". وهو الأنصاري المفلوج، قال ابن عدي: " وهو عندي ممن يضع الحديث ".

2- " ألا دخلت في الصف، أو جذبت رجلا صلى معك؟! أعد صلاتك ".
ضعيف جدا.
أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم " وأبو الشيخ في " تاريخ أصبهان " وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " من طريق يحيى بن عبدويه: حدثنا قيس بن الربيع عن السدي عن زيد بن وهب عن وابصة بن معبد: " أن رجلا صلى خلف الصف وحده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "، فذكره.

إسناده واه جدا، فإن قيسا ضعيف، وابن عبدويه أشد ضعفا منه.

‌3 - " إن لله ملائكة وهم الكروبيون، من شحمة أذن أحدهم إلى ترقوقته مسيرة سبعمائة عام للطائر السريع في انحطاطه ".
ضعيف جدا.
رواه ابن عساكر عن محمد بن أبي السري: أخبرنا عمرو ابن أبي سلمة عن صدقة بن عبد الله القرشي عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعا وقال: " روى إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة شيئا من هذا ".

وهذا سند واه جدا، وله علتان:
الأولى: محمد بن أبي السري، وهو متهم.
والأخرى: صدقة هذا وهو الدمشقي السمين وهو ضعيف.

4- " إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا العمرة. قال: فما يكفرها يا رسول الله؟ قال: الهموم في طلب المعيشة ".
موضوع.
رواه الطبراني في "الأوسط" وعنه أبو نعيم في "الحلية" والخطيب في "التلخيص" وابن عساكر عن محمد بن سلام المصري: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير: حدثنا مالك بن أنس عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا.

قال الطبراني: " لم يروه عن مالك إلا يحيى، تفرد به محمد ". وقال الخطيب: " روى عن يحيى بن بكير حديثا منكرا ". ثم ساقه، وقال ابن عساكر: " غريب جدا "واتهمه الذهبي بهذا الحديث فقال: " حدث عن يحيى بن بكير عن مالك بخبر موضوع ".

5- " إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها صيام ولا صلاة، ولا حج، ولا جهاد، إلا الغموم والهموم في طلب العلم ".
ضعيف.
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " عن أحمد بن علي بن زيد الدينوري: حدثنا يزيد بن شريح بن مسلم الخوارزمي: حدثنا علي بن الحسين بن واقد: حدثني أبي: حدثنا أبو غالب عن أبي أمامة مرفوعا.

وهذا سند ضعيف، أحمد بن علي ويزيد بن شريح لم أجد من ترجمهما.

6- " يا أيها الناس إن الرب واحد، والأب واحد، وليست العربية بأحدكم من أب ولا أم، وإنما هي اللسان، فمن تكلم بالعربية فهو عربي ".
ضعيف جدا.
رواه ابن عساكر عن العلاء بن سالم: أخبرنا قرة بن عيسى الواسطي: أخبرنا أبو بكر الذهلي عن مالك بن أنس الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال:... فذكره.

وهذا سند ضعيف جدا أبو بكر الذهلي (كذا الأصل، والصواب الهذلي) وهو متروك كما قال الدارقطني والنسائي وغيرهما وكذبه غندر.

7- " لا يشربن أحد منكم قائما، فمن نسي فليستقىء ".
منكر بهذا اللفظ.
أخرجه مسلم في " صحيحه " من طريق عمر بن حمزة: أخبرني أبو غطفان المري أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وعمر هذا وإن احتج به مسلم فقد ضعفه الإمام أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، ولذلك أورده الذهبي في "الميزان" وذكره في " الضعفاء " وقال: "ضعفه ابن معين لنكارة حديثه". وقال الحافظ في "التقريب": "ضعيف".

8- " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي مما يلي باب بني سهم، والناس يمرون بين يديه، ليس بينه وبين الكعبة سترة. (وفي رواية) : طاف بالبيت سبعا، ثم صلى ركعتين بحذائه في حاشية المقام، وليس بينه وبين الطواف أحد ".
ضعيف.
أخرجه أحمد والسياق له وعنه أبو داود والأزرقي في " أخبار مكة " والبيهقي في " سننه الكبرى " عن سفيان بن عيينة قال: حدثنا كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة سمع بعض أهله يحدث عن جده به.

وهذا سند ضعيف لجهالة الواسطة بين كثير وجده. وفيه علة أخرى وهي الاختلاف في إسناده

9- ‌‌ " كان يخر على ركبتيه، ولا يتكىء ".
ضعيف.
أخرجه ابن حبان في " صحيحه " من طريق معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وهذا سند ضعيف مسلسل بالمجهولين، قال ابن المديني: " لا نعرف محمد بن معاذ هذا، ولا أباه، ولا جده في الرواية، وهذا إسناد مجهول ".

10-" من ترك موضع شعرة من جنابة لم يغسلها، فعل به كذا وكذا من النار ".
ضعيف.
رواه أبو داود وابن أبي شيبة في " المصنف " وعنه ابن ماجه والدارمي والبيهقي وأحمد وابنه في " زوائده عليه " من طرق عن حماد بن سلمة: حدثنا عطاء بن السائب عن زاذان عن علي بن أبي طالب مرفوعا .

قيل: إن الصواب وقفه على علي . وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" : " وقال النووي، ضعيف، وعطاء قد ضعفه، قبل اختلاطه، ولحماد أوهام، وفي إسناده أيضا زاذان وفيه خلاف ".

والله المستعان

22 - 9 - 1442هـ