الدرس 92 تهذيب الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " اللهم اجعلني صبورا، اللهم اجعلني شكورا، اللهم اجعلني في عيني صغيرا وفي أعين الناس كبيرا ".
منكر.
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " وذكره ابن أبي حاتم في " العلل " كلاهما من طريق عقبة بن عبد الله الأصم عن ابن بريدة عن أبيه: " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: علمني دعوة، فقال:.. فذكره، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: " هذا حديث منكر لا يعرف، وعقبة لين الحديث ".

2- " إن الملائكة قالت: يا رب كيف صبرك على بني آدم في الخطايا والذنوب؟ قال: إني ابتليتهم وعافيتكم، قالوا لوكنا مكانهم ما عصيناك، قال فاختاروا ملكين منكم، فلم يألوا أن يختاروا، فاختاروا هاروت وماروت، فنزلا، فألقى الله تعالى عليهما الشبق، قلت: وما الشبق؟ قال: الشهوة، قال: فنزلا، فجاءت امرأة يقال لها الزهرة، فوقعت في قلوبهما، فجعل كل واحد منهما يخفي عن صاحبه ما في نفسه، فرجع إليها، ثم جاء الآخر، فقال: هل وقع في نفسك ما وقع في قلبي؟ قال: نعم، فطلباها نفسها، فقالت: لا أمكنكما حتى تعلماني الاسم الذي تعرجان به إلى السماء وتهبطان، فأبيا، ثم سألاها أيضا فأبت، ففعلا فلما استطيرت طمسها الله كوكبا وقطع أجنحتها، ثم سألا التوبة من ربهما، فخيرهما، فقال: إن شئتما رددتكم إلى ما كنتما عليه، فإذا كان يوم القيامة عذبتكما، وإن شئتما عذبتكما في الدنيا فإذا كان يوم القيامة رددتكما إلى ما كنتما عليه، فقال أحدهما لصاحبه: أن عذاب الدنيا ينقطع ويزول، فاختارا عذاب الدنيا على الآخرة، فأو حى الله إليهما أن ائتيا بابل، فانطلقا إلى بابل فخسف بهما، فهما منكوسان بين السماء والأرض معذبان إلى يوم القيامة ".
باطل مرفوعا.
رواه الخطيب في تاريخه وكذا ابن جرير في تفسيره من طريق الحسين: سنيد بن داود: حدثنا الفرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع قال:...فذكره

قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " : " غريب جدا ". وآفته الفرج بن فضالة أو الراوي عنه سنيد، فإنهما ضعيفان كما في " التقريب ".

3- " لعن الله الزهرة، فإنها هي التي فتنت الملكين: هاروت وماروت ".
موضوع.
رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " وابن منده في " تفسيره " كما في " تفسير ابن كثير " من طريق جابر عن أبي الطفيل عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ...فذكره .

قال الحافظ ابن كثير: " لا يصح، وهو منكر جدا ". وآفته جابر وهو ابن يزيد الجعفي وهو متهم بالكذب.

4- " أرشدوا أخاكم ".
ضعيف.
رواه الحاكم عن سعد بن عبد الله بن سعد عن أبيه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: " سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قرأ فلحن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم … " فذكره، وقال: " صحيح الإسناد "، ووافقه الذهبي.وأقول: كلا، فإن عبد الله بن سعد والد سعد وهو الأيلي غير معروف، ولم يترجموا له، مع أنهم ترجموا لابنه، ولم يذكروا له رواية عن أبيه.

5- " إن العبد ليموت والداه أو أحدهما وإنه لعاق، فلا يزال يدعولهما حتى يكتب عند الله بارا ".

ضعيف.
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق لاحق ابن الحسين بسنده عن إسماعيل بن محمد بن جحادة عن أبيه عن أنس مرفوعا قال: " لا أصل له، لاحق كذاب يضع ". وتعقبه السيوطي في "اللآلىء المصنوعة " بأن له طريق آخر، أخرجه البيهقي في "الشعب" قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي … عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن أنس بن مالك به وقال السيوطي: " ويحيى بن عقبة ضعيف ". بل هو شر من ذلك فقد قال أبو حاتم: " يفتعل الحديث ". وقال ابن حبان: " يروي الموضوعات عن الأثبات ". وقال ابن معين: " كذاب خبيث عدوالله ".

6- " التوكؤ على العصا من أخلاق الأنبياء، كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عصا يتوكأ عليها، ويأمرنا بالتوكأ عليها ".
موضوع.
رواه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " وابن عدي في " الكامل " من طريق عثمان بن عبد الرحمن عن المعلى بن هلال عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: " التوكؤ. . . " الحديث. وأورده ابن عدي في ترجمة المعلى هذا، وقال " هو في عداد من يضع الأحاديث ".وعثمان بن عبد الرحمن هو الحراني الطرائفي، وهو صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، وضعف بسبب ذلك حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين كما في " التقريب ".
7 - " لا جمعة ولا تشريق إلا في مصر جامع ".
لا أصل له مرفوعا. فيما علمت. إلا قول أبي يوسف في " كتاب الآثار " : " وزعم أبو حنيفة أنه بلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.... " فذكره مرفوعا، وهذا وهم.

8- " أخروهن من حيث أخرهن الله. يعني النساء ".
لا أصل له مرفوعا.
وقد أشار إلى ذلك الحافظ الزيلعي في " نصب الراية " بقوله: " حديث غريب مرفوعا. وهو في " مصنف عبد الرزاق " موقوف على ابن مسعود.

9- ‌‌ " ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا صعدت لا يردها حجاب، فإذا وصلت إلى الله عز وجل نظر إلى قائلها، وحق على الله أن لا ينظر إلى موحد إلا رحمه ".
منكر.
رواه ابن بشران في " الأمالي " عن علي بن الحسين بن يزيد الصدائي: حدثنا أبي حدثنا الوليد بن القاسم عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا.
ومن طريق ابن بشران رواه الخطيب في ترجمة علي ابن الحسين هذا، وذكر أن وفاته كانت سنة (286) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأنه روى عنه أبو بكر الشافعي وأبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة. وقد خالفه في متنه الإمام الترمذي فرواه عن الحسين بن يزيد به، بلفظ إلا فتحت له أبواب السماء حتى تقضي إلى العرش، ما اجتنبت الكبائر ". وهذا يدل على ضعف علي بن الحسين عندي، لمخالفته الترمزي في لفظ حديثه على قلة روايته، ولذلك أوردت الحديث بلفظ الترمذي في " الأحاديث الصحيحة " .
10 - " لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي ".
ضعيف.
أخرجه الترمذي والواحدي في " الوسيط " وأبو جعفر الطوسي الفقيه الشيعي في " الأمالي والبيهقي في " شعب الإيمان " من طريق إبراهيم بن عبد الله بن حاطب عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره،

قال الترمذي: " حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم ". وهو ابن عبد الله بن الحارث بن حاطب الجمحي، قال ابن القطان: " لا يعرف حاله ".

.

والله المستعان

10 - 9 - 1442هـ